ولد صادق الجندي في حمص عام 1876م وتلقّى تعليمه الأساسي فيها.
والده رئيس بلدية حمص محمد بن سليمان الجندي.
من إخوته: عزت الجندي، أدهم الجندي، جودت الجندي، أبو الخير الجندي.
تخرّج من الكلية الحربية العليا في العاصمة اسطنبول برتبة ملازم أول في سلك المدفعية.
عاد بعدها إلى حمص وتم فرزه إلى كتيبة المدفعية في المدينة(1).
كان ضليعًا في الرياضيات بحكم دراسته الهندسية، وكذلك كان متقنًا للغة الفرنسية إلى جانب التركية والعربية، فعيّن مدرسًا للرياضيات واللغة الفرنسية في المدرسة الإعدادية (الرشدية) بحمص نهاية عام 1899م(2)، ثم أحيل إليه تدريس مادة الأخلاق بدلًا من اللغة الفرنسية، إلى أن استقال من التدريس في حمص نهاية العام المذكور(3).
اشترك في حروب اليمن، حوصر ونجا من الهلاك، وكان برتبة يوزباشي (نقيب) مدفعية. ثم عاد منها وبدأ يتنقّل في البلاد حتى ترفّع إلى رتبة نقيب أول (قول آغاسي) عام 1906م(4)، ثم إلى رتبة قائمقام عسكري في سلك المدفعية.
كان من مؤسسي جمعية العهد التي تضمّ كبار الضباط العرب، كما كان المفوّض العام في حلب لحزب اللامركزية في مصر. وكان اسعد بك الدرويش الضابط أركان حرب من مؤسسي هذه الجمعية وأحد رفاقه فيها.
ولما اندلعت الحرب العالمية الأولى في 1914م تلقى أمرًا بالسفر مع فرقته العسكرية إلى جبهة العراق. وروى الأستاذ سامي السراج أنه استلم منه جميع الوثائق والأوراق السرية العائدة لحزب اللامركزية.
اشترك في معارك العراق ضد الإنكليز. وفي إحدى معارك كوت الأمارة استشهد في وقعة (دولابحه) الواقعة بين العزيزية وكوت الامارة، وذلك في 17 آب سنة 1915م.
وبحسب أخيه السيد أدهم الجندي فقد كان برتبة ميرآلاي (عقيد) حينها(5).
رثاه الشاعر راغب العثماني اللاذقاني فقال:
إليك انتهى الإقدام والحزم والأمر … وفيك تجلّى البأس والمجد والنصرُ
برزت بساحات الجهاد منافحًا … عن العرب لا يعروك خوفٌ ولا ذعرُ
ولم يثنك الموت المخيّم في الوغى … مضيًا: ولا البيض الرقاق ولا السمر
لك الله من ليث هصورٍ إذا انبرى … لمعركةٍ فالعزم يزجيه والصبرُ
مقامك محفوفٌ بكل فضيلةٍ … دعائمه حمد وآلاؤه شكر
ومجدك يومي نحوه كل أصيدٍ … ويقصر عن إدراكه البطل الغمر
وفيك معين للحياة إذا اعترى … بنا حدث أو مسّ أمتك الضرّ
خطبت نعيم الخلد في بهجة الدنا … “ومن يخطب الحسناء لم يغله المهر”
(أصادق) والتاريخ يشهد أنه … له همةُ قسعا يغار لها النسر
وحسب بني (الجندي) فيك مجاهدً … شجاعًا له في كلّ ملحمة سرّ
مدحتك لما أن علمتك (صادقًا) … تذبّ عن الإيمان ما صنع الكفر
فخذها من الأعماق عصمًا يزفها … إليك الوفاء المحض والحب والبشر
المصادر والمراجع:
(1) الجندي، (أدهم)، شهداء الحرب العالمية الكبرى، صـ 8-41
(2) الأرشيف العثماني COA, MF.MKT.493/50
(3) الأرشيف العثماني COA, MF.MKT.527/25
(4) صحيفة ثمرات الفنون، العدد الصادر في الثلاثين من تموز 1906م.
(5) الجندي، (أدهم)، المصدر نفسه، صـ 8-41