مقالات
حمصي فرحان الحمادة: التقويم الرقي عام 1912 ..كونة القول التالية
حمصي فرحان الحمادة – التاريخ السوري المعاصر
كونة القول التالية: الأخيرة، وسميت كذلك الثانية، لأنه سبقتها كونة عام 1906م.
ذكرت الباحثة صونيا فرا في كتاب “الرقة وأبعادها الاجتماعية” ما يلي عن كونة القول التالية أو الثانية :”وحدث حوالي العام 1910م- والأصح عام 1912- أن أحد أعضاء الحلف الكردي، تنازع مع أحد أبناء العشاريين على ملكية بطيخة كبيرة، واستفحل الشجار بسرعة متحولاً إلى معركة مواجهة، سقط فيها اثنا عشر قتيلاً من العشاريين، وثمانية من الأكراد، كما كانت دعاوى تقسيم الأراضي الذي اعتبر غير عادل، مصدراً هاماً للنزاعات التي استمرت حتى عام 1938م، اجتمع على إثرها شباب من كلا الحلفين لوضع حد لهذا النوع من العلاقات، واقتسموا أراضي المشاع على أساس تساوي المساحة بين الأكراد والعشاريين” انتهى كلام صونيا فرا، الصفحتان 71 و72 .
وذكر الوجيه الرقي أحمد الحاج عبد الله يرحمه الله خلال لقاء تسجيلي معه أن قائمقام الرقة “وأعتقد ولا أجزم أن اسمه أبو الهدى الجنيدي”، على إثر الكونة سجن ثلاثة من وجهاء العشاريين، وثلاثة من وجهاء الأكراد، وبعد عدة أيام أمر بسوقهم للمحاكمة أمام الحاكم العسكري بحلب، وكلف دركياً بمرافقتهم إلى حلب، عاملهم الدركي معاملة سيئة جداً، ثم اكتشفوا من خلال حديثة أنه من قرباط باب النيرب بحلب، وأن والده يعمل مرقصاً للسعادين، وهنا كانت الطامة الكبرى والإهانة العظمى، وأن قرباطياً يتحكم بهم.
مروا بطريقهم بقرية الثديين “المنصورة حالياً”، واستضافهم “الشيخ أحمد الفرج السلامة” يرحمه الله شيخ عشيرة الولدة شامية. وأكرمهم واستطاع بحكمته وتدينه أن يطيب النفوس، وتم الصلح بمضافته على أن يسقط الجميع مطالبهم أمام القائمقام، وهذا ما تم إذ عادوا إلى الرقة، وتم الصلح ووقع صك الصلح بحضور القائمقام.
ملاحظة:
حاولت أنا والأستاذ عبد الغفور الشعيب يرحمه الله معرفة السبب الذي أدى لهذه الكونة، فلم نفلح إذ كان الجواب من كلّ من سألناه من كبار السن “لا أعرف” ولم يذكروا قصة البطيخة، فاجتهدنا وقلنا فيما بيننا لابد أنها متعلقة بقضية شرف لا يريد أحد أن يثيرها مرّة أخرى. لأن رواية البطيخة بعيدة عن العقل والمنطق إذ كان بطيخ القبيات يهدى هدايا والله أعلم(1).
(1) حمادة (حمصي فرحان)، التقويم الرقمي بين عام 1709 – 1988، توتول للطباعة والنشر والتوزيع، دمشق 2022م، 88.