من الصحافة
صحيفة 1954- وصول حسن الهضيبي مرشد الإخوان المسلمين إلى سورية
قام حسن الهضيبي المرشد العام للإخوان المسلمين بجولة عبر البلاد العربية، ومن بينهما سورية التي زارها في شهر تموز عام 1954م.
صحيفة الف باء نشرت خبر وصوله إلى دمشق في العدد الصادر في العاشر من تموز عام 1954مز
عنوان الخبر:
وصول حسن الهضيبي إلى دمشق يوم أمس
المرشد العام للإخوان المسلمين يلقي محاضرة حول فلسطين في جامع دنكز
الدفاع عن الخطوط الأمامية هو دفاع عن دمشق وعمان وبغداد والقاهرة وسائر ديار العرب
النص:
(يقوم فضيلة الأستاذ حسن الهضيبي المرشد العام للإخوان المسلمين بجولة عامة عبر البلاد العربية. وقد زار لبنان مؤخراً حيث مكث في بعض الوقت ثم قام بزيارة شرقي الاردن، وتجول في الخطوط الأمامية وبين مخيمات اللاجئين في الصفين.
وفي الساعة السادسة من مساء أمس وصل فضيلته إلى دمشق إتماماً لزيارته هذه واستقبل في مشارف هامة من قبل أقطاب الجمعية، وعدد كبير من أعضائها ومن هيئات العلماء، وحيته كشافة الإخوان ثم توجه وصحبه يتبعهم رتل كبير من السيارات إلى العاصمة ثم إلى دار الدكتور السباعي المراقب العام للإخوان المسلمين حيث استراحوا قليلاً وفي الساعة الثالثة قصد الجميع إلى جامع دنكز حيث أقيمت حفلة خطابية دعا إليها الإخوان المسلمين وحضرها جمهور كبير من أعضاء الجمعية والعلماء وسائر المواطنين.
وكان أول المتكلمين الأستاذ الشيخ عبد الرؤوف أبو طوق فالشيخ أبو الفرج الخطيب ثم الأستاذ سعيد رمضان سكرتير المؤتمر الإسلامي فألقى كلمة شاملة تحدث فيها عن واجبات الإخوان المسلمين إزاء قضايا الإسلام والعرب، وأسهب في التحدث عن مأساة فلسطين والنهاية السيئة التي قاد إليها الانحلال والتخاذل وتفكك الكلمة وانهيار الأخلاق وانتقد موقف الحكومات العربية من موقفها إزاء الإعتداءات اليهودية وقال لقد أصبحنا في حالة تحتاج فيها إلى من يذكرنا بواجبنا ويدق أبوابنا طالباً إنقاذ فلسطين.
ثم تكلم الدكتور مصطفى السباعي مخاطباً الإخوان المسلمين شارحاً أهداف الجمعية وغاياتها، وأنها تعمل للإسلام وللعرب في كل مكان، وتعمل لسعادة العالم أجمع.
ثم حمل الآخر على تخاذل الحكومات العربية واتكاليتها بالنسبة لفلسطين.
وكانت خاتمة الكلمات لفضيلة الأستاذ الهضيبي فصدر كلمته بتوجيه التحية إلى سوريا العربية وقال عنها أنها البلد المستقل الذي يجب أن يهرع إليه الجميع، وأنها هي المؤهلة لأن يمضي سيفها للدفاع عن جاراتها.
وقال: لقد زرت فلسطين ووجدت أشياء تحزن النفس ووجدت أشياء تسر. وأما الذي يحزن فهو الإستكانة التي دانت على القلوب فلم نعمل شيئاً من أجل فلسطين منذ عهد هدنة رودوس حتى الآن، فلم تشترك دولة عربية واحدة بالرصاص.
وقال أيضا: لقد أصبحت إسرائيل المزعومة حقيقة فارغة، وأخشى أن أقول أننا نحن أصبحنا المزعومين.
إن الدول العربية مشغولة بنفسها.. وزارة سقطت وبرلمان حل ودخلنا في دوامة لم نعرف الخلاص منها بعد كل ذلك وإسرائيل ماضية في عملها.
ثم تكلم عن الخطوط الأمامية فقال: أن أولئك المدافعين الأبطال هناك إنما يدافعون في الحقيقة ليس عن فلسطين وإنما عن عمان وبغداد ودمشق وبيروت وسائر العرب، وإني أهيب بالدول العربية أن تدرك أن الدفاع عن فلسطين هو دفاع عن دمشق وبغداد والقاهرة ولكن يظهر أن الخطر لا يشعر به إلا الذين يعيشون فيه.
وتكلم أيضاً عن جمعية الإخوان المسلمين وواجباتها في إنقاذ فلسطين وفي النهاية طالب أن يكون التمسك بالأخلاق وهو الأساس لأن تعاليم الدين والواجبات الدينية بدون أخلاق لا تثمر شيئاً.
وبذلك انتهت الحفلة الخطابية وأعلن العريف أن فضيلة المرشد يستقبل الزائرين في دار الدكتور السباعي منذ الساعة الثامنة وحتى العاشرة قبل الظهر ومنذ الرابعة والنصف وحتى الخامسة والنصف بعد الظهر.
هذا ويعتقد بأن الأستاذ الهضيبي سيعقد مؤتمراً صحفياً اليوم أو غداً).