دراسات وترجمات
التمثيل الدبلوماسي السوري في الولايات المتحدة الأميركية
التمثيل الدبلوماسي السوري في الولايات المتحدة الأميركية
لم يكن هناك أي تمثيل دبلوماسي للجمهورية العربية السورية في الولايات المتحدة الأميركية في عهد الانتداب الفرنسي؛ لأن سلطات الانتداب كانت ترعى الشؤون الخارجية لسورية، وتوقع المعاهدات والاتفاقات الدولية باسمها بموجب صك الانتداب. ومع إعلان استقلال سورية، واعتراف الولايات المتحدة بهذا الاستقلال جرى تعيين الدكتور ناظم القدسي وزيراً مفوضاً في واشنطن بموجب المرسوم رقم 96 الصادر في الثلاثين من كانون الثاني عام1945م(1)، وعينت الحكومة السورية إلى جانبه مجموعة من الموظفين منهم سري القلطجقي ملحقاً ملازماً في المفوضية، وحسني الصواف مستشاراً ثانياً(2)، وقسطنطين زريق مستشاراً أول، وعمر أبو ريشة وفريد زين الدين أيضاً(3).
بعد تعيين الدكتور ناظم القدسي وزيراً للخارجية في حكومة هاشم الأتاسي التي تشكلت في عهد الرئيس سامي الحناوي بتاريخ الرابع عشر من آب 1949م تم تعيين فريد زين الدين سفيراً للجمهورية السورية في واشنطن، وقدم أوراق اعتماده إلى الرئيس ترومان في الثامن عشر من تشرين الثاني وبقي فريد زين الدين سفيراً حتى قيام الوحدة السورية – المصرية، حيث اندمج أعضاء السفارة السورية بسفارة الجمهورية العربية المتحدة في مطلع عام 1958م.
وبعد الانفصال عين عمر أبو ريشة سفيراً للحكومة السورية في واشنطن وبقي سفيراً لسورية حتى قطع العلاقات عام 1967م(4).
قطع العلاقات 1967 – 1974
قطعت العلاقات السورية الأميركية من حزيران عام 1967 وحتى عام 1974م.
استدعت الحكومة السورية سفير الولايات المتحدة وأبلغته قطع العلاقات الدبلوماسية، وسحبت السفير من واشنطن، وخلال هذه الفترة تخصصت مديرية في الخارجية الأميركية بمتابعة العلاقات بينما قامت السفارة الباكستانية في واشنطن برعاية الشؤون السورية في الولايات المتحدة الأميركية(5).
في عام 1974 عين قامت الحكومة السورية بتسمية صباح قباني سفيراً لسورية في الولايات المتحدة الأميركية، حيث تسلم الرئيس فورد أوراق اعتماده.
بناء السفارة السورية في واشنطن:
أما فيما يتعلق ببناء السفارة السورية في واشنطن، فقد قام الدكتور ناظم القدسي منذ بداية التمثيل الدبلوماسي السوري في واشنطن بشراء بناء تاريخي جميل مبني منذ عام 1908م، ليكون مبنى للسفارة السورية في واشنطن. وهو بناء يتألف من ثلاثة أدوار وطابق أرضي، وله حديقة واسعة، وكان سابقاً لأسرة الرئيس الأميركي السابع والعشرين وليام هوارد تافت. وقد اشتراه ناظم القدسي من ورثته عام 1946م. وبقي هذا البناء مقراً لسفارة الجمهورية السورية في واشنطن ثم لسفارة الجمهورية العربية المتحدة حتى عام 1961م، وحين وقع الانفصال احتفظ المصريون بالعقار، وخرج منه الدبلوماسيون السوريون لأنهم لم يعودوا يعملون تحت راية الوحدة التي بقيت مرفوعة على العقار. وبعد عودة العلاقات في السبعينيات طالبت وزارة الخارجية السورية نظيرتها وزارة الخارجية المصرية بإعادة العقار، فأعادته وعاد مقراً للسفارة السورية في واشنطن(6).
(1) الجريدة الرسمية للجمهورية السورية ، العدد 8 في 8 شباط 1945م.
(2) الجريدة الرسمية للجمهورية السورية، العدد 12 في 10آذار 945م.
(3) الجريدة الرسمية للجمهورية السورية ، العدد 12 تاريخ 10 آذار 945م.
(4) Foreign Relations, 1964-1968, Volume XIX, Arab-Israeli Crisis And War, 1967. Telegram From The Department Of State To The Embassy In Syria .Washington ,June1,1967.
(5) مجلة الأسبوع العربي العدد 795 تاريخ 2 أيلول 1974م.
(6) قباني (صباح)، من أوراق العمر، مسيرة حياة في الإعلام والفن والدبلوماسية، دمشق، دار الفكر، الطبعة الأولى، عام 2007م، ص 217 .
مقابلة مع صباح القباني – دمشق في الحادي والعشرين من آذار عام 2009م.