دراسات وترجمات
التمثيل الدبلوماسي الأميركي في سورية 1945 – 1953
التمثيل الدبلوماسي الأميركي في سورية
كان للولايات المتحدة الأميركية عدة قنصليات في سورية ولبنان، ومع بداية الحرب العالمية الثانية أغلقت قنصليتها في بيروت، وبعد دخول قوات الحلفاء مدينة دمشق وسيطرتهم على سورية ولبنان عاودت الولايات المتحدة افتتاح قنصليتها في بيروت عام 1942م وتحولت في العام نفسه إلى مفوضية، بالإضافة إلى مكتب قنصلي في دمشق يديره نائب المفوض(1).
بعد اعتراف الولايات المتحدة الأميركية بإعلان استقلال سورية في السابع من أيلول 1944 عينت الولايات المتحدة في الحادي عشر من تشرين الثاني عام 1944م قنصلها في بيروت “جورج وود وورث” وزيراً مفوضاً للولايات المتحدة الأميركية في سورية، وبعد أقل من عام استبدلت الولايات المتحدة الأميركية الوزير المفوض وورث بالوزير المفوض “جورج بنكرتون”، وعينت شارل دوفو ملحقاً عسكرياً في المفوضية الأميركية في دمشق(2):
في الثامن من تشرين الأول 1947م استبدل الوزير المفوض “جورج بنكرتون” بـ “جيمس كيلي” واستقبله الرئيس هاشم الأتاسي لأول مرة بحسب المراسم الدولية بحضور ناظم القدسي رئيس مجلس الوزراء – وزير الخارجية. وهكذا صار جيمس كييلي رئيساً لبعثة الولايات المتحدة الأميركية في دمشق برتبة وزير مفوض منذ عام 1947م، وكان كييلي انتُدب لهذا المنصب كونه رجلاً يعتُمَد عليه في الملمَّات، وكان يتصف بحيوية عالية ويتمتع بقدرة عجيبة على اتخاذ القرارات دون الحاجة إلى الرجوع إلى المراجع العليا في واشنطن للوقوف منها على التفاصيل والجزئيات، أما المسؤول السياسي في البعثة حينها فقد كان الدبلوماسي “دين هنتون” الذي لم يتجاوز الرابعة والعشرين من عمره بعد، وكان على جانب كبير من الفراسة، وهو يشابه بهذا رئيسه جيمس كييلي، أما رجل التنفيذ في السفارة فكان الميجر ستيفن ميد الذي اشتُهر باسم “الكولونيل ميد”(3).
وكان “كان مايلز كوبلاند” المسؤول عن الدبلوماسية السرية (ديبلوماسية ما وراء الكواليس) في البعثة الأمريكية في دمشق.
بعد انقلاب أديب الشيشكلي رفعت الولايات المتحدة مفوضيتها في سـورية في السابع والعشرين من آب عام 1952م إلى درجة السفارة، وعينت جيمس موس سفيراً لها في دمشق، فكان بذلك أول سفير أميركي في دمشق، حيث استقبله رئيس الدولة فوزي سلو في الثلاثين من أيلول 1952م بحضور ظافر الرفاعي وزير الخارجية، وقدم أوراق اعتماده سفيراً مطلق الصلاحية في سورية، وفي فترته أعادت الولايات المتحدة فتح قنصليتها في حلب عام 1953م بعد إغلاقها لمدة ثلاثين عاماً. بقي جيمس موس سفيراً لبلاده في سورية حتى أواخر عام 1957م، حيث استبدلته الإدارة الأميركية بالسيد “شارل. و. بوست” الذي بقي سفيراً للولايات المتحدة في سورية لمدة شهر واحد بعدها وحدت الولايات المتحدة تمثيلها في القاهرة ودمشق بعد قيام الوحدة، فصار مركز السفارة في القاهرة وصار للسفارة قنصل في دمشق.
والملاحظ أنه تميزت تلك الفترة بكثرة تبديل سفراء ومفوضي الولايات المتحدة الأميركية في سورية مما يتفق وتقلّبات الظروف السياسية في سورية المتمثلة في الانقلابات العسكرية.
(1) Whitaker (Arthur P) , Inter – American, An Annual Survey, New- York (Columbia University Press), 1944, p 212.
(2) مديرية الوثائق التاريخية، وثائق الدولة، مجموعة وزارة الخارجية السورية، الوثيقة رقم 2019/126.
(3) لونغريك، المرجع السابق، ص 435. ومديرية الوثائق التاريخية، وثائق الدولة، مجموعة بلاغات جمهورية، رقم الوثقية ب ج 5/ 6.
(4) Gantenbein (James W( The Devolution Of Our Latin- American Policy, New- york Columbia University press), 1950, P 970.