من الصحافة
صحيفة 1941- ساعة في دمشق بعد احتلالها
في الثاني والعشرين من حزيران عام 1941 دخلت قوات الحلفاء مدينة دمشق بعد انسحاب قوات فيشي منها.
مراسل صحيفة فلسطين وصل إلى دمشق مع قوات الحلفاء ونشر تقريراً مطولاً عن الحالة في دمشق.
عنوان الخبر:
ساعة في دمشق بعد احتلالها
الوزارة تهدد بالاستقالة احتجاجاً على دنتز
وفد يحمل العلم الأبيض ويسلم المدينة
الاغتباط بالعهد الجديد
منجوب الإذاعة الفلسطينية يقدم وصفاً شيقاً لدخول دمشق
نص الخبر:
أذاعت مصلحة الإذاعة الفلسطينية مساء الأحد أول أمس “22 حزيران” عن وصول قوات الحلفاء إلى دمشق من الوصف لمندوبها الذي عاد من دمشق في الثاني والعشرين من حزيران عام 1941م.
سيداتي وسادتي:
لا ريب أنه من أدق الأعمال الحربية التي وقعت في هذه الحرب الحاضرة تمكن قوات الحلفاء من التغلب على جيش فيشي في دمشق ودخول المدينة بعد ظهر أمس بحيث لم يلحق هذه المدينة التاريخية الكبرى من الخسائر، وهي تعد نحو ثلاثماية ألف نفس لم ينلها من الخسارة بفضل أحكام الخطط العسكرية ودقة العمال أكثر من قتيلين من الأهالي وسبعة من الجرحى.
وقد جعلت هذا النبأ أول ما أضعه بين أيدي حضراتكم لما له من الخطورة ذلك أن الجنرال دانتز كان من مقصده أن تدور في مدينة دمشق معارك القتال غير عابئ بالمدينة وأرواح أهلها ولا بطمأنينة الشعب الذي كان يود ويطلب من الجنرال دانتز ويلح في الطلب بأن لا يجعل من دمشق دار حرب أبداً.
من أدق الأعمال
فلما اشتدت الأمور بين قوات الحلفاء وقوات فيشي في الغوطة وضواحي دمشق وتعين على قوات الحلفاء القضاء على قوات فيشي كان لابد من الوصول إلى الأمرين الكبيرين القضاء على قوات فيشي وعدم الحاق الخسائر بالأنفس والأموال من جهة أهل دمشق، وقد تم عند ظهر أمس وسمعت من وزراء الدولة السورية في دار الحكومة في دمشق أن الخسائر التي أصابت الأهالي في جميع هذه الأعمال الحربية كانت كناية عن قتيلين وسبعة من الجرحى فقط كما قلت.
ولذلك يصح أن يقال على قوات فيشي والفوز التام بالمحافظة على سلامة الأهالي كان من أدق الأعمال العسكرية في هذه الحرب.
بعد ذلك سيداتي سادتي أضع بين أيديكم صورة عامة لما حصل أمس في دمشق فبعضكم متشوق كل التشوق إلى الإطلاع على هذا من وجوه عديدة عامة وخاصة وبعضكم الآخر قد يود الاحتفاظ بشئ من هذه التفاصيل للتاريخ فأقول:
نشر رئيس الحكومة السورية فخامة خالد بك العظم بلاغاً عاماً صباح يوم أمس وهو البلاغ التالي الذي بيدي الآن نسخة منه وهذه صورته:
بلاغ عام
تبلغت الحكومة الآن القرار الذي اتخذته السلطة الأفرنسية بإخلاء مدينة دمشق من الجيش الأفرنسي وانسحابه منها بصورة رسمية، وفي هذه الفترة ربما تسمع طلقات نارية أو دوي مدافع مدة من الزمن، فعلى جميع الأهلين أن يحافظوا على سكينتهم وهدوئهم حتى يتم الأمر.
والحكومة ساهرة على تنفيذ ما اتخذته من المقررات والتدابير الكافلة لحفظ الأمن واستتبابه وراحة الأهلين.
دمشق في 21 حزيران سنة 1941
التوقيع
رئيس الحكومة السورية
خالد العظم
تطور القتال:
تلاحظون في هذا البلاغ العام أن رئيس الحكومة السورية نبه الأهالي أن يحافظوا على سكينتهم وهدوئهم حتى يتم الأمر، وأنه ربما تسمع طلقات نارية أو دوي مدافع مدة من الزمن أما إطلاق المدافع والنيران فقد ظل يسمح في غوطة دمشق وجميع أرجائها إلى مسافات بعيدة حتى الظهر.
أما وصف القتال بين قوات الحلفاء وجيش فيشي من الوجهة العسكرية المحضة فلا يدخل في نطاق هذا الوصف الحالي ذلك أولاً لأن حضراتكم تقفون على خلاصة ذلك في نشرات الأخبار التي تذاع من هذه المحطة وثانياً لأن الخوض في ذلك هو من شأن الرجال العسكريين دون غيرهم، ولكن ذلك لا يمنع من ايراد صفوة التطورات الحربية كلها إلى ظهر أمس.
وفي صباح أمس كانت الهزيمة قد حلت بقوات فيشي في جميع المنطقة التي تضم مدينة دمشق نفسها والغوطة التي في اتجاه الكسوة فجنوباً، ولا يعني هذا أن الجنرال دانتز لم يبذل جهده الشديد لإعاقة تقدم قوات الحلفاء ما أمكن.
ولكن قوات الحلفاء مع السير على خطتها المرسومة من المحافظة التامة على مدينة دمشق التاريخية كانت أي قوات الحلفاء توالي قهر قوات فيشي وضربها حتى أجلتها عن جميع منطقة دمشق، وما يحيط بها من الغوطة.
ولكن قبل أن ابدأ بأن أخبر حضراتكم ماذا حصل يوم أمس في دمشق علي أن أقول أن رسالة الإنذار الخطيرة التي وجهها بالراديو الجنرال ويلسون القائد الأعلى لقوات الحلفاء إلى الجنرال دانتز المفوض السامي الفرنسي وقائد قوات لا لزوم لسردها عليكم الآن، كان لها أعظم التأثير من ناحيتين كبيرتين الأولى أن أهل سوريا وخاصة أهل دمشق والغوطة أزدادوا يقينا بقرب خلاصهم من عهد فيشي وحكمها وثانياً أن الفرنسيين في دمشق أيقنوا من جهتهم هم الآخرون أن يوم رحيلهم عن دمشق قد اقترب.
وقد علمت وأنا في دار الحكومة بدمشق يوم أمس أن كثيراً من الفرنسيين أخذوا في الرحيل عن دمشق من مساء يوم الأربعاء أي بعد سماعهم رسالة الإنذار ببضع ساعات، وأزيد على هذا أن رسالة الإنذار هذه طمأنت الأهالي كل الطمأنينة أن الجنرال ويلسون باذل جهده لكي يحافظ على هذه المدينة التاريخية، وقد صدق في قوله كل الصدق لأن الخسائر التي أصابت الأهالي وقوات الحلفاء تزيد امعاناً في التقدم وضربها بقوات فيشي، لم تزد على قتيلين وسبعة من الجرحى، وربما كان بالإمكان المحافظة على سلامة الأهالي والمدينة كان نصب عين الجنرال ويلسون، وهو يوصل الأمر إلى غايته وينفذ خططه الحربية.
ولنتبع الحوادث يوماً يوماً إعتباراً من مساء يوم الأربعاء حتى بعد ظهر أمس. أما تأثير رسالة الإنذار التي وجهها الجنرال ويلسون القائد الأعلى لقوات الحلفاء فقد كان لها تأثيرها الذي ذكرته لكم، ويوم الخميس كان لا يزال الجنرال دانتز يرى أنه سيثابر على القتال في شوارع دمشق وأرباضها القريبة غير عابئ بسلامة الأهلين فاضطر رئيس الحكومة السورية في الساعة الثانية بعد ظهر الخميس أن يعلم مندوب المفوض السامي الفرنسي في دمشق بأن الوزارة تستقيل إذا أصر الفرنسيون على جعل دمشق ساحة حرب أو اعتبارها مدينة محصنة لأن ذلك يعرضها للنكبات، فلم يجاوب مندوب المفوض السامي على هذا ومضى معظم الخميس والجمعة وقوات الحلفاء تمعن في التقدم، وقوات فيشي آخذة في التقهقر، ولكن بعد أن تكون قد قاتلت ما أمكنها.
وما جاء صباح أمس السبت إلا وكانت قوى فيشي قد دحرت من جميع منطقة دمشق الآنفة الذكر، وأصبحت قوات الحلفاء تطاردها غربي المزة.
فماذا حصل صباح أمس في دمشق، وهو أول خطوة من خطوات الانتقال من عهد إلى عهد؟
خرج وفد من المدينة على رأسه توفيق بك الحياني محافظ مدينة دمشق الممتازة ومعه علم أبيض إلى ناحية معينة للجنوب من دمشق حيث قابلوا الجهات العسكرية من قوات الحلفاء، وأعلن الوفد لهذه الجهات تسليم المدينة.
بعد هذا بقليل، شرعت فصائل قوات الحلفاء تدخل المدينة من طريق محطة القدم الجنوبية. أما دخول قوات الحلفاء دمشق بعد ظهر أمس فلم يكن دخول الظافر القاهر المنتقم. كلا ثم كلا بل كان دخول قوات متحالفة مدينة موالية، لا مدينة محاربة، بل كان دخول قوات الحلفاء دمشق بعد ظهر أمس خالياً من مظاهر الأبهة الحربية مجرداً من أشكال عظمة الكبرياء. مع أن هذه الحرب التي كانت حول دمشق تشتمل على جميع أصناف آلات الحرب من الطائرات والدبابات والسيارات المسلحة والمدافع الرشاشة وما إلى ذلك.
عود إلى سياق الحديث
وبعد أن أخذت هذه الفصائل تدخل دمشق من جهة طريق “القدم” دخل دمشق عدد من السيارات المسلحة والسيارات العادية، وفيها عدد من الضباط الفرنسيين الأحرار، وعلى رأسهم الكولونيل كوليه، وعدد من الضباط البريطانيين، وكان دخول هذه السيارات إلى المدينة هو العمل الذي وصلت به قوات الحلفاء إلى دمشق.
والآن آصف لحضراتكم هذا بشئ من التفصيل. فقد بدأت هذه السيارات تدخل دمشق في طريق محطة القدم، وهذه الطريق هي أول الطريق العمودية من دمشق إلى درعا، ولكن مسافة الطريق الواقعة بين محطة القدم وهي في أقصى مدينة دمشق جنوباً، وتتصل بحي الميدان وبين ساحة المرجة أو دار الحكومة على ضفاف بردى، تزيد على خمسة كيلو مترات، وهذه المسافة تجتاز عادة بالترامواي.
وقد أخذت هذه السيارات تسير في طريق محطة القدم ثم بعد ذلك في الميدان، وإذا بالأهالي من رأس الميدان جنوباً إلى دار الحكومة في ساحة المرجة وما بين ساحة المرجة وساحة القدم من احياء سأذكرهم لكم الآن على جانبي الطريق يزحم بعضها بعضهم بعضاً.
فكان ذلك مشهداً من المشاهد التي لا تتكرر في التاريخ إلا نادراً، وبعد حي الميدان أخذت السيارات تجتاز باب المصلى فالسويقة فالشيخ حسن فباب الجابية فالدرويشية فشارع النصر فشارع الحجاز فشارع السراي أو دار الحكومة على طول هذه المسافة التي تزيد على خمسة كيلو مترات. لم يقرأ في وجوه الناس إلا البشر وعلامات الارتياح، مما يدل على أن عهد فيشي في سوريا لم يترك في نفوس الأهالي إلا المرارة الأليمة ولما وصلت القافلة إلى قرب دار الحكومة وكان في مطلعها سيارة مسلحة ألقيت عصا التسيار أمام تلك البناية الجميلة التي اشتهرت في الأربع والعشرين سنة الأخيرة في دمشق بأنها شاهدة بجدرانها الأربعة على عدة مفترقات طرق تاريخية كل مفترق طريق منها تحول به مجرى تاريخ سوريا قليلاً أو كثيراً، ففي سنة 1918 برح الوالي التركي تلك السراي، وفي خريف تلك السنة شهدت هذه البناية دخول الحلفاء، والقوات العربية، على رأسها الملك فيصل رحمه الله، وهو وقتئذ الأمير الشريف، نجل جلالة ملك الحجاز الحسين بن علي.
كما شهدت جميع الحكم الحربي الفيصلي في دمشق، وفي البناية التي إلى جانبها نودي سنة 1920 بالأمير فيصل ملكاً على سوريا. وفي سنة 1920 أيضاً شهدت هذه البناية دخول الجنرال غورو إلى دمشق، وفي سنة 1924- 925 شهدت هذه البناية الجنرال “سراي” وهو يصدر أوامره بإطلاق قذائف المدافع على المدينة يخربها ويدمرها.
وظلت هذه البناية تشهد من الحوادث وصور الحكم ما يعرفه الناس. وكان يوم أمس مشهداً آخر من مشاهد التاريخ. نرجو الله أن يؤدي بالبلاد إلى ما تصبو إليه من حرية حقيقية على ضوء تصريح الحكومة البريطانية، ومنشور الجنرال كاترو الذي أصدره بالنيابة عن الجنرال دي جول ممثل فرنسة الحرة، وهذا بالاتفاق مع الحكومة البريطانية.
كبار المستقبلين
ولما وصل ضباط الحلفاء، وعلى رأسهم الكولونيل كوليه إلى ردهة السراي كان في استقبالهم هناك رئيس الحكومة السورية فخامة خالد بك العظم، والوزراء أصحاب المعالي، نسيب بك البكري وزير الاقتصاد الوطني والأشغال العامة، صفوت بك إبراهيم باشا وزير العدل، وحسين بك الصحناوي وزير المال، ومحسن بك البرازي وزير المعارف.
وكان هناك عدد كبير من كبار موظفي الحكومة ومنهم الأمير كاظم الجزائري مدير غرفة رئيس الحكومة، وتوفيق بك الحياتي محافظ مدينة دمشق الممتازة، والأمير فايز الشهابي رئيس ديوان وزارة الداخلية، والأستاذ رشيد الملوحي مدير المطبوعات.
وكانت سراي الحكومة في الردهات الباقية أو الأروقة الخارجية تشتمل على عدد لا يحصى من الناس، كما أن جماهير لا تحصى كانت تملأ الساحة الخارجية والنهر من على ضفتيه، وكان المظهر السائد في تلك الساعة في البرهة التاريخية في دمشق يوم أمس مظهر الألفة الخالصة مع أن الموقف موقف حربي عسكري.
وفي الساعة الثانية والنصف برحت مع رفيقي الكابتن “روزاري” والمستر “ميرتون” المراسل الحربي لجزيرة الديلي تلغراف مدينة دمشق عائدين إلى فلسطين بطريق حوران فالقنيطرة، وطبريا فكان مكوثنا في دمشق ستين دقيقة.
ولما برحنا دار الحكومة ووصلنا في طريقنا إلى محطة “القدم” كانت الجماهير لا تزال على جانبي الشوارع تشاهد القوات الداخلة يتلو بعضها بعضاً، أما الجنرال كاترو فقد وصل إلى دمشق في الساعة الثالثة والنصف بعد ظهر أمس.
جنرال أرعن!
أما حالة دمشق العامة فتوصف بقليل من الكلام. فإن هذه المدينة العربية التاريخية، قد عانت من صلف رجال فيشي وسوء إدارتهم، وخاصة في المدة الأخيرة ما سيدونه التاريخ، اضرب لكم مثلاً واحداً على هذه، وهو أنه كان على رأس قوات فيشي الجنرال “دي فرد يلهاك” الذي كان كثير الرعونة والشدة والصرامة، فكان يكثر من التعسف في الأمور وهو يتولى تلك القيادة.
ولكثرة تخبطه وتعسفه اضطرت حكومته إلى عزله ومحاكمته واخراجه من البلاد كما فهمت هذا في سراي الحكومة يوم أمس في دمشق.
فإن هذا القائد لما سمع بزحف قوات الحلفاء على سوريا جن جنوبه، وأخذ يصدر من القرارات ما يتفق مع أهوائه وفي امر أصدره، منع المخابرات البرقية والتلفونية الخاصة بين المدن، وفي جميع الأحوال إلا في حالة استثنائية، ينبغي الحصول على الأذن فيها من أحد كباتنة فيشي ومن يخالف هذا يحال إلى المحاكم العسكرية.
الليرة المحترمة
وإذا سألت أهل دمشق ما يذكرون لحكومة فيشي من محاسن وحسن آثار باقية في البلاد، أجابوك أما بابتسامات كلها هزء واستغراب وإما بالكفين المفتوحين، متسائلين، وأين هي تلك المحاسن والآثار.
أما الليرة السورية المحترمة فقد كانت أبغض شيء تقع عليه عين كل سوري ولبناني في المدة الأخيرة.
وأما سيرة موظفي حكومة فيشي في سوريا فقد تروى عنهم الحكايات والوقائع، واتباعهم أهواءهم الخاصة مالو كتب لجاء في مجلدات.
بقيت لي عدة ملحوظات أسردها على علاتها:
أولاً- وصلنا إلى دمشق ودوي إطلاق المدافع حتى ظهر أمس يسمع في جميع منطقة دمشق، والغوطة، ولكن إلى جانب ذلك كنا نرى أهل المزارع في مزارعهم وحقولهم وبساتينهم.
ثانياً- لم يرو أحدً من السكان أن الجيش البريطاني في وصوله إلى دمشق اعتدى على ملك أحد في قليل أو في كثير.
ثالثاً- أما جيش فيشي في تقهقر وانسحابه فلم يتعفف عن شيء وصلت إليه يده، قال صاحب مقهى في “غباغب” وهي في الطريق بين الشيخ مسكين ودمشق أن له ديناً في ذمة أحد جنود فيشي يبلغ ثماني عشرة ليرة سورية، ولما شعر صاحب المقهى بأن أجل فيشي في سوريا أخذ يقترب، جعل يلح على مدينة، واسمه “جرمان” بأن يؤديه الدين، فلما كان من “جرمان” وجندي فيشي، إلا أن تناول البندقية، وأطلق الرصاص على صاحبنا “أبي شاكر”، ومن حسن حظ أبي شاكر أن رصاص “جرمان” يخطئ كما تخطئ حرب فيشي في سوريا.
رابعاً- يستبشر الناس جميعاً في دمشق والمناطق التي مررت بها بأن العهد الذي جعل يقبل عليهم منذ يوم أمس، سيرون فيه الخير والنجاح.
صحف دمشق
خامساً- صحف دمشق تصدر على حسب عادتها، ولكنها بحجم أقل من حجم صحف فلسطين بكثير.
سادساً- أن لدمشق بهجة خاصة لا تفارقها، فعندما تطوق في شوارعها وأسواقها ترى فيها ما يبهج النظر و تسمع ما يلذ للسمع من أهل الكرام.
سابعاً- بلدية دمشق جعلت منذ أعلنت فيشي الحصار عليها تبدل جهدها لتأمين معيشة الناس ولذلك أخذت تنفق كل يوم ما يعادل ألف جنيه فلسطيني لتوزيع الخبز على الناس بأسعار محتملة لا مجاناً.
متى يتم الرحيل
الملاحظة الثامنة- وهي الأخيرة من هذه الملاحظات وهي ختام هذا الوصل كله، ينظر أهل دمشق وسوريا إلى جنود فيشي الراحلين، يزودونهم بنظرات معناها الناطق والصامت، متى يتم رحيلكم عن غيرنا كما رحلتم عنا!