وثائق سوريا
كلمة شكري القوتلي في حفل وضع حجر الأساس لمستشفى يبرود عام 1956
كلمة شكري القوتلي في حفل وضع حجر الأساس لمستشفى يبرود عام 1956
في يوم السادس عشر من شهر تشرين الأول عام 1956م تمت زيارة الرئيس شكري القوتلي إلى يبرود لوضع حجر الأساس لمشفى يبرود الذي تبرعت بإنشائه الجالية اليبرودية من أبناء يبرود في بلاد المهجر وعلى رأسهم السيد موسي كريم ، وقد ألقى الرئيس القوتلي خطابا بهذه المناسبة هذا نصه :
( يسعدني ان أقصد من دمشق ألى هذا البلد الزاهر في ربوع القلمون أشارك إخواني وأبنائي المقيمين والمغتربين ابتهاجهم بوضع الحجر الأساسي لمشفى يبرود ، وهو البناء الذي تبرع به أبناؤنا المغتربون تذكيرا بما لهم من أياد بيضاء على وطنهم ، وتسجيلا لفضل يضاف الى فضل وسخاء يزداد على سخاء في كل حقل من حقول البر والمساعدة وعمل الخير ، إنها لمناسبة سعيدة أن يتيح لي تدشين هذا المستشفى توجيه تحية عاطرة الى هؤلاء المواطنين الصالحين الأخيار الذين لم ينسوا قط بلادهم وأهلهم على بعد المسافات وطول الغياب ، فكانوا في كل ظرف عونا لوطنهم ورسلا صادقين لعروبتهم ، يفاخرون بها في كل مهاجرهم ويحملون لواءها ويشعرون باعتزاز إذ ينتسبون إليها ، وقد برهنوا دائما على نبل هذا الشعور فرددوا أصداء النداءات الصادرة عن وطنهم وأقبلوا على البذل والعطاء وكان لديهم في كل حركة قومية كلمة تذكر ومأثرة تشكر .
فإلى هؤلاء الإخوان الكرام المنتشرين في مختلف أنحاء الأرض وخاصة من أقام منهم في بلاد الجمهورية البرازيلية التي تربطنا بها أمتن روابط الود والصداقة أبعث بأصدق عواطف التقدير داعيا إياهم أبدا الى إنماء هذه الصلة الوثيقة بين مهاجرهم ووطنهم الأصيل ، وهو الذي يفاخر بهم وبنجاحهم الذي كسبوه بجهدهم واجتهادهم وثباتهم وذكائهم واستقامة أخلاقهم ، ويحفظ لهم أجمل الذكريات وأبقاها .
وإنني لعلى يقين عظيم أن الوطن الذي يجمعنا مبادئه ومثله العليا لن تفرقنا عنها الأبعاد والمسافات ، فنحن بالوطنية فكرة واحدة وبالعمل الصالح وحدة لا إنفصام لها .
وختاما فإن السيد موسي كريم الذي بذل مجهودا محمودا من أجل تحقيق هذا المشروع الناجح وحمل إلينا رسالة إخوانه في البرازيل نفحة عاطرة قد استحق من أجل عمله وغيرته شكر الوطن وتقديره.