كلمة الأمير فيصل بن الحسين التي ألقاها عيسى العيسى رئيس كتاب ديوان الأمير فيصل في الدورة الثانية للمؤتمر السوري العام في الساعة العاشرة والنصف من صباح يوم الاثنين الأول من كانون الأول عام 1919م.
نص الكلمة:
حضرات أعضاء المؤتمر السوري العام المحترمين،
نحن نائب سمو الأمير فيصل نشكر لمؤتمركم الموقر ما أبداه من دلائل الوطنية الصادقة، وما قام به من الأعمال النافعة التي برهنت على حمية تذكر، وهمة عالية، انتصاراً لهذا الوطن المبارك ودفاعاً عن حق البلاد واستقلالها السياسي التام، الذي حاربنا من أجله أربع سنوات متواليات في جانب الحلفاء، مستندين على معونة الباري عز وجل، وعلى شعور الأمة الشريف وانصاف العالم المتمدن الذي اعترف رسمياً بحق العرب في الحياة الحرة وأعجب ببسالتهم في الدفاع عن قضيتهم والقضاء على مبادئ الاستعمار عملاً بمبدأ الحق وحرية الشعوب المظلومة.
وقد سرنا ما تمنيتموه من إعلان الحكومة الوطنية على قاعدة الحكم الدستوري النيابي، وهو الذي سيكون أساس حكومتنا في المستقبل، غير أن نرى أن إبقاء التشكيلات الإدارية الحاضرة المعلومة لديكم مع بعض التعديل في الفروع أدعى للاقتصاد وأحفظ للنظام وتوطيد دعائم الأمن في مثل هذه الاوقات إلى أن يتقرر مصير البلاد النهائي في مؤتمر الصلح.
ولا نشك في أن مؤتمركم هذا الوطني الذي ضم إليه نخبة المخلصين والمفكرين سيكون بأعضائه المحترمين في أنحاء هذا القطر مثالاً لكل حركة شعبية يراد بها خير البلاد وإسعاد أهلها وعاملاً كبيراً في توحيد خطط الأمة وجمع قواها وتوجيه الرأي العام نحو الغاية المقصودة التي هي الاستقلال التام.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
