من الصحافة
صحيفة 1947- مشروع سوريا الكبرى ووزير المستعمرات البريطانية السابق
قام المستر ايمري وزير المستعمرات البريطانية السابق بجولة في شهر آذار عام 1947 في مختلف البلدان العربية ومن بينها سوريا ولبنان.
وبعيد عودته نشر مقالاً في صحيفة “الصنداي تايمس” تناول فيها عن مشروع سورية الكبرى والصعوبات التي تعترض تنفيذه.
صحيفة ألف باء الصادرة في دمشق نشرت خبراً عن المقال في العدد الصادر في الثاني والعشرين من نيسان عام 1947مز
عنوان الخبر:
المستر ايمري ومشروع سوريا الكبرى
البلاد العربية بحاجة للإصلاح أكثر من السياسة
نص الخبر:
لندن 21- أشار مستر ايمري وزير المستعمرات البريطانية السابق في مقال كتبه في جريدة الصنداي تيمس إلى الصعوبات التي تعترض سبيل إتمام مشروع سوريا الكبرى.
وقال أن المشكلة لا تثير مسألة تسليم سيادة لبنان فحسب، بل أنه يثير مشكلة الملكية وتعارضها مع النظم الجمهورية.
وأوضح أن وجود ملك على رأس الدولة سينال تأييد العناصر البدائية كالدروز والعلويين والبدو وأولئك الذين يقومون بزراعة الأرض، ولكن النظام الجمهوري الديمقراطي الذي أوحت به التقاليد الفرنسية للطبقات المتعلمة في الجمهوريتين الصغيرتين، وخاصة في لبنان المتقدمة، سيقاوم مثل هذا التغيير.
وذكر مستر ايمري المعارضة التي سيثيرها الملك ابن السعود إذا اختير الملك عبد الله ملكاً لسوريا الكبرى.
ثم تحدث عن واجب الدول العربية من ناحية مستقبلها القريب وهو وجوب تحسين مواردها الخاصة وزرع جنتها التي طال العهد بهجرها وإهمالها.
وقال : (إن التعليم والبحوث الزراعية والعناية بالغابات وحفظ الماء ورصف الطرقات ومد الخطوط الحديدية هي المسائل التي لا تزال هذه البلاد أحوج ما تكون إلى علاجها لا مسائل السياسة الخارجية وسترحب الدول العربية بكل معونة أجنبية سواء كانت بريطانية أو غير بريطانية فإن قلقنا الطبيعي وخوفنا من أن نمهد السبيل للريب الفرنسية والشك في أننا إنما ايدنا استقلال العرب لستر عزمنا الخفي على الحلول محل فرنسا في تلك البلاد هو الذي حملنا على اتخاذ شيئ من الحذر في قبول الترحيب الذي ينتظر الخبراء والاختصاصيون من رجالنا في الصناعة وغيرها أن يجدوه في تلك البلاد.
لكن هذا كله من أحاديث الماضي أما اليوم فلست أدري لماذا لا يجد حسن النية تعبيره الطبيعي الجلي والعملي حيال ما تحسه تلك الدول الفتية نحونا وما نشعر به نحن أيضاً نحوها.