أحداث
الإحتفال بـعيد النصر في سورية عام 1945
احتفلت سورية في الثامن من أيار عام 1945 بإعلان انتصار الحلفاء واستسلام المانيا.
ففي السابع من أيار عام 1945 أذاعت وزارة الاستعلامات البريطانية بلاغاً ذكرت فيه أن يوم الثامن من شهر أيار عام 1945 هو بمثابة اليوم الذي يحدد فيه رسمياً نهاية الحرب في أوربا.
وفي اليوم التالي الثامن منه وفي تمام الساعة الواحدة بتوقيت لندن أعلن تشرشل رئيس الوزراء البريطاني نبأ انتهاء الحرب في أوربا.
قررت الحكومة السورية الاحتفال بهذا اليوم وأذاعت بلاغاً عممته على جميع دوائرها هذا نصه: (إحتفالاً بالنصر الذي أحرزته الأمم المتحالفة تعطل الدوائر الرسمية ابتداء من يوم الأربعاء التاسع من أيار 1945 وحتى صباح الاثنين الرابع عشر من أيار عام 1945م).
وأبرقت وزارة الداخلية إلى جميع المحافظين لتعطيل دوائر الدولة وإقامة المهرجانات والاحتفالات ومعالم الزينة بهذه المناسبة.
وألقى الكولونيل أوليفا روجيه كلمة عبر الإذاعة السورية بهذه المناسبة.
برقيات ورسائل التهنئة:
استقبل الرئيس سيل من برقيات التهنئة بهذه المناسبة، والتي عبر مرسلوها عن تهانيهم الحارة وتبريكاتهم بهذا الحدث. ومن هذه البرقيات كانت البرقية التي ارسلها ميرزا مصطفى ميرزا رئيس الطائفة الإسماعيلة في سورية، والتي جاء فيها: “أرفع إليكم تهاني الحارة وتبريكاتي الخالصة بالنصر الحليف سيدي”.
الاحتفالات في دمشق:
أقيمت أقواس النصر في دمشق في شارع محطة الحجاز وشارع السراي وكسيت بالغار ومدت عليها أسلاك الكهرباء، وزينت بالمصابيح والأعلام السورية وأعلام الدول الحليفة، وألقصقت على الجدران إعلانات بحجم كبير ترمز إلى النصر كتب عليها عبارة : (لقد انتصرت الأمم المتحدة).
وزينت مباني الدوائر الحكومية بالأعلام السورية والحليفة وبالأنوار الكهربائية.
وفي الساعة الرابعة من بعد ظهر الثلاثاء وبالتزامن مع إعلان تشرشل هزيمة ألمانيا أطلقت المدفعية 21 طلقة إيذاناً بانتهاء الحرب، كما أنطلقت صفارات الإنذار تدوي، وألقت الطائرات الفرنسية منشورات تتضمن أن سلاح الجو الفرنسي يشارك الشعب السوري بالابتهاج بيوم النصر وخلاص الإنسانية من ويلات هذه الحرب.
وأقيمت في القصر الجمهوري في ذلك اليوم حفلة شاي بمناسبة إعلان النصر حضرها رئيس المجلس النيابي ورئيس الوزراء بالوكالة والوزراء ورؤساء الوزراء السابقين وسفراء الدول العربية والحليفة ورجال السلك السياسي والقنصلي وكبار قواد الجيوش المتحالفة والرؤساء الروحيون وكبار الموظفين وفريق كبير من الوجهاء والمحامين والأطباء والتجار ورجال الصحافة.
وبعد انتهاء الحفل ألقى شكري القوتلي في الساعة السابعة مساء كلمة عبر محطة إذاعة دمشق بهذه المناسبة، قال فيها: (إن أمتنا التي ساهمت في مجهود الحلفاء الحربي مساهمة فعالة لتأمل أن تكون في النظام العالمي الجديد عزيزة الجانب مصونة الحق لا تحد من سيادتها بأي حد أو قيد ولا يسمح للأطماع أن تدنو منها، فقد آن أن تكون الدول الصغيرة كالكبيرة متمتعة بملئ حريتها وكامل سيادتها آمنة مطمئنة من كل عبث أو عدوان).
وفي ذلك اليوم وجه جميل مردم بك رئيس الوزراء بالوكالة كلمة قال فيها: (لقد آن الوقت لإنشاء عالم جديد تحترم فيه حقوق الشعوب في الحياة الحرة واستمتاعها بكافة أسباب الطمأنينة والرخاء).
ورافق الحفل احتفال بالألعاب النارية في سماء دمشق، وجالت فرقة موسيقية في شوارع دمشق وعزفت موسيقى الدرك وفرقة أخرى تحمل المشاعل ابتهاجاً بإنتهاء الحرب.
ودعا الرئيس القوتلي إلى حفلة ترفيهية مخصصة لجنود الحلفاء أقيمت في حديقة دمر وقد خصص قطار خاص لنقل الجنود إلى الحديقة.
أقامت محافظة دمشق الممتازة حفلة شاي في حديقة البرلمان بهذه المناسبة في مساء يوم الأحد الثالث عشر من أيار حضرها رئيس مجلس النواب ورئيس مجلس الوزراء والوزراء وأعضاء السلك القنصلي.
كما أصدرت الحكومة عفواً عن المجرمين بمناسبة الاحتفال بيوم النصر.
ودعت سيدات دمشق إلى حلفة نسائية صباح يوم الأحد الثالث عشر من أيار في سينما عائدة بالاس احتفاء بنصر وانهيار النازية.
وعممت مديرية الأوقاف نص الخطبة التي سوف تلقى في المساجد يوم الجمعة بمناسبة عيد النصر، وهو نص موحد وضع خصيصاً لهذا اليوم للإلقائه من قبل الخطباء.
وأبلغت وزارة الخارجية وزراء سوريا الموفضين في عوام الدول الحليفة أن يقوموا بتقديم التهاني إلى الملوك ورؤساء الحكومات الحليفة(1).
الاحتفال في حوران:
أقامت محافظة حوران احتفالاً في التاسع من أيار بمناسبة إعلان انتصار الحلفاء واستسلام ألمانيا.
زينت في ذلك اليوم الدوائر الرسمية وأطلقت المدافع النيران وسار الكشاف والدرك والشرطة والفرسان في مسيرة ليلية يحملون فيها المشاعل.
وفي اليوم الثاني العاشر من أيار جرى عرض عسكري شاركت فيه مختلف فعاليات المحافظة، وتلى فيه المحافظ وحيد مردم بك كلمة الرئيس شكري القوتلي رئيس الجمهورية.
كما ألقى المحافظ كلمة أرسل فيها باسمه وباسم المحافظة تحية إعجاب وإكبار وتقدير عميق للدول الحليفة المعظمة على تحريرها، وقال فيها: (إن الأمة السورية والأمم العربية الأخرى لا تطلب من عنائم النصر حتى تشعر بوقوعه فعلاً إلا غنيمة واحدة هي حقها في الحياة الحرة ومساهمتها في بنيان صرح الإنسانية المقبل المؤسس على احترام حقوق الأمم واستقلالها المقدس، وما هذا الحق غنيمة النصر بل هو حق طبيعي أزلي اعطاه الله لنا ولغيرنا على السواء، وكل إعتداء عليه أو انتقاص منه هو طعنة نجلاء في كبد هذا النصر المولود جديداً بين انهار الدماء المراقة في سبيل الحربة)(2).
الاحتفال في حمص:
احتفلت حمص بيوم النصر وتوافد المهنئون إلى بهو المحافظة وفي مقدمتهم أركان السلطة البريطانية والفرنسية.
وكانت ثلة من رجال الشرطة والدرك وموسيقى الأيتام تستقبلهم أمام دار الحكومة(3).
الاحتفال في القامشلي:
احتفلت القامشلي بـ عيد النصر ووضعت برنامج محدد للاحتفال، وطافت أعداد كبيرة من المواطنين والجنود والكشاف ورجال الجيش، وخطب قائد الموقع شاكراً الجميع حضورهم وشاهدتهم ورد عليه السيد الجبلاوي بكلمة ترجمها الليوتان كمال ماز ناشد فيها الجميع بالتضامن والتآلف بهذه المرحلة الانتقالية فقبله قائد الخاصة الكابتن توز وصافحه قائد الموقع وأثنى عليه وشكر الليوتان كمال ماز باسمه وباسم أخوته.
(1) صحيفة ألف باء – دمشق، العدد 7022 الصادر في يوم الخميس العاشر من أيار عام 1945م.
(2) صحيفة ألف باء – دمشق، العدد 7021 الصادر في يوم الأربعاء التاسع من أيار عام 1945م.
(3) صحيفة ألف باء – دمشق، العدد 7022 الصادر في يوم الخميس العاشر من أيار عام 1945م.
انظر:
كلمة شكري القوتلي في عيد النصر عام 1945
كلمة الكولونيل أوليفا روجيه في عيد النصر عام 1945
كلمة جميل مردم بك رئيس مجلس الوزراء في عيد النصر عام 1945