عام
رسالة عبد الله بن الحسين إلى فارس الخوري حول الوحدة السورية عام 1941
رسالة عبد الله بن الحسين إلى فارس الخوري حول الوحدة السورية عام 1941م
نص الرسالة:
وثيقة رقم (78) (64- 319)
رسالة من سمو الأمير عبد الله بن الحسين إلى فارس الخوري بخصوص الوحدة السورية
عمان في 8 شعبان 1360هـ
الموافق 31/ آب/ 1941م
عزيزي فارس بك،
جزى الله الأسباب خيراً، ولا بأس إن أنا كتبتُ إليك مبتدئاً فيما أراه من الواجب الوطني، ولم أتاخر عن هذا إلى الآن إلا لعدم حصوص التعارف الشخصي بيننا، وقد ظفر بهذا الكتاب الصديق الذي تعرفه، فسلامي عليك وشكراً له.
الموقف السوري اليوم هو موقف قومي، وليس بموقف شخصي، وهو مع هذا يخص المجموعة السورية دون غيرها، والمجموعة السورية “فلسطين، شرقي الأردن، لبنان، سوريا” فإذا لا سمح الله تغلبت الأثرة وحب الجاه على التضحية الشخصية من أجل البلاد فالعفا على كل مسعى وإلى أجل بعيد، وهنا يجب علي أن أبدي حزني لعقيدة البعض في أنني أسعى من أجل نفسي، وهذا ليس بصحيح، وإنه ليعلم هذه الحقيقة مني أمثالكم.
الموقف اليوم موقف تسجيل ثم قبول، وعدتْ فرنسا الحرة البلاد باستقلالها وسيادتها وجعلت خيارها في يدها، وألغت الانتدابات وأشارت إلى أن الموقف سيبقى هكذا حتى تنتهي الإجراءات المقتضية للوصول إلى المرحلة الأخيرة من هذا الوعد، وإنه إلى حين ذلك ستكون فرنسا الحُرة مع سوريا ولبنان كندٍ لند، وحليف مع حليف على أن تُربط علائق فرنسا وسوريا بمعاهدة خاصة، وقد كفلت هذا بريطانيا العظمى. انتهى.
إنه عند إعلان هذا قالت شرقي الأردن كلمتها ورغبتها في الإنضمام إلى سوريا أو ضم سوريا إليها، وقد أوجزتُ هذا الطلب لأساس سلامة الوطن ووحدته، وأنا لا أدري عن الشكل في المستقبل يتكيف بصفة جمهورية أو ملكية، وهذه تضحية.
وعليه، فعلى سوريا اليوم أن تُثبت أنها في الكفاءة والندادة كفرنسا الحُرة، الواقع وتقبله وتطالب في تحقيقه وإعلانه والمتبادر للذهن وجوب إيجاد مجلس تأسيسي يعمل على إتمام الغرض فإذا كان البرلمان الحاضر تعتقد الأمة أنه سيقوم بإلغاء الدستور السابق الذي جعل الدولة خاضعة لانتداب فرنسا، وأنه سيقوم بإيجاد دستور جديد لدولة مستقلة ذات سيادة لا يخضع لانتداب، وأن يجعل شكل الدولة وفق مرامي الأمة وتقاليدها السابقة فلا مانع من اجتماعه في محل ما بسوريا وتبليغ أمانيه إلى المفوض السامي مع التأكيد لفخامته بأنه سيعمل حرية المجلس المستقل للدولة المستقلة ذات السيادة الشاكر لفرنسا الحرة على إلغاء الانتداب والوعد بالاستقلال وأنه سيعمل على ربط علاقات البلاد بفرنسا ضمن إطار شرف الطرفين.
هذا الذي آراه عن بُعد وأمثالكم من الرجال يعرفون من أين تؤكل كل الكتف، وفقنا الله جميعاً لخدمة أوطنانن والوصول بها إلى ساحة السلامة.
عزيزي
عبد الله بن الحسين