من الصحافة
صحيفة 1945- سورية وعلاقتها بفرنسا في مجلس النواب البريطاني
في جلسة مجلس النواب البريطاني التي عقدت في السابع من شباط عام 1945 جرت موضوع سورية ولبنان وعلاقتهما بفرنسا واستقلالهم عنها.
وقد أجاب المستر ريتشادر لو عن تساؤلات الأعضاء وقدم بياناً عن الوضع الحالي وموقف الحكومة البريطانية منه.
صحيفة المقطم نشرت الخبر في العدد الصادر في الثامن من شباط عام 1945م.
عنوان الخبر:
سوريا ولبنان وعلاقتهما بفرنسا في مجلس النواب البريطاني
نص الخبر:
لندن في 7 – وجه المستر وليام استور من المحافظين سؤالاً إلى المستر ريتشارد لو وزير الدولة الذي ينوب عن المستر انتوني ايدن وزير الخارجية في مجلس النواب -الآن- بشأن القضية السورية – اللبنانية:
فأجاب المستر لو بقوله أن الحكومة البريطانية لا ترى ما يمنع تسوية الخلاف القائم بين فرنسا من ناحية وحكومتي سوريا ولبنان من ناحية أخرى تسوية مرضية على قاعدة التفاهم وضبط النفس من الجانبين.
“لقد عرف أعضاء هذا المجلس ما نشرته الصحف في هذا الصدد أن هناك شيئاً من الجفاء في سوريا ولبنان منذ حين وأنه قامت هناك مظاهرات من جراء مطالبة سوريا بنقل ما يسمونه القوات الخاصة “الكتائب المحلية” إلى الحكومة السورية على الفور.
ومهما يكن من الأمر فتلك مسألة معقدة ذات تاريخ لا أريد أن أخوضه الآن. وحسبي أن أقول أن الصعاب القائمة ليست مقصورة على هذه المسألة وحدها. بل تمتد إلى مسألة أعظم منها وهي مسألة العلاقات المقبلة بين سوريا ولبنان من جهة وفرنسا من جهة أخرى، وقد سبق أن أعلنت استقلالها.
أما البت في ما تكون عليه هذه العلاقات في المستقبل فمتروك أولاً لمفاوضة فرنسا مع سورية ولبنان نفسها”.
“ولكن هذه العلاقات ستحدد عاجلاً أو آجلاً- باتفاق أو تسوية ذات صبغة خاصة. وترى الحكومة البريطانية في صدد المباحثات بين فرنسا من ناحية وسورية ولبنان من ناحية أخرى أن خير البر عاجله”.
“ويحق لنا في الوقت ذاته أن نتوقع ألا يقع من أحد الفريقين ما يهدد سلامة هذه المنطقة الداخلة في نطاق القيادة البريطانية أو يؤثر في ولاء القوات الخاصة التي تؤلف جزءاً من قوات الحلفاء في الشرق الأوسط أو في نظامها”.
وبعد إنتهاء المستر لو من هذا البيان تناقش المجلس في هذه القضية، فقال المستر استور:
– هل لنا أن نطمئن إلى أن هذه المفاوضات ستدور بمنهى الحرية وإلى أنه لن يقع شيئ من التشديد والتضييق على سوريا ولبنان.
المستر لو: تلك مسألة متروكة للحكومتين صاحبتي الشأن ولقد أشرت إلى موقف حكومة صاحب الجلالة من هذه المسألة. وعلى الفريقين أن يصلا إلى تسوية لهذه المشكلة، وتأمل حكومة صاحب الجلالة أن يتيسر لهما ذلك.
المستر حرانفيل (مستقل) – أليس هذا الموضوع من الموضوعات التي كان يجب أن يعالجها الأقطاب الثلاثة. أولا ترون أن هذه المسألة التي كانت تعزز وجوب دعوة الجنرال ديجول إلى إجتماع الأقطاب الثلاثة.
المستر ستوكس- أيذكر الوزير بيان الجنرال كاترو في يونيه 1941 وقد قال فيه أنه جاء لإنهاء الانتداب.
المستر لو- لا أظن أنني قلت ما يدل على أني نسيب ذلك البيان.
المستر كلينج- (من المحافظين)
هل وقفتم على محتويات مذكرة الاحتجاج التي وجهها وزير خارجية سوريا إلى السلطات الفرنسية.
المستر لو- لم أتلق صورة من هذه المذكرة بعد.
المستر ستوكس- ويذكر الوزير بيان الجنرال كاترو في 26 نوفمبر 1941 أعلن فيه أن للبنان دولة مستقلة ويحق لها أن تتبادل التمثيل الدبلوماسي مع الدول.
المستر كلينج – (من المحافظين) – هل المستر لو أن ينشر تقريراً يبحث فيه الوعد الذي قطعته الحكومة البريطانية بشأن سوريا ولبنان في ذلك الوعد الذي لا يزال قائماً.
المستر لو- البيانات السياسية في هذا الصدد أربعة. اثنان منها جاء في سياق خطب لرئيس الوزراء في هذا المجلس وقد نشرت جميعاً ويسرني أن أودع صوراً منها في مكتب المجلس.
المستر كلينج- يقدر الوزير ضرورة إطلاع الرأي العام على الأمر وتذكيره بوقائعه.
المستر لو – سأبحث هذه المسألة.