طارق إسماعيل كاخيا
النشأة والدراسة:
ولد في حي باب هود بحمص القديمة يوم 17 حزيران 1938م.
والده الحاج اسماعيل بن خليل كاخيا، ووالدته السيدة شمسة بنت رفاعي العثمان.
درس المرحلة الابتدائية أولًا في المدرسة الوليدية، وتأثر بكبار المدرّسين فيها كالأستاذ راغب الجمالي وأديب ناصيف ومحمد الجندي.
أكمل دراسته الابتدائية في المدرسة المسعودية فكان من أساتذته المؤثرين: الشيخ طاهر الرئيس وولديه؛ المجاهد عبد المغني الرئيس والأستاذ عبد الكريم الرئيس. الأستاذ جهدي الأتاسي، الأستاذ نجاح الأتاسي، والأستاذ عبد الفتاح حمادة.
دفعه فضوله العلمي من الصغر إلى القيام بعدّة تجارب ميكانيكية وكيميائية، حيث صنع مع صديقه حينما كانا في الصف الخامس بندقيةً من مواد بدائية، وبالونًا يطير عبر تفاعل كيميائي حمضيّ، أدّى انفجاره إلى أذى في عيونه اضطرّ بعده إلى استعمال النظارات حتى نهاية حياته.
أكمل تعليمه الإعدادي في مدرسة التجهيز الثالثة بحمص، وفي تلك الأثناء قام بصناعة جهاز إرسال إذاعيّ مع صديقه. كما قام بتجربة صناعة مادة TNT المتفجرة، لكنّ نتيجة خطأ في تركيبها انفجرت المادة في وجهه ملحقةً أذىً إضافيًا في عيونه وكاد يفقد بصره إثرها.
تابع بعدها تعليمه الثانوي فدرس الصف العاشر في مدرسة التجهيز الأولى بحمص (ثانوية الزهراوي اليوم)، والصف الحادي عشر في فرع الرياضيات بمدرسة التجهيز الثانية (ثانوية خالد بن الوليد اليوم)، والصف النهائي في المعهد العربي الإسلامي. وكان عدد طلاب فرع الرياضيات العلمي في هذا المعهد أربع طلاب فقط.
وفي الصف النهائي زاد اهتمامه بدراسة علوم الكهرباء والإلكترون، فمع ورود أخبار جول جمّال الذي فجر زورقه الحربي في البارجة الفرنسية أثناء العدوان الثلاثي على مصر (1956م)، قال طارق كاخيا في نفسه: “لماذا فجّر جول جمال نفسه؟ ألا يمكن صنع طوربيد موجه لاسلكيًا؟ وهل أنا عاجز عن ذلك؟”، فقام في العطلة الصيفية بالعمل في بيع الفواكه لتحصيل المال من أجل شراء المواد اللازمة لتصنيع قارب مسيّر عبر الراديو وتجربته في بحيرة قطينة، إلا أن نشاطاته تلك عرّضته للمساءلة من قِبل استخبارات “المكتب الثاني” العسكري.
وبالإضافة إلى تحصيله العلمي فإنه كذلك تلقّى العلم الشرعي على مجموعة من علماء حمص؛ فدرس علوم الدين واللغة العربية والفقه الشافعي على الشيخ طاهر الرئيس وابنه الأستاذ عبد الكريم الرئيس، والفقه الحنفي والحديث على شيخ قرّاء الشام عبد العزيز عيون السود، والفقه الحنبلي على الشيخ مؤيد شمسي باشا.
وقام بمهمة الخطابة في صلاة الجمعة بمساجد بعض القرى بحمص وهو شاب لم يبلغ السادسة عشر، بتشجيع من السادة أبو السعود عبد السلام بسمار، وصفي المسدّي، ونصوح السباعي.
الدراسة الجامعية:
بعد حصوله على شهادة البكالوريا توجّه إلى مصر لدراسة الهندسة الكهربائية إلا أنّ ذلك لم يتمّ له، فتنقّل بين عدة مدارس وكلّيات في السنة الأولى؛ في جامعة الأزهر وهناك ألّف كتابه “الزواج الإسلامي”، ثم في كلية الهندسة الزراعية بجامعة عين شمس حيث ألّف كتابه عن الأسمدة، ثم كلية العلوم في جامعة عين شمس حيث ألّف وترجم كتبًا وصنع العديد من الأجهزة الكهربائية والمواد الكيميائية.
ثم نوى الالتحاق بثوّرة الجزائر ضد المستعمر الفرنسي، لكن زملاءه من الضباط الجزائريين قالوا له أن الحاجة هناك للضباط والأطباء فقط، فأكمل السنة الثانية من دراسته في القاهرة.
عاد إلى سورية وأكمل السنة الثالثة والرابعة في كلية العلوم بجامعة دمشق، قسم العلوم الفيزيائية والكيميائية، وتخرّج منه عام 1964م.
عمل بعدها مدرسًا لمواد الكيمياء والفيزياء والرياضيات في إعداديات حمص الرسمية والخاصة، كمدارس هاشم الأتاسي ويوسف العظمة ودار العلوم الشرعية في حمص وعمر بن الخطاب، ثم انتقل للتدريس في الجامعات والمعاهد العليا.
الحياة العملية:
توظف بعد تخرجه مباشرةً في المديرية العامة للسكر والمنتجات الزراعية بسورية، فعمل بها بين عاميّ 1964-1970م، وتدرّج فيها بالمناصب إلى أن أصبح مديرًا للإنتاج ونائبًا للمدير العام.
ثم عمل بين عامي 1970-1972م مندوبًا عن سورية في مركز التنمية الصناعية بجامعة الدول العربية، وهو أحد مؤسسي الإتحاد العربي للسكر الذي كان مقرّه في الخرطوم.
وما بين عامي 1970-1973م قام بتركيب وتشغيل مصنع الزيت والصابون والسمن الصناعي في لبنان للسيد ناظم الغندور، كما قام بتقديم دراسة اقتصادية للصناعي اليمني عبد الرحمن بن هائل سعيد أنعم لإقامة مصنع الزيت والسمن في اليمن.
كما قام منذ عام 1973م بإنشاء مصنع خاص به في حمص لإنتاج الأملاح الكيميائية تحت اسم “دار الكيمياء”.
ترأس “الجمعية الكيميائية السورية” لعدة دورات، وفي عام 1973 قام مع مجموعة من الكيميائيين بتأسيس فرع لـ “الجمعية الكيميائية السورية” في حمص.
كما شغل منذ ذلك العام (1973) عضوية غرفة التجارة وغرفة الصناعة حمص. ومنذ العام المذكور وحتى عام 1986م عمل مدرسًا لمادة الكيمياء الصناعية في كلية الهندسة الكيميائية والبترولية في جامعة حمص.
ثم تسلّم الإشراف على مصنع الخميرة بحمص عام 1976م بناءً على طلب وزير الصناعة السوري.
وفي عام 1978م أنشأ مع بعض التجار والصناعيين من حمص وحماة ودمشق شركة تحت اسم “شركة كيماويات حمص”، وتسلّم إدارتها منذ تأسيسها. ثم تسلّم بين عامي 1980-1981م الإشراف على مصنعي سكر الرقّة ومسكنة.
عمل كذلك بين عامي 1987-1991م مستشارًا فنيًا في وزارة الصناعة اليمنية في عدن، وقام بتقديم دراسة الجدوى الاقتصادية لمشروع الصابون والمنظفات الذي لم ينفّذ بسبب قيام الوحدة بين اليمن الجنوبي والشمالي.
كما قدّم عام 1991م ثلاثة دراسات جدوى اقتصادية لثلاث مصانع في عدن، وهي مصانع إنتاج النشاء من الذرة والجلوكوز الصناعي والطبي وأغذية الأطفال من النشاء برأس مال 37 مليون دولار، ومصنع إنتاج خشب البناء وخشب الأثاث والخشب المضغوط والمعاكس من جذوع الأشجار المستوردة من ماليزيا برأس مال 6 مليون دولار، ومصنع لإنتاج الصابون بأنواعه.
عمل أخيرًا كمستشار لمدير مركز الأبحاث الصناعية في جامعة أضنة بتركيا منذ عام 2005م.
في بدايةً عام 2012 عمل أيضاً كموجه تربوي لمادة الكيمياء لتسعة عشر مدرسة ثانوية في مدينة أضنة للطلبة السوريين اللاجئين بإشراف هيئة آفاد AFAD لإدارة الكوارث التابعة للحكومة التركية. وظلّ على هذا الحال من العطاء العلمي أكثر من 15 عامًا قدّم خلالها عشرات بل ومئات الأبحاث والمحاضرات العلمية.
عاد إلى حمص بداية عام 2021م واستمرّ في الكتابة والتأليف إلى أن توفّاه الله يوم الاثنين بتاريخ 6 شباط 2023م، ودفن في مقبرة تل النصر.
مؤلفاته وآثاره:
للمرحوم طارق كاخيا عدد هائل من المؤلفات في المجالات العلمية، ظلّت الغالبية العظمى منها مخطوطة، ويُسّر للقلة القليلة منها أن تطبع وتنشر.
-المؤلفات العلمية:
1. عشرة آلاف تركيبة كيميائية. وهو مؤلف ضخم مخطوط في 28 مجلّد أمضى مؤلفه في كتابته أكثر من خمسين عامًا، يحتوي التركيبات الكيميائية اللازمة لكافة المجالات.
2. المرجع في علم الكيمياء. وهو تسعة أجزاء:
الكيمياء الفيزيائية- الكيمياء التحليلية الوصفية- الكيمياء التحليلية الحجمية- الكيمياء اللاعضوية- الكيمياء العضوية- الكيمياء الصناعية اللاعضوية- الكيمياء الصناعية العضوية- علم الفلزّات- تحضير المركّبات العضوية والكشف عليها.
3. صناعة الصابون والشامبو والمنظفات الصناعية (وزارة الثقافة السورية، 1985).
4. تلبيس وطلي المعادن كهربائيًا (دار جفرا-دمشق، 1997).
5. معجم مواد الصابون والعطور ومواد التجميل (دار علاء- دمشق، 2005)
6. صناعة العطور وموادها الطبيعية والتركيبية (دار علاء- دمشق، 2005)
19. مائة مهنة كيميائية صناعية بسيطة (دار علاء- دمشق، 2005).
7.الصناعات التجميلية وموادها (دار علاء- دمشق، 2005).
20. صناعة خميرة الخبز (عبر لجنة إنجاز مصانع الخميرة في سورية).
وله كذلك عشرات المؤلفات الأخرى المخطوطة والمنشورة بصيغ إلكترونية، أهمها:
– المرجع في المتفجرات (ثلاثة أجزاء- مترجم).
– كيمياء وتكنولوجيا المتفجرات (جزئين)
– المرجع في مواد التجميل (ثلاثة أجزاء- مترجم).
– المرجع في العطور (ثلاثة أجزاء- مترجم).
– الكيمياء الصناعية (جزئين).
– الصابون والمنظفات من الألف إلى الياء.
– المرجع إلى الفلزّات والمستحاثات والصخور (مترجم).
– المرجع في تكنولوجيا الأسمدة (مترجم).
– المرجع في تصنيع المواد الأولية الصيدلانية.
مسودات القواميس الكيميائية والعلمية:
1. قاموس المصطلحات الكيميائية.
2. قاموس السكر.
3. قاموس التعدين والفلزّات.
4. قاموس المصطلحات الفنية في علم تعدين وإنتاج الحديد والفولاذ.
5. قاموس المصطلحات الفنية في علم الأحياء والتشريح.
6. قاموس المصطلحات الفيزيائية.
7. قاموس المصطلحات الفنية في صناعة الأسمدة.
8. قاموس المصطلحات الفنية في تحاليل الأغذية.
9. قاموس المصطلحات الفنية في المذيّبات.
10. قاموس المصطلحات الفلكية.
11. قاموس المصطلحات الفنية في علم الرياضيات.
12. قاموس المهن والحرف.
-المؤلفات التاريخية:
1. معالم وأعلام من حمص الشام في القرن العشرين (مع الباحث فيصل شيخاني- حمص، 2001).
2. الإصابة في من نزل بحمص من الصحابة.
3. على جناح الذكرى: ملامح قيام وتأسيس الإتحاد العربي للسكر.
4. معجم المهن القديمة والحديثة حتى أبواب القرن الحادي والعشرين (من أبحاث وتحقيقات عن أسواق حمص وصناعاتها والدليل التجاري لغرفة تجارة وزراعة حمص).
-المؤلفات الإسلامية:
1. الزواج الإسلامي (دار الغزالي- دمشق، 1993).
2. مختصر كتاب الطب النبوي لابن قيم الجوزية (دار الغزالي-دمشق، 2003).
3. مختصر كتاب الطب النبوي للإمام ابن الذهبي.
4. الأحكام الفقهية المستنبطة من أربعين حديثًا نبويًا.
5. شرح قانون الأحوال الشخصية (مخطوط/ إلكتروني).
-بعض الأبحاث في الكيمياء والصناعة:
1.مجموعة من الصناعات الممكن تنفيذها في البلاد العربية.
2. حب العزيز كمصدر للسكروز والنشاء والزيت.
3. سوائل الحفر الرغوية لآبار المياه والبترول.
4. استخدام الانزيمات لتحسين جودة السكر الخام ومردوده.
5. استعمال الـ E.D.T.A كمادة مانعة ومزيلة للرواسب الكلسية في صناعة السكر.
7. مواد إطفاء الحريق، أنواعها واستعمالاتها.
9. الصناعات القائمة على المولاس.
11. الفوائد الطبية للماء المؤيّن النشيط.
15. الثروات الفلزية الاقتصادية في سورية.
16. السكروز كمادة أولية لصناعة مواد الفعالية السطحية والمنظفات.
17. صناعة السكر في سورية والوطن العربي: دراسة تاريخية اجتماعية اقتصادية علمية.
18. مذكرة مختصرة بالمكونات الأساسية لدراسة الجدوى الاقتصادية للمشاريع الاستثمارية.
-أهمّ المحاضرات:
1. تكرير زيت الزيتون السوري ومقترحاته لتحسين نوعيته (الاسكندرية، مركز التنمية الصناعية لجامعة الدول العربية).
2. استعمال سيليكات الصوديوم في تكرير الزيوت والدهون (الاسكندرية، مركز التنمية الصناعية لجامعة الدول العربية).
3. خواطر كيميائية (المركز الثقافي بحمص).
4. استخدام إنزيم ألفا-أميلاز لتحسين نوعية الخبز (ندوة الصناعات الغذائية، جامعة البعث بحمص).
5. الاستفادة من قمامة المدن والمخلفات البلاستيكية كمصدر للطاقة الحرارية والكهربائية (الجمعية الكيميائية اليمنية، عدن).
6. شيلات الحديد والعناصر السمادية الصغرى التي تحتاج إليها النباتات بكميات ضئيلة (الجمعية الكيميائية اليمنية، عدن).
7. بكتريا الليكونوستوك وأثرها في خفض مردود السكر (الجمعية الكيميائية السورية بحمص).
8. استعمال إنزيم الديكستران لتحسين مردود السكر (الخرطوم، الاتحاد العربي للسكر).
9. الصناعات الغذائية في سورية وآفاق التعاون والتنمية العربية (ندوة الأمن الغذائي العربي، الشارقة).
10. الكيمياء عند العرب (المركز الثقافي بحمص).
11. دور الكيمياء في الكشف عن الآثار وحفظها (جمعية العاديات، حلب).
12. تكنولوجيا النشاء ومشتقاته (كلية الهندسة الكيميائية والبترولية بجامعة البعث بحمص).
13. ماذا تعرفين عن الصابون والشامبو والمنظفات الصناعية (الإتحاد النسائي بحمص).
14. المنظفات المنزلية وآفاق تطورها (وزارة الصناعة بعدن).
15. الصناعات القائمة على الزيوت والدهون (نقابة الكيميائيين بلبنان، شتورة).
16. الأسس الحديثة لاختيار الدهون والزيوت لصناعة الصابون (غرفة صناعة حلب).
17. الغازات السامة والمواد الحارقة والمتفجرة (الجمعية الكيميائية السورية بحمص).
18. جولة في مصانع سكر العالم العربي (نادي عمّال وموظفي شركة السكر بحمص).
-دراسات الجدوى الاقتصادية:
1. دراسة مصنع للمنظفات بأنواعها -طاقة 1000 طن/ عام- لشركة الرضى بطرابلس، لبنان.
2. دراسة منشأة لصناعة الصابون والمنظفات في جمهورية اليمن الشعبية الديموقراطية، عدن.
3. دراسة منشأة لصناعة الأخشاب بأنواعها في جمهورية اليمن الشعبية الديموقراطية، عدن.
4. دراسة منشأة لصناعة الصابون بأنواعه في جمهورية اليمن الشعبية الديموقراطية، عدن.
5. دراسة منشأة لصناعة النشاء والجلوكوز ومشتقاتهما في جمهورية اليمن الشعبية الديموقراطية، عدن.
6. دراسة منشأة لصناعة تري-بولي فوسفات الصوديوم في الجمهورية العربية السورية، غرفة صناعة حلب.