وثائق سوريا
كتاب سعد الدين المقداد إلى مجلس المبعوثان حول تدخلات عسكر حملة الفاروقي في حوران عام 1911
قدم سعد الدين المقداد مبعوث حوران كتاباً لمجلس المبعوثان بشأن المعاملة والطريقة العسكرية التي تصرفت بها قوات من حملة سامي بك الفاروقي مع الأهالي في حوران. فأحيل إلى اللجنة العسكرية لأجل التفسير، وقدم أيضاً لائحة لأجل الإصلاح، وهذه صورتها:
التقرير
من منطوق الفقرة الثانية من المادة الأولى من قانون التجنيد الحاضر الذي تعدلت مواده المتعلقة بإلغاء البدل العسكري، واقترن بالتصديق العالي سنة 325 أن الأفراد الذين دخلوا الأسنان الستة العسكرية يسحبون نمر القرعة إعتباراً من سنة 325 وفقاً للقانون المرعى اليوم سواء كانوا من المسلمين أو من أهالي المحلات التي جرى فيها تحرير النفوس.
وبالطبع كانت حوران مستثناة من تطبيق حكم هذه المادة فيها لأنه ما كان جرى فيها تحرير النفوس بعد واستمر الحورانيون على دفع البدل العسكري كما في السابق حتى جرى التحرير المحلي.
ثم أن أثناء الحملة الحورانية بودر لتحرير النفوس بسرعة في تشرين الثاني سنة 326 وأخذ من الحورانيين للخدمة العسكرية أربعة آلاف من أرباب الأسنان الستة، وفيهم من ولد سنة 306 وسيقوا إلى الروم إيلي.
ومعلوم لديكم أن غياب أربعة آلاف رجل دفعة واحدة أوجب عظيم الضرر لكثير من العائلات بسبب بقائهم بلا مساعد، ومن الجهة تضررت الخزينة أيضاً لأن الزراعة مدار معيشة الحورانيين، ويضاف على ذلك أن نظارة الحربية أصدرت أمرها اليوم إلى حوران بأخذ من ولد سنة تسع وتسعين أيضاً للخدمة العسكرية فلو أن تحرير النفوس في حوران كان موجوداً حين تصديق القانون الذي ذكر أعلاه لربما كان هذا “مقبولاً أسوة بأمثالهم لغدرهم لأن تحرير النفوس عندهم جرى بعد صدور هذا القانون بسنة(1)”، ولهذا أطلب اعتناء المجلس بهذه المسئلة وإحالة هذه المعاملة الاستثنائية التي لا تليق إلى اللجنة العسكرية لأجل التفسير.
في 11 ك1 سنة 327هـ (24 كانون الأول عام 1911)
مبعوث حوران
سعد الدين
(اللائحة)
إن المطالب التي قدمت لرياسة مجلس المبعوثان في 8 كانون الثاني سنة 325هـ بشأن ما يحتاج إليه لواء حوران وأحيلت للصدارة وأكدت بعد ذلك أنه لم يجر إيجابها حتى الآن ولهذا أبادر لتكرارها، وها هي:
الأول- طلب تأسيس مكتب رشدي وآخر إعداد في مركز اللوا ء وابتدائي فقط في القرى، وفي السنة الماضية تقرر في مجلس النظار إنشاء مكتبيين إعداديين ليليين في حوران وقبول التلاميذ وفهم من إيضاح ناظر المعارف عبد الرحمن حسن بك وفي مجلس الأعيان أنه يرى تعميم المكاتب الابتدائبة بمخصصات المكتب الليلي أوفق وأجدر، وبعد كل ذلك قد أسفرت المسئلة عن إرسال ستين ألف قرش فقط لمصارف الإنشاء فكتب من ولاية سورية ومدير المعارف بحق قلة هذا المبلغ فلم يثمر وبهذه الصورة أصبحت حوران متأخرة في ترقي معارفها وأضحى الشبان غرقى في بحر الجهل.
الثاني – بناء على تقديم اللوائح بتواريخ مختلفة بحق الآلات والأدوات الزراعية ولم تحصل في السنة الماضية لمأموري الزراعة، معمل الحديد 30 ألف قرش وللأدوات الزراعية 100 ألف قرش وأدخلت في ميزانية الزراعة، ولم تحصل ثمرة لا لهذا ولا لذاك ولذا كان من الواجب التخصيص “بها” والأدوات الزراعية قبل مرور موسم الزرعة.
الثالث- إن لواء حوران عبارة عن ساحة زراعية، ولهذا كان من الواجب تأسيس مكتب زراعة في تلك الجهة وإحداث أراضي التطبيق لكي يكون ذلك سبباً للترقي الآتي والأن يوجد في بلدة الشيخ مسكين قصر للحكومة متروك ولدى الكشف تبين أنه صالح لأن يكون مكتباً فينبغي حينئذ أن يضاف إلى الميزانية ما يحتاج إليه المكتب من المعلمين وأن يهتم بإرسالهم وبهذه الصورة يتقر إصلاح الزرعة في حوران ومن اللازم البين التوسل بالأسباب لإجراء الايجاب لأن ذلك يستدعي زيادة وأدوات الخزينة.
الرابع- إن بعض قرى حوران يوجد فيها عيون وأكثرها خالية من ذلك فيشرب الأهالي من الأمطار المجتمع في الآبار ويسقون دوابهم منها وفي كل صيف يحتاج إلى الماء وقد تشتد الحاصة في الشتاء أيضاً وقت جفاف الأراضي ولذا قد راجعنا ولاية سورية مراراً لأجل دفع ذلك الاحتياج بجلب الماء من بعض المنابع فإن جلبها سهل والولاية عرفت نظارة النافعة مراراً وبعد ذلك قد أرسلت النظارة مهندساً في 8 حزيران سنة 327 ومصارف طريقة ستة آلاف قرش وبعد الكشف لم يقدم تقريراً بالنتيجة لا إلى مع حكومة اللواء ولا للولاية ولا لمديرية النافعة. فينبغي حينئذ الاهتمام بما يحتاج إليه الأهالي من الأمور الضرورية المبرمة وإستعادة مبلغ الستة آلاف قرض من ذلك المهندس.
الخامس – إن قضاء عجلون كما ذكر سابقاً يحتوي على مائة وثلاثين قرية وجميع أهليها ومن توطن حواليها من أعراب البادية هم من أهل الزراعة ومضطرون لنقل حاصلاتهم فمن الواجب سياسة واقتصاداً مد خط حديدي يبتدئ من محطة أزرع على طريق بصر الحرير وينتهي في السويده لأهمية موقعها وتوسطها في حوران وبعد فرع من درعا إلى قرية أرسل التابعة لقضاء عجلون.
وهذا الخط البالغ مقداره ثلاثين كيلو متراً يضمن عظيم الفوائد ولهذا أطلب بذل العناية.
مبعوث حوران