مقالات
صحيفة 1911- عروض فرقة سلامة حجازي مابين مسرح زهرة دمشق وجنينة الأفندي
بعدما حقق سلامة حجازي وفرقته نجاحاً وشهرة في مصر انتقل لتقديم العروض خارجها. فزار سورية لأول مرة عام 1909م، لتقديم فيها مسرحياته، ثم عادة مرة ثانية في عام 1911 في زيارة ثانية لمتابعة تقديم عروضه فيها.
بدأ سلامة حجازي بتقديم عروضه على مسرح زهرة دمشق وفي أثناء أحد العروض سقط حجازي وهو على منصة المسرح مصاباً بالشلل، فنقل إلى مصر.
تابعت فرقة سلامة حجازي تقديم عروضها في دمشق ونقلت عروض من مسرح زهرة دمشق إلى جنينة الأفندي الأمر الذي آثار الكثير من الانتقادات.
صحيفة المقتبس نشرت خبراً تناولت فيه التمثيل وفرقة سلامة حجازي وقضية نقل عروضها من مسرح زهرة دمشق إلى جنينة الأفندي بعد تخفيض سعر بطاقات الدخول.
المقال يقدم صورة لفن التمثيل في تلك الفترة بأزماته ومعاناته وعقابته بالإضافة إلى أماكن تلك العروض وطرق التفاعل معها.
عنوان المقال:
التمثيل العربي في دمشق
نص المقال:
بينا في أحد أعدادنا الماضية طرفاً من ضرورة التمثيل العربي في دمشق وأظهرنا فوائده على سبيل التذكير لأنه ما من منكر لفوائده، وحثثنا الشعب على حضور روايات جوقة الشيخ سلامة حجازي لأنها تجمع إلى اللذة والفائدة ومازلنا نبحث عن أسباب عدم مجيء الناس بكثرة إلى مسرح زهرة دمشق لحضور التمثيل حتى علمنا أن غلاء تذاكر الدخول هو المانع للطبقة الفقيرة من المجيء وأن هنالك سبباً آخر وهو أن الجوقة قلت ثقة الناس بها بتغيب الشيخ سلامة حجازي مؤسسها عنه حتى دخلت الفوضى إليها وكاد يذهب الجد الذي كان عليها، ومن الخطيآت التي ارتكبها مغادرته لمسرح زهرة دمشق أجمل مسرح في دمشق واتقنه وذهابه إلى جنينة الأفندي حيث لا تتوفر أسباب الراحة للحضور، و يعمي الغبار أبصارهم، ويستكف الخواص وأفاضل الأدباء من الذهاب إليه لشيوع معاقرة بنت صالحان هناك التي لا يجوز استعمالها في مسارح التمثيل لأننا قد رأينا في البلاد المتمدنة منع التدخين في أمثال هذه الاجتماعات التي يجب أن تكون أديبة فما قولك بأم الكبائر ولا نشرب المرطبات وغيرها إلا في المقاصف بين الفصول.
ذهبت الجوقة إلى تلك الحديقة التي لو كان شيخ الجوقة هنا لما رضي بذهابه إليها لأننا على يقين من أنه لا يجب أن يبتذل الجوقة إلى هذا الحد لأننا عهدناه يبذل النفس والنفيس في المحافظة على اسمه فكيف يفعل يمثل في مكان لا يؤمه العقلاء الذين يهمه رضاهم للأسباب التي بيناها.
ذهبت الجوقة إلى ذاك المكان فخفضت أجرة الدخول فماضرها لو فعلت في مسرح زهرة دمشق كذلك، ولاسيما هذا المسرح هو في مكان متوسط أي في ساحة الإتحاد مركز دائرة دمشق فكان الناس يؤمونه من كل حدب وصوب فيزول ما شكونا منه وتكون الفائدة أعم، ولكن ما الحيلة في أناس ضربت الفوضى بينهم بتغيب رئيسهم فلا حول ولا قوة.
وقد سرنا ما اتصل بنا أن نفراً من أهل الفضل يسعون في تأليف جوقة أهلية للتمثيل يجمع فيها نخبة من أهل الأدب في هذه الحاضرة تمثل الروايات في دمشق، وذلك كي لا تبقى مدينة عظيمة كدمشق تحت رحمة أناس أمثال الذين ذكرناهم في هذا الأمر الحيوي يجيئون لدمشق متى أرادوا ويمثلون أين شاؤا دون أن يراعوا أميال الأهلين وعواطفهم لأن المعاملة الخشنة التي بدت من جنينة الأفندي للفئة الأوفر عدداً في هذه المدينة مست عواطف كل عاقل سمع بها وجعلته يسخط على جوقة لا تميز بين الفاسد والصحيح.
ومما بلغنا أيضاً بمزيد السرور أن الجوقة الأهلية غايتها تمثيل الروايات الوطنية فلا تكثر من الروايات ذات الموضوع الأدبي ليس فيها كبير فائدة لسامعيها وفقه الله تعالى إلى ما فيه نفع في هذا البلد الطيب.