عام
المسجد الكبير في معرة النعمان
المسجد الكبير في معرة النعمان
يعتبر أهم معلم أثري بين مساجد المنطقة ما زالت بقاياه القديمة قائمة، خاصة بين جدرانه الشرقية والغربية والجنوبية له بابان أحدهما من الجهة الشمالية، والثاني وهو الباب العظيم من الجهة الغربية، وينـزل إليه بعشر درجات، أصله معبد وثني ثم تحول إلى كنيسة.
أحرقه الإمبراطور البيزنطي نقفور فوكاس سنة 357هـ ثم أحرقه الفرنجة ثانية سنة 492هـ. في باحته الكبيرة 60×50 م بنائين جميلين هما : ميضأة عشرية الشكل بالأعمدة من الداخل، مثمنة الشكل من الخارج، تعلوها قبة نصف كروية، ومزولة للتعريف بدخول وقت صلاتي الظهر والعصر، تعلوها قبة متوسطة الحجم قائمة على ستة أعمدة حجرية اسطوانية من العهد الأيوبي.
أما الحرم الجنوبي 58×12م له ثمانية أبواب كبيرة، وست نوافذ. للسقف عقد مصلب يستند على دعائم وسطية مربعة وأنصاف أعمدة ملتصقة بالجدران، وتنتظم ست قباب مدببة الشكل بصفين وسط السقف الذي أقيم في العهد المملوكي.
زينت نوافذ الجدار الجنوبي بشبك حجري ، وزخرفت بأشكال سداسية جميلة جداً ، ونستثني من ذلك نافذتين لهما شبك من الحديد المزخرف بنقوش وكتابات عربية جميلة نافرة ، تتألف من السطرين التاليين :
(1-حمل لرسم جامع المعرة المعمور .2- عمل الحاج عمر الريحاني عفا الله عنه ) وفي الجدار القبلي من هذا الحرم ،مما يلي المحراب إلي الشرق ، كتابة عربية ، نافرة مؤلفة من ثلاثة عشر سطراً يرقى تاريخها إلى سنة 775هـ.
نصها الكامل (1-بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الآمر بالعدل والإحسان ، الناظر بعين الرحمة إلى كل إنسان ، الموفق للعمل الصالح من اختار 2-وشرف سيدنا محمداً صلى الله عليه وسلم بالنبوة وأظهر منارة ، وبعد فلما جدد كان مولانا ملك الأمراء المقر السيف (أرغون ) زين الشرفي كافل 3- المملكة الحموية أعز الله أنصاره وجعل الإحسان شعار أهل إلى المعرة المعمورة التي أضحت من كفالته مغمورة وجد الجامع وأوقافه . 4- الآلي للديون طالع بأمره للأبواب الشريفة طالب مرضاة العزيز الغفور أن أوقافه يؤخذ منها لإنارته النقود بالكامل 5- ولم يفضل منه ما يقوم بمصالحه ولم يغفل ذلك من هو للخير عامل فبرز المرسوم الشريف بكل فصل منيف وأقر رسمه الشريف العالي المولوي .6- السلطان الملك الاشرف الناصر لا زال يلحظ بمصالح بيوت الله فتغدو عامرة مراحة الغدار ويحفظ مقام جهاتها من بين بر سعيها فلا …7- على الاستمرار ويجنح إلى إقامة شعائر الدين الحنيف باستيصال منطقي بعمارته بتمام التعرف بجمعها وجماعتها له الجناح أن يصرف من ريع وارد الجامع . 8 -المعمور بالمعرة تامة بحدوث من العمارة ويصرف بعد ذلك ما يحتاج إليه من الفرش والتنوير مع أجر الخطيب والمؤذن والقومة ومن . 9- يكون في درجتهم ممن يقوم بعمارة كاملة ومهما فضل بعد ذلك يصرف لأرباب النفوذ من الأمراء والجند والمستنفرين برسم . 10-الوقف المذكور بينهم بالسوسة فليعتمد هذا المرسوم الشريف كل واقف عليه ويعمل بحسبه ومقتضاه من (غزة)11- عنه ولا خروج به ما عبره بعد الخط الشريف أعلاه إن شاء الله تعالى كتب في تاسع عشرين شوال سنة خمسة وسبعين وسبع ماية. 12- فلذلك رسم بالمر العالي السيفي المشار إليه أن ينقر على الحجر ليخلد إلى يوم المحشر انتصاراً وعدلاً لا. 13- يرد عنه كلما أذن مؤذن وكبر خطيب وخطب على منبر والله تعالى يلهم ولاية الأمور باستدارته أو بقائل يعتبره من تحجمه وزارة) .
وفي الحرم منبر خشبه قديم عرضه 80سم ، وسدة ومحراب ليست لهما خصائص فنية تستحق الذكر . ولكن المحراب كان في الماضي مكسواً بالرخام والفصوص والجص على شكل المحاريب التزيـينية في جوامع دمشق . فقد ذكر ابن الوردي بالحرف ما يلي :
( في سنة 323هـ . عملت قبلة المسجد بمعرة النعمان بالرخام والفصوص والجص عمل ذلك أخوان من دمشق ، اسم أحدهما متوكل ، ولم يزل كذلك إلى أن احرق الجامع المذكور وأكثر الدور بعد أن فتحها ).
وأما الحرم الشمالي ، فيسمى الحجازية ، وفيه تقام صلاة الجماعة في الشتاء لأنه أكثر دفئاً من الحرم القبلي ، وأصغر حجماً ، وسقفه معقود يقوم على دعائم مربعة ، ويخلو من القباب . وكان يتصل بالحجازية من جهة الشرق رواق عظيم في صدره غرفتان ، وقد ضم هذا الرواق والغرفتان المذكورتان إلى الحجازية المذكورة ، وجعل فيها محل للوضوء وفتح لها باب إلى القبلة من جهة الغرب في سنة 1312هـ . وما بعدها إلى سنة 1347هـ . وتتصل الحجازية من جهة الغرب بباب الجامع الشمالي، وثمة لوحة كتابية نافرة مؤلفة من ثلاثة أسطر في واجهة الحجازية الجنوبية ، يرقى عهدها إلى سنة 886 هـ ونصها كما يلي :
(1- لما كان بتاريخ الستة أشهر . 2- سنة ستة وثمانين وثمانمائة برز المرسوم ).
وأما منارة الجامع ، فهي أجمل أثر عمراني في المعرة ،
وليس لها شبيه إلا منارة الجامع الكبير بحلب ، مؤلفة من ستة أبراج ، بالإضافة إلى برج سقفها العلوي ، وهي متساوية في الطول والعرض . وفي كل برج أربع نوافذ من جهاته الأربع ، متساوية في الشكل والحجم . وفي الوسط غرفة صغيرة كانت توضع فيها المصابيح التي توقد في شهر رمضان ، ويحتوي أحد أبراجها على بلاطات . وفي إحداها في الوسط رمز الصليب ضمن دائرة ، كما هو شائع في كثير من أوابد المنطقة هناك كتابة أولى على وجه البلاطة في النافذة الشرقية من البرج العلوي تشير إلى تاريخ بنائها سنة 575هـ وبثلاثة أسطر بخط نافر في شكل إطار إسلامي بيزنطي ((1- الله 2- محمد 3- علي بن قانت)) (ص87) وفي البرج الثالث من الغرب كتابة من سطرين بخط نسخي أيوبي ((1- صنعة قاهر بن علي بن 2- قانت رحمه الله ))وفي أعلى المنارة
من الجهة الشمالية الغربية حجر في الداخل ، نقش عليه ثلاثة. أسطر بخط نافر هذا نصها (( 1- الحمد لله رب العالمين أما بعد فقد جدد هذا البناء المبارك 2- المعلم إبراهيم الزبداني في نوبة الحاج محمد 3- التأويل كثيرا وأولاده على أبو الحسن المعري عام تسع وتسعمائة )) أي تعود لأواخر العهد المملوكي . وفي الطرف القبلي أمام هذه الكتابة تتوضع كتابة أخرى أبعادها 110×104سم تتألف من
ستة أسطر نافرة (1- جدد هذا 2- البناء المبارك 3- العبد الفقير إلى الله تعالى 4- الحاج خليل بن الحاج محمد 5- البيطار المعري عفا الله 6- عنه وعن عماله )) وهي بلا تاريخ ، لكن يمكن القول تعود لأواخر العهد المملوكي.والمرجح بانيها هو نفسه باني المدرسة الشافعية سنة 575هـ . إن كل هذه الكتابات في المنارة والجامع تدل على الإصلاحات في الجامع ، لكن ملامح البناء العربي الإسلامي واضحة فيه(1).
(1) فايز قوصرة – إدلب، التاريخ السوري المعاصر،12 أيار 2023
انظر:
المسجد الكبير في معرة النعمان في خمسينيات القرن العشرين (1)
المسجد الكبير في معرة النعمان في خمسينيات القرن العشرين (2)