ولد عبد الوهاب الإنكليزي في قرية المليحة من غوطة دمشق عام 1878م.
والده أحمد الإنكليزي، وحملت العائلة لقب “الإنكليزي” لأن الجد الرابع كان عصبي المزاج، فكان يقال له :”إنك مثل البارود الإنكليزي”.
كما ورد في الأرشيف العثماني أن أصل كنية الإنكليزي لعبد الوهاب هي أن والده أحمد آغا المليحي كان قواسًا (مرافقًا) للقنصل الإنكليزي(1).
الأشقاء والشقيقات: محمد، وأحمد، صبحي، فوزية، نظيرة، سامية، أمينة.
تزوج عام 1910 من السيدة رشدية الإنكليزي ابنة عمه عبد الرزاق الإنكليزي.
أولاده: عصام الذي شغل منصب مدير عام رئاسة الجمهورية ثم صار أميناً عاماً لرئاسة الجمهورية(2).
دخل عبد الوهاب في عام 1892م إلى مدرسة الجقمقية الرشدية في دمشق، ومن رفاقه فيها شكري العسلي و عبد القادر المؤيد.
في عام 1893م أغلقت مدرسة الجقمقية وانتقل عبد الوهاب مع طلاب المدرسة إلى الصفوف المعادلة لصفهم في مدرسة عنبر الإعدادية بدمشق.
درس في مكتب عنبر حتى وصل إلى الصف الرابع حين غادر دمشق إلى استنبول مع زميله شكري العسلي ودخلا الصف الأول من القسم الإعدادي.
في عام 1899م نجح في اختبارات الدخول إلى المدرسة الملكية الشاهانية وتخرج منها بدرجة عالية “علي الأعلى”.
بعيد تخرجه من الكلية الشاهانية عين في إدارة ولاية سورية – الشؤون الإدارية ضمن الفترة التدريبية الإجبارية للخريجين الجدد.
كان كاتباً وأديباً باللغة التركية وأثناء فترة عمله في الشؤون الإدارية في إدارة ولاية سورية عين أيضاً مدرساً للأدب والإنشاء التركي في المدرسة الطبية بدمشق.
عين في عام 1908 قائمقام في قضاء سروج، وفي عام 1909 نقل إلى قضاء الباب التابع لولاية حلب واشتهر حينها بحسن إدارته.
استقال من العمل الوظيفي عندما كان قائمقام في الباب وبدأت حياته السياسية.
بعد الحرب البلقانية عاد إلى العمل الوظيفي وعين معاوناً لرئيس الهيئة التفتيشية المُلكية (المدنية)، وكان من خلال عمله هذا يتابع نشاطه السياسي الذي آثار حفيظة الاتحاديين.
ورد اسمه في في تقرير أمني خاص غير مؤرخ صدر من الأمنيات العمومية العثمانية حول جمعية “إتحاد العرب” وأعضائها، وتواصلهم مع خديوي مصر(3).
عارض سياسة جماعة الإتحاد والترقي وسياستهم في إدارة شؤون ولاية سورية، وورد اسمه فيه وثيقة شكوى مثقفي دمشق ضد الموظفين الإتحاديين في الولاية، والتي أرسلت إلى الصدارة العليا في عام 1912م(4).
كما أيد أعمال المؤتمر العربي الذي عقد في باريس عام 1913م، وأرسل برقية تأييد إلى المؤتمر في العشرين من أيار عام 1913م(5).
سيق إلى الديوان العرفي وصدر حكم بالإعدام عليه(6).
أعدم شنقاً ضمن قافلة الشهداء الثانية في يوم السبت السادس من أيار عام 1916م.
جاء في نص قرار الاتهام والحكم عليه ما يلي:”كان كما اعترف هو نفسه مخاصماً ببواعث الاحتراص، وكان من الذين دخلوا في تشكيلات اللامركزية حسبما ادعاه وأيده رفيق رزق سلووم وسيف الدين الخطيب وغيرهما من باقي الشهود، وحضر الإجتماع الذي كان حصل لأجل إدارة أمر القيام في الشام”(7).
(1) فارس الأتاسي، التاريخ السوري المعاصر 07.05.2023
(2) لينا عصام الإنكليزي، التاريخ السوري المعاصر 05.05.2023
(3) من الأرشيف العثماني- تقرير أمني حول جمعية إتحاد العرب وأعضائها
(4) من الأرشيف العثماني 1912- شكوى مثقفي دمشق ضد الموظفين الإتحاديين في الولاية
(5) جميل مردم بك ومؤتمر باريس 1913،تميم مردم بك – صفحات من حياة جميل مردم بك (2)
(6) من الأرشيف العثماني 1916- برقية جمال باشا السرية حول توقيف عبد الوهاب الإنكليزي وشكري العسلي
(7) الجندي (أدهم)، شهداء الحرب العالمية الكبرى، صـ 102.