من الصحافة
صحيفة 1912- الأزمة المالية في سورية
تصاعدت الأزمة المالية في سورية بسبب عدة عوامل منها الحرب العثمانية في طرابلس، ولاسيما بعد الاعتداء الإيطالي على بيروت في مطلع عام 1912م.
صحيفة المقتبس نشرت خبراً في العدد الصادر في الثامن من نيسان عام 1912م، عن هذه الأزمة وأوضاع سورية المالية في مطلع عام 1912م.
عنوان الخبر:
الأزمة المالية في سورية 1912
نص الخبر:
(من المعلوم أن المملكة العثمانية بل وعامة أوربا منيت بأزمة مالية بسبب الحرب العثمانية الطرابلسية، إلا أنها تختلف في شدتها بحسب الواقع ومهارة التجار واهتمام غرف التجارة.
وقد كانت الأزمة المالية في سورية قبل الكارثة البيروتية عادية إلا أن هذه الكارثة المشؤومة ضيقت الخناق في بيروت، وسرى ذلك لدمشق وغيرها من المدن السورية، وكان الأمل أن تنفرج قليلاً بعد أان ساد السكون في بيروت لولا بقاء الإدارة العرفية في بيروت لأن الأغيار يعتبرون بقاء الأحكام العرفية دليلاً على أن الأمن مهدد وأن الإشاعات التي أخذت تظهر من حين إلى آخر من أن الطليان سيعيدون الكروة على بيروت جعل بعض التجار والأهلين ينزحون عنها إلى لبنان والمدن الداخلية.
ومن المعلوم أن المصارف في بدء الحرب الحاضرة أخذت تستوفي مالها ولا تخصم أو تقرض إلا شيئاً قليلاً عده الآن أهل التجارة كثيراً بعد أن رأوها زادت في التضييق على أثر الكارثة المشهورة فقلت بذلك النقدية بين يدي التجار وزاد في تقليلها أن البواخر التجارية قل أن تأتي لميناء بيروت مما جعل محاصيل البلاد تبقى فيها ولا يأخذ أصحابها قيمتها نقوداً ينفقونها فتزيد النقود المتداولة على أن سفن البريد تأتي بصورة منتظمة إلا أن التجار لو عمدوا إلى شحن المحاصيل في هذه السفن تكلفهم كثيراً فلا يمكنهم أن تربح بضاعتهم.
وأجمل ما سمعناه من أحد أصدقائنا البيروتيين حينما سألناه عن أحوال تجارتها أنه أضحى عقلاء بيروت يعتقدون “إن عدم التجارة هو التجارة في هذه الآونة” لأن التاجر إذا جلب بضاعة من ديار الغرب لا يجد من يبتاعها بالنقد وهو مضطر أن يدفع قيمتها عند الاستحقاق وإذا باعها وأخذ قيمتها سنداً لا يأمن من أن يقبض القيمة عند الاستحقاق المستطاع لاستيفاء ديونهم فعسى أن ينظر من بيدهم مقاليد أمور التجارة في إيجاد دواء ناجع يخفف هذه الأزمة).