أحداثمحافظة حلب
احتفال رفع علم دولة حلب على الدوائر الرسمية عام 1921م
في مطلع كانون الثاني عام 1921م صادق الجنرال ده لاموط على شكل العلم الخاص بدولة حلب، والذي جاء على الشكل التالي: (قطعة بيضاء وفي زاويتها السفى من جهة العصاة علم افرنسي يشغل ثلث العلم طولاً وعرضاً وثلاث نجمات صفراء ذهبية توضع على شكل مثلث غير متساوي الأجزاء وتكون النجمة مخمسة الأضلاع).
أقامت حكومة دولة حلب في صباح يوم السبت الخامس عشر من كانون الثاني عام 1921م احتفالاً بمناسبة رفع علم دولة حلب على الدوائر الرسمية.
جرى الاحتفال بحضور عدد كبير من الجنود والأهالي وطلاب المدارس والمدراء والأعيان وعلماء ورجال الدين والفعاليات الإجتماعية والاقتصادية.
في صباح يوم الأحتفال وصل كامل القدسي حاكم دولة حلب إلى مبنى الحكومة بسيارته الخاصة موكب ضخم تتقدمه الفرسان فدخل دار الحكومة بين الهتاف والنشيد العسكري.
وفي الساعة العاشرة وصل الجنرال الجنرال ده لاموط قائد الفرقة الثانية من جيش الشرق، ووكيل المندوب السامي لدى دولة حلب وحشد من ضباط الجيش وفعاليات في حلب، يرافقه عدد من المستشارين وضباط الجيش.
استقبل كامل القدسي الجنرال ده لاموط واستلم منه العلم الجديد وسلمه بدوره إلى مرافقه “زكي” من أجل رفعه لأول مرة على مبنى دار الحكومة.
رفُع العلم على مبنى دار الحكومة على وقع دوي وأصوات المدافع التي أطلقت قذائفها من القلعة، ومع النشيد العسكري وعزف الموسيقى وتصفيق الحضور(1).
ألقى حاكم دولة حلب كلمة في الاحتفال قال فيها : (إن ما نراه اليوم هو تحقيق آمال كنا لا نتجاسر أن نفكر بها في الماضي ولا نتمكن أن نراها حتى في أحلامنا في المستقبل، وإنكم أيها السادة الحاضرون تقدرون مساعي كثير من الأمم لنيل مثل هذه الأمنية وما تبذل في سبيلها من الضحايا الزكية أعوال طوال وأعصر ثقال يئنون تحت أعباء نيرها ولا يوفقون لنيل خيرها ودفع ضيرها ليروا أنفسهم أحرار يحكموا بلادهم وليكون لهم موقع بين مصاف الأمم الأبرار ويحكموا عمادهم).
وأضاف : (ولقد نلنا نحن هذه الغاية المنشودة والبغية المقصودة بفضل الأمة النبيلة الأفرنسية حامية الشعوب الضعيفة ومصباح المدنية).
وتابع: (علمنا زينه العلم التاريخي علم الحرية والمساواة والعدالة علم الأمة المحبوبة رمز انتدابها الكريم فإني أهتف مخاطباً لك وأقول سلام عليك أيها العلم المجيد فرض علينا أن نحافظك كما تحافظ الأمم الراقية أعلامها، كما أني من صميم فؤادي أنادي قائلاً فلتحى الأمة الرشيدة فرنسة المجيدة ولتحييى دولة حلب المؤيدة، وليحيى علمها المحبوب)(2).
وألقى الجنرال ده لاموط وكيل المندوب السامي لدى دولة حلب كلمة قال فيها أن هذا الاحتفال هو تتمة لاستقلال حلب.
وأضاف: (بودي لو كان لي خيال الشعراء السامي فالكلمكم عن العلم وأعرض أمامكم الأفكار عن العلم وأعرض أمامكم الأفكار العالية التي يثيرها القلب الخافق في الضلوع يستطيع فهم ما هو العلم حيننما تحييه نغمات الموسيقى وتنكس أمامه السيوف إجلالاً وتكشف الرؤوس احتراماً أو حين بين ضباب دخان البارود يلوح في مقدمة الجنود فترتفع نحوه اهتفة أولئك الذين لأجله يقدمون تضحية نفوسهم وعلى الموت).
وتابع: (إن بياض علمكم الزاهي يعيد لكم ذكرى الماضي المجيد، وذكرى حلب البيضاء، حلب الشهباء، وهو يرمز إلى المستقبل بأنجمه الذهبية الثلاث رمز السناجق الثلاثة، والتي ان وفق الله ستضاف إليها قريباً أنجم جديدة لامعة).
وأضاق: (إن في زاويته المثلثة والألوان إشارة النجاح الأعظم قبلتم أن تقودكم إليه وفيه ترجمان عواطف حبكم لفرنسا تلك الشقيقة الكبرى البعيدة التي تمد إليكم يد الإخاء من وراء البحار الواسعة ولم يكن لها من دليل تقيمه برهاناً على عطفها عليكم وحبها لكم أعظم من سماحها لكم بأن تزينوا علمكم المجيد بألوان علمها المنصور)(3).
ثم وقف الشاب إدوار نون أحد موظفي مديرية الداخلية وألقى خطاباً حيا فيه علم الدولة الجديد، وشكر فرنسا وعنايتها “بهذه البلاد المحبوبة”، ودعا لدولة حلب بالعز والتأييد.
بعد ذلك دخل كامل القدسي حاكم دولة حلب والجنرال ده لاموط إلى بهو الاستقبال حيث استقبلا وفود المهنئين.
دام الاحتفال إلى ما بعد ظهر ذلك اليوم، وقد رفع العلم فوق دار الحكومة والمباني الحكومية الأخرى في حلب(4).
(1) جريدة حلب، العدد 179 الصادر في يوم الاثنين السابع عشر من كانون الثاني عام 1921م.
(2) كلمة كامل القدسي في احتفال رفع علم دولة حلب عام 1921م
(3) كلمة الجنرال ده لاموط في احتفال رفع علم دولة حلب عام 1921م
(4) جريدة حلب، العدد 179 الصادر في يوم الاثنين السابع عشر من كانون الثاني عام 1921م
انظر:
من صورة الاحتفال برفع علم دولة حلب على دار الحكومة – السرايا القديمة عام 1921