من الصحافة
صحيفة 1947 – حادث الشيخ مسكين كما يرويه الأمير عادل أرسلان
في مطلع شهر نيسان وقع حادث اعتداء في الشيخ مسكين على مجموعة من الشخصيات من السويداء بينهم الشيخ أحمد الهجري.
صحفة ألف باء نشرت تفاصيل تلك التطورات ومقابلة أجريت مع الأمير عادل أرسلان وزير المعارف.
عنوان الخبر:
حادث الشيخ مسكين كما يرويه الأمير عادل أرسلان
رئيس الوزراء يؤكد بأن الحادث بسيط جداً وعادي- برقية وجهاء الميدان
نص الخبر:
(نشرت الصحف الصادرة صباح وبعد ظهر أمس الحادث الذي وقع في شيخ مسكين كل منها حسب ما اتصل بها، وتنويراً للحقيقة قابل مندوبنا الخاص معالي الأمير عادل أرسلان وزير المعارف وسأله عن حقيقة الحادث فتفتضل وافضى إليه بالمعلومات التالية:
بتاريخ 24 شباط من هذا العام بينما كان العريف في الجيش سليمان طرودي العزام ذاهباً في سيارة جيب من دمشق إلى السويداء بمهمة رسمية فخالف النظام وأركب في هذه السيارة امرأتين ورجلاً من الشيخ مسكين وبعد بضعة كيلو مترات تدهورت السيارة فقتلت الامرأتان وجرح السائق العريف كما جرح الرجل الآخر.
ومنذ ذلك الوقت والمفاوضات جارية بين أهل القتيلين وبين عشيرة السائق لدفع الدية، وبالنظر لأن الدية ستجمع من العشيرة فقد تأخرت حتى الآن ويظهر أن أهل القتيلين سئموا الانتظار فقطعوا الطريق أمس الأول – الأحد- على السيارات القادمة من جبل الدروز واعتدوا برشق الحجارة على سيارتين من سيارات السويداء.
والحقيقة أنه لم يضرب ولم يهان الشيخ أحمد الهجري، كما لم يعتد أحد على الشيخ هايل العامر. وكا مافي الأمر أن بعض الأفراد رشقوا السيارتين بالحجارة وحضر على اثر الحادث نائب حوران السيد محمد خيري الحريري وبادر فأكرم الشيخ أحمد الهجري.
كما اتخذت الحكومة التدابير اللازمة لعدم توسع الحادث والتهويل فيه، وعمل عطوفة قائد الثورة العام سلطان باشا الأطرش بالاشتراك مع الأمير حسن الأطرش محافظ الجبل على تهدئة الحال وعدم الإخلال بالأمن وعلى هذا الشكل جرى الحادث وانتهى بسلام وولا لزوم للتهويل والتجسيم.
رئيس الوزراء يعرض للحادث:
وعند اجتماع رجال الصحافة بدولة رئيس الوزراء قبل ظهر أمس، تعرض دولته لحادث الشيخ مسكين فقال بأنه حادث بسيط جداً وعادي. ووجه لومه لإحدى الصحف التي حاولت تصويره على غير حقيقته. ونفى دولته إرسال المصفحات والدبابات وقال بأن الحادث قد سوى محلياً وأوقف عدد من الأشخاص الذين اعتدوا على السيارات. وقال الرئيس بأنه ليس من صالح الصحف التي هولت بالحادث تحويلها إلى القضاء لأنه سيكون حازماً وشديداً بحقها، لذلك ستلجأ الحكومة إلى تعطيل هذه الصحيفة إدارياً.
فتدخل الصحفيون مؤكدين أنه ليس هناك سوء نية في سرد تفاصيل الحادث ورجوا الرئيس عدم تعطيل الصحيفة المذكورة، فوعدوهم بتحقيق رغبتهم.
هذا وقد صرح السيد مفلح المحاميد رئيس بلدية درعا لأحد مندوبي “ألف باء” بأن الأمر قد سوى والحكومة أظهرت يقظة مشكورة كما صرح قائد الدرك العام لأحد مندوبينا بأن الحادث وقف عند حدوثه ولم يتعد إلى حوادث أخرى والتحقيق جار بدقة وبسرعة.
برقية يطيرها وجهاء الميدان:
وطير أصحاب التواقيع إلى عطوفة سلطان باشا الأطرش البرقية التالية :
تأثرنا لما حدث لفضيلة الشيخ أحمد الهجري ورفقائه وعز علينا وقوع الحادث. نستحلفكم بشرف العروبة إخماد هذه الفتنة كعهدنا بحكمتكم حرصاً على المصلحة العامة.
سعيد ياسين، ممدوح المهايني، بدوي المهايني، صبحي سكر، إبراهيم الصفرة، إلياس شويري، نوري الحكيم، محمد الأشمر، رسمي سكر، كمال حباب، هايل أبو حمرة، ميشيل كحلا، فوزي سكر، نوري سكر، شحادة حمودة.
وطيروا إلى نائب حوران محمد خبر بك الحريري البرقية التالية:
(استنكرنا ما حدث من تعدي البعض على فضيلة الشيخ أحمد الهجري ورفقاه وشكرنا تلافيكم للحادث نطلب من حكمتكم تلافي هذه القضية حرصاً على المصلحة العامة).