من الصحافة
صحيفة 1947- الطرشان في السويداء يقررون مقاطعة الانتخابات
في الرابع والعشرين من حزيران عام 1947 جرت حادثة هجوم آل أبو عسلي في السويداء على دار المحافظ وآل الأطرش من أجل مرشح العائلة الأولى السيد جميل أبو عسلي، ووقعت معركة استعملت فيها الرشاشات الصغيرة والبنادق والمسدسات أسفرت عن وقوع عدة جرحى من الطرفين.
وفي الثلاثين من حزيران عقد في عرى بالسويداء إجتماعاً موسعاً شارك فيه حسن الأطرش محافظ جبل الدروز وسلطان باشا الأطرش ووفود من مختلف أنحاء الجبل بحيث أربى عدد الحاضرين على الخمسة آلاف شخص.
وكانت أبرز مقررات الإجتماع هو قرار مقاطعة الانتخابات النيابية التي جرت في الأول من تموز.
صحيفة ألف باء نشرت خبراً عن الإجتماع في العدد الصادر في يوم الاثنين الأول من تموز عام 1947م
نص الخبر:
الإجتماع الكبير في عرى وبيان خطير لسلطان الأطرش
الطرشان يقررون مقاطعة الانتخابات واستنكار حوادث السويداء
النص:
السويداء 30 – لمراسل “الف باء”
بالتلفون: عقد ظهر اليوم “30 حزيران” في عرى الإجتماع الكبير الذي دعا إليه معالي الأمير حسن الأطرش وحضر عطوفة سلطان باشا الأطرش ووفود من مختلف أنحاء الجبل بحيث أربى عدد الحاضرين على الخمسة آلاف شخص، وقد افتتح الإجتماع معالي الأمير حسن الأطرش بخطب أكد فيه إخلاص عائلة الأطرش وتفانيها في سبيل مصالح جميع الدروز وخاصة ومصالح السوريين بصورة عامة. ثم استنكر الحوادث التي وقعت في السويداء وحلل العوامل التي أدت إليها.
ثم أعقبه كل من السادة طرودي عامر وسيطان نصر ويوسف هلال الأطرش، والشيخ سعيد الحناوي، وفضل الله جربوع.
وكان خطاب الأخير حماسياً لدرجة أهاجت الجماهير فأخذوا يطلقون الرصاص بشكل متزايد بدلاً من التصفيق” حتى اضطر الخطيب إلى التوقف عشر دقائق.
وتلكم بعده السيد حسن الصفدي عن قضاء صلخد ثم الإمام بك الياسين ثم جاد الله كيوان فقاسم سويدان، وهناك خطباء آخرون كانوا يريدون الكلام لكن ضيق الوقت حال دون رغبتهم.
وأخيراً تلي بيان لعطوفة سلطان باشا فشكر الجموع لتلبيتهم الدعوة كما شكرهم على استنكارهم لحادث الاعتداء على منزل الأمير حسن ثم أعرب عن عدم رضائه عن التصرفات التي تجري في الوقت الحاضر. وقال إنا ما جاهدنا في سبيل وظائف ولا رتب بل جاهدنا وضحينا حتى نكون مطمئنين وآمنين فكانت النتيجة عكس ما كنا نأمل.
لقد أردت أنا شخصياً بعد رجوعي من المنفى أن أقبع في بيتي مرتاحاً أرعى سياسة البلاد عن كثب بعد أن نالت ما أرادته، ولكني رأيت أن الأوضاع التي تجري الأن سوف لا تسمح لي بأن أتمتع بالهدوء الذي أنشده.
هذا وقد استنكر جميع الخطباء حادث السويداء فتقصير الحكومة وتشويه بعض الحوادث التاريخية وكذلك عدم مكافأة المخلصين من رجال الجيش والدرك من الدروز مع أنهم كانوا في طليعة المستبسلين في حوادث عام 1945م.
وأخيراً تقرر أن يطبع بيان عطوفة سلطان باشا ويذاع يوم غد كما تقر أيضاً مقاطعة الانتخابات النيابية إلا إذا ألفت حكومة حيادية وذلك مع العلم أن نجاح مرشحي الطرشان مضمون 99% يثبت ذلك الجماهير الغفيرة التي أيدته في إجتماع اليوم.
وبعد ارفضاض الإجتماع توجهت الجموع إلى بيت الأمير حسن حيث تناولوا الغذاء على أكثر من 50 منسفاً وقد ذبحت من الخراف أكثر من مئة رأس.
انظر:
صحيفة 1947 – معركة في جبل الدروز بين آل الأطرش وآل أبو عسلي