صورة وتعليق
ممثل جبهة تحرير فييتنام ونصر شمالي رئيس تحرير صحيفة الثورة عام 1968
ممثل جبهة تحرير فييتنام في دمشق ونصر شمالي رئيس تحرير صحيفة الثورة مطلع عام 1968م.
يذكر نصر شمالي أنه (في النصف الثاني من الستينيات كانت نتائج حرب حزيران/يونيو الكارثية المهولة، لكن المنطقة العربية شهدت في الوقت نفسه تطورات إيجابية نضالية عديدة عظيمة الدلالة والأهمية والفاعلية كان أبرزها ظهور ونهوض “حركة التحرير الوطني الفلسطيني – فتح” التي تشكلت من تحالف وطني عريض تمثلت فيه جملة القوى الاجتماعية والسياسية العربية الفلسطينية، غير أن ماحدث وكان مؤسفا وسلبيا حقا هو توالد عدد كبير من المنظمات الفلسطينية (الحزبية) التي تبنت المقاومة المسلحة وبدت كأنما هي نهضت لتزاحم حركة فتح في ميدان الكفاح المسلح وحرب التحريرالشعبية، وهو الميدان الذي انخرطت فيه حكومة دمشق رسميا وميدانيا .. ولكن هل كان من الضروري تشكيل منظمة موالية لدمشق تزاحم بدورها مع غيرها حركة فتح (قوات العاصفة) وتقيم في الوقت نفسه أوثق وأمتن وأعمق العلاقات الميدانية مع حركة فتح؟!
على كل حال هذا ما حدث للأسف الشديد، وكثيرون من القادة السوريين المدنيين والعسكريين التحقوا حينئذ بمنظمتهم (قوات الصاعقة) وتفرغوا للمقاومة المسلحة وفي مقدمتهم رئيس الوزراء د.يوسف زعين الذي خلفه في رئاسة الحكومة رفيقه رئيس الجمهورية د.نور الدين الأتاسي، فكنت ترى القادة السوريين متفرغين بفعالية ميدانية في جبهات القتال في سورية ولبنان والأردن، وقد حدث ذات مرة أنهم رتبوا ونفذوا عملية هامة متميزة في الجبهة الأردنية فأصدرت فتح بيانا عن العملية أظهرها وكأنها عمليتها، وقد عرفت التفاصيل بحكم عملي الصحفي فكتبت ونشرت في الجريدة موضوعا رئيسيا عبرت فيه عن انزعاجي، فجاء إلى مكتبي أحد الإخوة من حركة فتح وشرح لي ما حدث لكني بقيت منزعجا لا أقبل توضيحا! وبعد أيام، وبعد أن هدأت، شعرت بالخجل من موقفي، فما الضير حتى في أن تنسب حركة فتح العملية بكاملها إليها وهي أم المنظمات جميعا؟
ولقد كنا في حينه نغطي يوميا عمليات المقاومة الفييتنامية المتعاظمة المتصاعدة تغطية بارزة في الصفحة الأولى، بالعناوين الحمراء، وقد اتصل ممثل جبهة تحرير فييتنام في دمشق طالبا زيارتي في الجريدة، وتوقعت أنه يريد أن يشكرنا، وعندما التقينا في مكتبي شكرنا فعلا، لكنه أضاف أنه يتمنى أن نولي اهتماما إخباريا أكبر للمقاومة الفلسطينية “فهي تستحق ذلك بجدارة” حسب قوله، وكان يقصد بالمقاومة الفلسطينية حركة فتح في المقام الأول، فكان ذلك درسا بليغا لي كنت أستحقه فعلا، وقد استوعبته وعملت به بصدق وبإخلاص حتى يومنا هذا)(1).
(1) نصر شمالي، التاريخ السوري المعاصر، الرابع والعشرين من آذار عام 2023م.