من الصحافة
صحيفة 1947 – معركة في جبل الدروز بين آل الأطرش وآل أبو عسلي
في أواخر شهر حزيران عام 1947 نشب خلاف بين عائلتي الأطرش وأبو عسلي في السويداء.
صحيفة ألف باء نشرت خبراً عن التطورات في السويداء في العدد الصادر في الخامس والعشرين من حزيران عام 1947م.
عنوان الخبر:
– معركة في جبل الدروز بين آل الأطرش وآل أبو عسلي
– يهاجمون دار المحافظ بالمدافع الرشاشة.. سقوط عدة جرحى توفى أحدهم
النص:
قال أحد مندوبي (الف باء) يبدو أن المعركة الانتخابية في بعض المحافظات أخذت تظهر نتائجها الأولية بصورة جلية واضحة، كما أخذت الأحزاب المتنافسة على النيابة تناوئ بعضها بعضاً، ويجمع كل منها أكبر عدد من الأنصار في سبيل ربح المعركة، وقد وقعت في بعض المحافظات من أجل ذلك حوادث طفيفة وافرادية، ولم يقف الأمر عند هذا الحد، فقد بدأت المعركة تتجسم في بعض المحافظات، وأخذت الأحزاب المتطاحنة تستعمل الأسلحة النارية.
ويوم أمس “الرابع والعشرين من حزيران” تلقت وزارة الداخلية برقية لاسلكية من محافظة جبل الدروز تتضمن أن آل أبو عسلي هاجموا دار المحافظ وآل الأطرش من أجل مرشح العائلة الأولى السيد جميل أبو عسلي، ووقعت معركة استعملت فيها الرشاشات الصغيرة والبنادق والمسدسات أسفرت عن وقوع عدة جرحى من الطرفين، وعلى الفوز صدرت الأوامر إلى رجال الجيش بالتدخل مع رجال الدرك والشركة للحيلولة دون تفاقم الأمر. وبالفعل فقد أوقف النزاع كما أوقف بعض الأشخاص.
وفي الصباح قابل قائد الدرك بالوكالة مدير الداخلية وأطلعه على الحالة كما قصد القصر الجمهوري، وقابل دولة رئيس الوزراء الذي كان في القصر، وانبأه بما وقع.
وحوالي الساعة الحادية عشرة تقريباً قصد إلى جبل الدروز مدير الداخلية العام وقائد الدرك بالوكالة للإشراف على الحالة هناك.
ويقول مندوبنا أن التكتم شديد في دوائر الدولة عن إعطاء أي معلومات عن الحادث، وكلما سألنا مرجعاً قال أن الأمر تافه، وليس هنالك ما يستوجب الانتباه.
ويضيف المندوب أن الاتصالات مع الجبل منقطعة عن الأشخاص العاديين، وأن برقية لاسلكية ثانية وصلت إلى وزارة الدفاع ما قائد سرية الجيش وأخرى مثلها تلقتها قيادة الدرك ومدير الأمن العام وفيهما تفصيلات عن كيفية وقوع الحادث.
هذه هي المعلومات التي تمكن المندوب من الحصول عليها من الدوائر غير أن تحرياته الدقيقة واتصالاته ببعض الحرحى الذين اصيبوا بالرصاص ونقلوا إلى دمشق مكنته من الحصول على معلومات وافية تتلخص بما يلي:
بين عائلة آل أبو عسلي وعائلة آل الأطرش تنافس كبير في الجبل من أجل النفوذ والسيطرة والعائلة الأولى أكثر عدداً بينما العائلة الثانية تحاول أن تبقى المسيطرة والمتنفذة دون أن تشرك الأولى معها، ومن هنا نشأ الخلاف منذ القديم، ولا يزال يشتد إلى الآن، وكثيراً ما وقعت حوادث بين العائلتين.
وقد قدم السيد جميل أبو عسلي الموظف في العدلية في المحافظة طلباً بترشيح نفسه للنيابة وباعتباره موظفاً طلبت إليه أن يستقيل فوقعت مشادة بينه وبين المحافظ كان من جرائها أن أقدم السيد أبو عسلي مع جماعته على مهاجمة دار المحافظ ودار الحكومة بالرصاص بعد ظهر أمس الأول – الاثني- وذلك في الساعة الثالثة تقريباً فقابلهم أنصار المحافظ بالمثل ووقعت معركة دامية لعلع فيها الرصاص والرشاشات الصغيرة مدة ساعة ونصف الساعة وتدخل على الفور رجال الدرك ثم رجال الجيش.
وقد أسفرت المعركة عن وقوع عدة جرحى نقل معظمهم إلى دورهم ونقل كل من الدركيين صياح ملاك وفضل الله السيناوي، وزكي الشعراني إلى المستشفى الوطني بدمشق لخطورة جراحهم، إذ أصيب الأول بطلق ناري نافذ إلى الخصيتين، والثاني بطلق ناري بصدره نافذ إلى الرئة وأصيب الثالث وعمره ستة سنوات في أنفه. وقد مات الثاني بعد برهة من وصوله متأثراً من جراحه برصاصة نفذت من عنقه.
ويقول المندوب إذا لم تعمل الحكومة بحزم وبدون تهاون أو إبطاء على مصادرة السلاح وتفتيش الدور فقد يتفاقم الأمر لأن كثيراً من الناس لا يزالون محتفظين بسلاحهم دون أن تمس أيدي قوى الأمن وخاصة في المدينة.
فقد شوهد كثيرون يحملون مسدساتهم وخناجرهم دون أن يتعرض إليهم أحد من رجال الشرطة وأكبر دليل على ما نقول الحادث الذي وقع قبل يومين في إحدى ملاهي دمشق وإشهار الخنجر وإصابة صاحب المحل تحت سمع الشرطة وبصرها وإني أحذر منذ الآن الحكومة ودوائر الأمن من عاقبة الإهمال وما قد تأتي به الأيام.
صحيفة ألف باء – دمشق، العدد 7549 الصادر يوم الأربعاء الخامس والعشرين من حزيران عام 1947م.