وثائق سوريا
بيان الجنرال كاترو للأهالي في السويداء عام 1920
بيان كاترو للأهالي في حوران عام 1920
أيها السادة والمشايخ الكرام
بعد السلام عليكم ورحمه الله
لقد أسعدني الحظ بمقابلة بعض الزعماء والرؤساء في الشام وبينت لهم مراراً حسن نيات الحكومة الفرنسية ومحبتها لشعبكم وبلادكم وعهدت إليكم أن يبلغوا هذه العواطف إلى الأهالي كافة ولبقية الرؤساء الذين لم يجمعني الحظ بمشاهدتهم.
إن الحكومة الأفرنسية بالنظر لما شاهدته من دروز الجبل منذ دخولها سوريا حتى الآن من الإخلاص والمودة ووقوفكم تجاه التقلبات السياسية الماضية موقف الصديق المخلص واستعدادتكم لتقديم المساعدة اللازمة مع الجنود الأفرنسية لتوطيد الأمر وراحة البلاد وجعلتها تنظر إليكم نظرة صديق يهتم بشؤونكم ومصلحة بلادكم واسعادكم.
وإنه حين عهدت إلي رئاسة البعثة الأفرنسية في الشام أوعز إلي فخامة المندوب السامي الصديق المخلص للجبل بأن أسعى للإهتمام بكل ما يؤول لخير بلادكم وشعبكم، وأبلغني أن أؤيد وعده السابق لكم بمنحه سكان الجبل الاستقلال الإداري الواسع وجعل جبل الدروز حكومة مستقلة تدير ذاتها بذاتها تحت الانتداب الأفرنسي، واستعداد الحكومة الأفرنسية لتقديم المستشارين والاخصاصيين وإنهاض الزراعة واستنتاج ثمرة البلاد المدفونة بالوسائل الفنية وتوطيد الأمن بواسطة حكومة البلاد وفتح الطرقات وتسهيل المواصلات وإحياء التجارة التي هي حياة البلاد ومد الخطوط الحديدية وتقديم ما يلزم من المساعدة المالية اللازمة بواسطة الشركات الأفرنسية الفنية.
ولا يخفى أن مثل تنفيذ هذه الأمور في الوقت الحاضر متوقف أولاً على حفظ الأمن التام في البلاد وتشكيل حكومة وطنية تحفظ الراحة والطمأنينة وهي الخطوة الأولى التي تسيرون بها نحو الترقي والفلاح والتي لأجلها أوجب اجتماعكم العمومي هذا الذي أتى ببرهان جديد على حسن نياتنا الخالصة وعلى أن غاية الحكومة الأفرنسية هي مساعدة البلاد التي تحت انتدابها وترقيتها وابلاغها لدرجة تؤهلها إلى الاستقلال التام، وإدارة شؤونها كسائر الدول الراقية.
وهذا هو معنى الانتداب الحقيقي- لا كما يفسر أصحاب الفساد والدسائس الذين هم عثرة في سبيل المدنية وأعضاء فاسدة في المجتمع الإنساني وإن الشعب الأفرنسي هو من أشد الشعوب محافظة على التقاليد الشعبية واحترام الأديان والمذاهب وعادات البلاد.
ودليلي على ذلك هو أننا جعلنا لكم اختيار مصيركم وإبداء مطاليبكم بكل حرية تامة حسب موافقة الرأي العام علانية على رؤوس الأشهاد.
وإني أؤمل بفضل الزعماء والرؤوساء والمشايخ أن تبذوا من بينكم كل من يرغب في التفريق والشقاق وان تكون كلمتكم واحدة وبذلك خير لمصلحة البلاد والعباد راجياً لكم ولبلادكم مستقبلاً سعيداً.
وبالختام أهديكم ولسائر الشعب الدرزي الإحترام والسلام.
رئيس البعثة الأفرنسية
الكومندان كاترو20
20 /11 / 1920