بيان تأسيس جمعية الاقتصاد النسائي الخيرية في حلب عام 1920
نص البيان:
بيان جمعية الاقتصاد النسائي الخيري في حلب عام 1920
نحن في غنى عن ذكر أحوالنا السيئة التي نشأنا عليها والمضرات العظيمة الحاصلة مع اسرافنا الأموال الكثيرة والمبالغ الجزيلة في طريق الأزياء الجديدة وطرز ملابسنا ومعيشتنا التي ما زادتنا الا نفوراً لا نستطيع مقاومته وأصبحنا في نظرهم منابع الشر وجراثيم الفساد.
والحمد لله لقد أخذت هذه الفكرة السيئة منا بالزوال وأجمعنا على مقاومتها كما يقاوم العدو عدوه بتشكيل جمعية لاستئصال هذا الداء المتمكن في أفكارنا والمتشعب في أدمغتنا.
ولا يخفى عليكن صعوبة وظيفتنا وما نلقاه في طريقنا من المشقات ولذلك ينبغي علينا أن نقوم قومة واحدة لا البعض فقط ونضع أيدينا بأيدي بعضنا عاقدات الخناصر متكاتفات حتى نفوز بأمانينا وإلا ذهبت مساعينا ادراج الرياح.
وأما هذه الجمعية التي نوهنا بها آنفاً لها ثلاث غايات: الأولى “التستر” أي التمسك بآداب الدين الإسلامي والسير بمقتصى أوامره كما قررت الجمعية المذكورة بحيث لا يصعب على المرأة المتزينة والمولعة بكل شيئ جديد أن تنتسب إليها وأن تلبس تحت الحجاب أي “الملحفة” التي انتخبتها الجمعية ما شاءت وماشاء لها الهوى بشرط أن لا يبدو من زينتها شيئ لتكون شعاراً للآداب والعفاف.
والثانية مد يد المعونة والاشتراك بالواجبات الوطنية لجمع المال من السيدات الفاضلات مما اقتصرته من مصاريفاتهن لمساعدة المرضى الفقراء.
والثالثة ترويج البضائع الوطنية ما أمكن والتهافت على شرائها ولو كان أثمن من البضائع الأجنبية شيئاً زهيداً.
وفي الإمكان ذلك حيث الصنائع الوطنية تغنينا عن الأفرنجية بمتانة شغلها وما يعود على بلادنا من الثروة يسهل في سبيله كل شيئ.
والجمعية تعقد جلساتها في مدرسة الحضانة الحسينية بجوار دائرة الحكومة كل يوم جمعة بعد الظهر وتوالي أعمالها بكل إهتمام. وإنا نعتقد حق الإعتقاد إن رجالنا الأجواد ذوي الغيرة والمرؤة لا يتأبون عن مساعدتنا بتحريض نسائهم لمشاركتنا وتبرعهن قليلاً من الدريهمات الخيري بدلاً من صرفه فيما هو ليس بالواجب ولهم جزيل الأجر.
ومن الله التوفيق
جمعية الاقتصاد النسائي الخيري
نشر البيان في جريدة حلب، العدد 120 الصادر يوم الاثنين الثاني من شباط عام 1920م.
