الكلمة التي ألقاها البطريرك ديمتريوس الأول قاضي 1919 – 1925 بطريرك أنطاكية للروم الكاثوليك في يوم الأحد الثالث عشر من نيسان عام 1919 بمناسبة عيد الفصح.
(بعد تقديم الشكر والحمد لله تعالى على ما من به على حقارتنا من تقلد منصة البطريركية على غير ابتهال منا اتكلنا عليه تعالى رغم ضعفنا كقول الرسول بولس: “إن قوتي في الضعف تكمل”- نحن اليوم على وشك الدخول في أسبوع الآلام الخلاص الذي احتمل به مخلصنا اللإلهي مرائر الآلام وغصص الموت الزؤام ثم قام منبعثاً من بين الأموات منتصراً على الموت والجحيم لكي يرينا أنه لن ينال أحد أكليل الظفر إلا بعد جهاد طويل وصبر جميل وهكذا نحن لم نصل إلا هذا العصر السعيد عصر الحرية إلا بعد ما ذقنا مشاق المنافي ومرائر الاضطهاد والتحامل الشديدين علينا أثناء تلك الحرب الطاحنة التي أقناها بها رجال الأتراك الأمرين حتى كادت أرواحنا تزهق عندئذ تفضل الله علينا بالفرج والحرية وعود الأمن والسلم إلى نصابهما بفضل دول الحلفاء الذين تناصروا وتعاضدوا على خلاصنا من رق العبودية وكسر نير تلك الدولة البائدة التي قيدت بها أعناقنا.
فالشكر لله على المنة العظمى ولا يسعنا بعد ذلك إلا إبداء كلمة الثناء والحمد على الحلفاء الذين أذاقونا طعم تلك الحرية اللذيذ وكسروا عنا تلك القيود الحديدية.
بقي علينا أن نحرض جهودكم المباركة على إجماع الكلمة وتوحيد القلوب في إعلاء شأن الوطن العزيز وبث مبادئ الإخاء والمحبة والإخلاص في خدمة وترقية الوطن والناشئة والمحافظة على الحقوق المتبادلة بين الأفراد.
وهكذا نرى لدى الملأ أننا أهل لتلك الحرية التي ذقناها المرائر والأهوال سائلين الله حفظ جمهوركم المبارك مع أولادكم وعيالكم متمتعين ببحبوحة العيش و النجاح في الدارين بمن الله تعالى وإحسانه..
آمين
البطريرك الأنطاكي الإسكندري والأورشليمي للروم الكاثوليك
يمتريوس
