عبد العزيز بن محمد علي بن مفتي حمص حافظ بن عبد الرحمن آغا الجندي.
ولد في حمص عام 1897م.
انتسب بداية الحرب العالمية لمعهد الحقوق بدمشق، لكنّه عام 1915م دُعي لخدمة العلم العثماني، فدخل المدرسة العسكرية وتخرّج منها ضابطًا احتياطًا وألحق بجبهة الدردنيل.
شارك في معارك جناق قلعة حتى نهايتها، ثم دعي عام 1916م فألحق بخدمة الجيش الرابع تحت قيادة جمال باشا في سورية.
ولما أعلن الشريف حسين ثورته، ألحق بالحملة التركية لمواجهته، فاتصل بالكثير من رجال العرب بالمدينة المنورة، ومنهم د. محمود حمدي حمودة، د توفيق أحمد الأنصاري، شوكت العائدي، سمير الرافعي، حسني كوكش، محمد حافظ المعاذ الحمصي، فحكم عليهم بالإعدام ومصادرة أموالهم وأملاكهم وتشريد أهلهم وذويهم إلى الأناضول.
شهد عبد العزيز الجندي مع الجيش العربي المعارك التي نشبت على حدود المدينة المنورة مع الجيش العثماني، والتحق عام 1917م بخدمة الشريف حسين وانضمّ بعدها إلى جيش الملك فيصل، واشترك في معارك التقدم نحو دمشق في منطقة معان والعقبة.
عيّن رئيسًا لديوان المفتشية العامة للجيوش العربية، وتنقّل بالوظائف العسكرية حتى تسلّم آمرية قيادة منطقة حمص حين قامت الحركة المناوئة ضد فرنسا (ثورة الدنادشة)، ونقل قائدًا لمنطقة النبك، ثم سرّح أخيرًا من الخدمة إثر وقوع معركة ميسلون واحتلال دمشق عام 1920م.
في ذات العام أعاد الانتساب لمدرسة الحقوق بدمشق، وتخرّج منها عام 1923 بشهادة من الدرجة الأولى واشتغل بالمحاماة.
حين قيام الثورة السورية الكبرى عام 1925م اتصل بالقائد فوزي القاوقجي، حيث عملا سورية في دوائر أركان الجيش العربي الفيصلي في سورية سابقًا، فتقرّر القيام بحركة انتفاض ضد الفرنسيين في حمص، لكن اتضح بعد التفكير أن مدينة حمص مكشوفة وعقدة مواصلات لا تصلح للقيام بأي عمل عسكري ضد الفرنسيين، فتوجّه إثر ذلك نحو الأردن وعيّن مشاورًا عدليًا للجيش العربي الأردني.
عاد في عام 1928م إلى سورية ونشر مذكراته في جريدة ألف باء ومجلة الرابطة العربية بمصر.
لما تمّ الجلاء الفرنسي عن سورية دعي للخدمة في الجيش، فعمل في دوائر التجنيد بمنطقة حلب الشمالية، واستمرّ فيها حتى بلوغه السن القانوني، خرج فيها برتبة رئيس ونال بعض الأوسمة(1).
(1) الجندي، (أدهم)، شهداء الحرب العالمية الكبرى، صـ 56-57