عام
حديقة العسكرية في حمص
حديقة العسكرية أو حديقة القومندان (قائد العسكر) هي جزء من الميدان الذي كان مخصصاً لتدريبات العسكر خارج قشلة باب السوق (الزاوية الشرقية الشمالية من سوق الناعورة حالياً)، وقشلة إبراهيم باشا الكبيرة (الدبويا، مبنى أمانة المحافظة حالياً)، وهي تشبه في وظيفتها الأرض التي يشغلها حي الميدان الذي كان ساحة لتدريب عسكر قشلة القلعة.
امتلكت الدولة العثمانية الحديقة في خلافة السلطان عبد الحميد الثاني لتشييد بناء بلدية حمص، ولكن خلع السلطان وظروف الحرب والفتن حالت دون ذلك.
وفي سنة 1922، قامت بلدية حمص ببناء الطابق الأرضي في مقرها الجديد (مبنى المتحف حالياً) مقابل مبنى السرايا على الزاوية الشرقية الجنوبية من حديقة العسكرية، ثم باشرت ببناء تياترو الروضة في سنة 1925 في الجانب الجنوبي الغربي من الحديقة.
تطل حديقة العسكرية على شارع السرايا ويقابلها في الجانب الجنوبي من الشارع جنينة المنشية التي عرفت باسم حديقة السرايا، واشتهرت الحديقة لاحقاً باسم جنينة الدبابير بعد بناء مقهى الروضة. أما إلى شمال حديقة العسكرية فتقع جنينة وحوش مصطفى رسلان، وهو والد مظهر رسلان رئيس الحكومة الأردنية في عشرينيات القرن الماضي والنائب والوزير في الحكومات السورية خلال الثلاثينيات والأربعينيات.
حديقة العسكرية كما هو ظاهر في الصورة عبارة عن فضاء عام كان يستخدم لتدريبات العسكر أو كمحطة استراحة للمسافرين، وتشير الأخبار الواردة في جريدة حمص إلى استخدام الحديقة لعروض فرق المسرح والسيرك الزائرة للمدينة، ولعل هذا الاستخدام الأخير كان الحافز لإقامة المكتبة العامة والمركز الثقافي القديم على أرضها شمال مبنى البلدية، والذي يستخدم حالياً كمسرح شبيبي(1).
(1) عبد الهادي النجار، مدونة، 10 تموز 2022م.