عام
الحركة العربية السرية – جماعة الكتاب الأحمر
الحركة العربية السرية – جماعة الكتاب الأحمر
التأسيس:
تأسست الحركة في بيروت عام 1935م، وانتشرت فروعها في لبنان وسورية وفلسطين والعراق والكويت وألمانيا وأميركا الشمالية.
تأسست الحركة العربية السرية في عام 1935 واستمرت حوالي عشر سنوات وتفككت بعدها وانتهت بأوساط الأربعينيات.
تأسست الحركة العربية، حسبما يذكر مؤسسوها كردة فعل على ما قد آلت إليه الأحوال السياسية في العالم العربي من تفكك وانقسام في أوائل الثلاثينيات من القرن الماضي، وكحركة مقاومة لبعض العوامل الخارجية والداخلية التش شكلت خطراً حقيقياً على مآل الحركة القومية العربية وهددتها بالتلاشي والانحلال.
يذكر الدكتور قسطنطين زريق حول كيفية تأسيس الحركة العربية السرية فيقول: (قامت مجموعة من الشباب لا يتجاوز عددها العشرة،وأخذت تعقد اللقاءات إلى أن اتفقت على تأسيس “الحركة العربية السرية” في العام 1935م، وأقرت هذه المجموعة بعد مناقشات مطولة على وضع مسودة مشروع لدستور العرب القومي، وكلفت كاظم الصلح، ضياغة محصلة المناقشات وتنسيقها مادة بعد مادة. وقد عاونه في ذلك الجهد كل من قسطنطين زريق وفؤاد مفرج”[1].
التأسيس في سورية:
تأسست الحركة العربية في سورية عام 1936 وعين مجلس قيادتها الأعلى منير الريس “عاملاً” للحركة على رأس “عمالة”سوريا.
ولم تمضى الأهشر حتى أخذت الخلايا والحلقات تتألف في دمشق وسائر المدن السورية. فأنضم للحركة شخصيات بارزة من الشباب منهم “أسعد هارون، عدنان الأزهري – اللاذقية.
جمال أديب- جبلة.
سليمان المعصراني، عبد الهادي المعصراني، فرحان الجندي، شاكر السباعي – حمص.
عثمان الحوراني، سعيد الترمانيني، جميل العلوانين، سعيد الخاني- حماة.
أسعد محفل، أحمد طلس- حلب.
عزة طرابلسي، أنور القطب، عبد الرحمن فارس عيد، علي عبد الكريم الدندشي، فائز الدالاتي، زهير الدالاتي، نصوح الدقاق، بشير تلو- دمشق.
جلال السيد، سعيد السيد، عبد الكريم الفرحان، عبد القادر الفرحان الفياض- دير الزور.
التسمية:
ولم يعطها مؤسسوها اسماً محدداً لأسباب أمنية، ولكنها اشتهرت بعد أن اكتشف أمرها في السنوات الأخيرة.
يؤكد العديد من الباحثين أنه لا يوجد دليل قاطع على أنه كان لهذه الحركة اسم معتمد لها، أو أن تكون قد اتخذت لنفسها اسماً رسمياً محدداً.
يلاحظ أن ميثاق الحركة خال من مثل هذا الأسم، وقد اقتصر عنوانه على العبارة التالية: “كتاب القومية العربية”.
ويظهر أن عدم إطلاق اسم معين على الحركة لم يكن ناشئاً عن إهمال أو تقصير بل كان أحد الإجراءات التي اتخذتها قيادتها من أجل المحافظة على سريتها الكاملة.
أما منير الريس فيشير في مذكراته إلى مسألة اسم الحركة، ويقول :”وأسميناها المنظمة الحزب القومي العربي”.
وأشهر الأسماء الغير سمية التي أطلقت عليها مؤخراً كانت الاسماء الثلاث التالية: (الحركة العربية السرية، حركة الكتاب الأحمر، جماعة الكتاب الأحمر).
أهداف الحركة:
كان للحركة العربية السرية هدف أول رئيس أسمى، وبضعة أهداف إضافية رديفة ، الغرض منها المساعدة على تذليل الصعاب وتمهيد الطريق وتوفير الاجواء الملائمة لتحقيق الهدف الأول الذي هو بيت القصيد وغاية الغايات.
وغاية هذا الهدف الأسمى هي توحيد جميع الأقطاء العربية المنتشرة من الخليج إلى المحيط في دولة حرة مستقلة، ديمقراطية، علمانية، عادلة، متقدمة، وقادرة على أ، تعيد للعرب كرامتهم القوميةن وتحيي مجدهم الحضاري الغابر وتنهض بهم إلى مستوى الشعوب القومية المتقدمة ذات الأدوار الإيجابية المؤثرة الفعالية في المجالات السياسية والحضارية على مستى العالمي.
وجائ في ميثاق الحركة أن هدف الحركة القومي الأساسي هو: في أصله وطبعه ومنتهاه واحد لا يتجزأ ولو تنوعت أساليب الوصول إليه”|. وهو” التحرر والتوحد الشاملان” في دولة قومية عربية قومية متحضرة قادرة على صون كيان العرب المادي والمعنوي ورفع شانهم والاستمرار في تأدية رسالتهم إلى الإنسانية والحضارة العالمية”.
وذكر مؤسسي الحركة أن هدفها الأسمى هو حلم مرغوب وآمل مطلوب، ولتحقيق ذلك كانت هناك الأهداف الإضافية العملية التي استعانت بها الحركة ثلاثة تحمل العناوين التالية: التحرر، والنهضة، ونشر الدعوة العربية.
تنظيم الحركة:
تألفت الإدارة المركزية للحركة العربية السرية من مجلسين: مجلس القيادة العام ومجلس الأركان.
وكان جبران شامية عضواً في سورية في المجلس القيادة.
وكان مجلس القيادة العام يلتئم مرة في السنة، وشكل أعضائه مجلس قيادة مصغر ليقود الحركة فعلاً وكان يعرف باسم “مجلس الأركان” وأيضاً باسم مجلس القيادة الأعلى ويتألف من رئيسه وأمين الحركة العام، وعدد من الأعضاء ممن هم برتبة “ركن”.
ونظمت الحركة العربية السرية إدارتها القطرية وكان لكل قطر أو منطقة كبيرة فيها للحركة وجود وحدة إدارية تتمتع باستقلال ذاتي وكانت هذه الوحدة تدعى “عمالة”.
وفي عام 1940 كان للحركة سبع عمالات ففي سورية كان يرأسها منير الريس ثم جبران شامية.
وكانت كل عمالة تضم عدداً من المعتمديات ففي سورية كانت هناك معتمدية دمشق،حمص، وغيرها.
وكانت المعتمدية تقسم إلى مديريات وكان على رأس المديرية “مدير” تعيينه القيادة العليا.
وكانت الخلية أدنى حلقة في تنظيم الحركة الإداري.
الحركة والنادي:
قررت قيادة الحركة احتواء وإعادة تجهيز النادي العربي، وتأهيله وتطويره، وجعله نقطة إعتماد رئيسية وواجهة علنية لها، ومنبراً للتبشير بمبادئتها والدعوة إلى تحقيق أهدافها القومية.
فأوعزت الحركة إلى أعضائها باالانضمام إلى هيئة النادي، ففعلوا، واستطاعوا أن يسيطروا عليه في وقت قصير. فشكلوا لجنة إدارة جديدة، وانتخبوا عضوي “الحركة” الدكتور سعيد فتاح الإمام رئيساً ومنير الريس أميناً للسر. فقامت اللجنة الجديدة بتأهيل النادي وتجهيزه بشكل لائق حديث، بتمويل سري من “الحركة”.
وأعيد افتتاح النادي بحلة جديدة عام 1937م، وعاد كسابق عهده مركزاً للعمل القومي العلني والسري.
الحركة والكشاف العربي:
كما اعتمدن الحركة على مؤسسة الكشاف في سورة، فشجعت الحركات الكشفية ودعمتها وجعلتها نقط إعتماد لها في اكثر من قطر عربي.
وضمن هذا السياق اهتمت بحركة الكسشاف في دمشق ورعتها وأوكلت أمر قيادتها إلى أحد أعضائها النشيطين “علي عبد الكريم الدندشي”.
كما اتخذت مشروع إنعاش القرى في سوريا نقطة اعتماد لها في سوريا، وابتعت موضوع اختراق الأحزاب بانتساب أعضائها الى الاحزاب السياسية الاخرى.
وكان من نقط الاعتماد التي استعانت بها “الحركة” هي المناصب، والوظائف الرسمية التي تولاها “حركيون” في اجهزة الدولة،مثل منير الريس الذي كان رئيساً الشعبة السياسية بدائرة الشرطة المركزية في دمشق.
وكانت نقاط الاعتماد: النادي العربي، المكتب العربي القومي في دمشق، الكشاف ، لجنة الدفاع عن فلسطين، مشروع إنعاش القرى في سورية، والأحزاب السياسية والدوائر الرسمية.
نقل مركز قيادة الحركة إلى بغدادك
انتقلت قيادة الحركة إلى بغداد بعد إجراءات السلطات الفرنسية اثر اعلان الحرب العالمية الثانية، واستهداف حل الاحزاب والتنظيمات وإغلاق النوادي والجمعيات.
وظروف الحرب العصيبة أوقفت نشاط الحركة العربية السرية، وكبلها قدراتها[2].
[1] قسطنطين زريق- سيرة ذاتية، صـ 79:
محمد علي حمادة، في حديث وذكرات، أجرته معه الصحافية منى سكرية، ونشر في مجلة الشراع اللبنانية، السنة الثانية، العدد 56، الصادر يوم الاثنين الحادي عشر من نيسان عام 1983م.
[2] جخا، صـ 150