وثائق سوريا
كتاب الملحق العسكري السوري في لندن إلى وزارة الدفاع حول الإتصال مع ممثل إسرائيل عام 1953
كتاب العقيد عبد الرحمن مردم بك الملحق العسكري السوري في لندن والذي كان يشغل مركز عميد الملحقين الجويين في لندن إلى وزارة الدفاع عن طريق فائز الخوري السفير السوري حول موضوع الإتصال مع ممثل إسرائيل العسكري في لندن عام 1953م.
يطلب العقيد عبد الرحمن من رسالته هذه توضيحاً حول طريقة التعاطي مع الملحق العسكري الإسرائيلي وخصوصاً أن مركز عميد الملحقين العسكريين في لندن سوف ينتقل إلى العقيد عبد الرحمن أيضاً بعد مغادرة زميله المصري الذي يشغل هذا المركز.
كما يوضح العقيد عبد الرحمن في كتابه حالات التعاطي مع هذه الحالة وخصوصا ان تنازل الحكومة السورية وانسحاب مندوبها عن هذا المركز سوف يحوله إلى المندوب العسكري الإسرائيلي.
الكتاب الوثيقة مغفل من التاريخ واعتمدنا في توثيقه يوم السادس من تشرين الثاني الذي يصادف استلام السفير الكتاب وإعادة توجيهه إلى وزارة الدفاع.
السفارة السورية
لندن
الملحق العسكري
إلى وزارة الدفاع الوطني
ع/ط السيد فائز الخوري سفير الجمهورية السورية
لقد أجابتني وزارة الدفاع في إحالتها رقم 1112/ س تاريخ 31 /1 / 53 على كتابي الذي أوضح فيه وضعي كعميد للملحقين الجويين وطريقة اتصالي بممثل إسرائيل بحكم هذا المركز مانصه: “يرجى إبلاغ هذا الأخير بأن سوريا لا تزال تعتبر نفسها بحالة غير طبيعية مع إسرائيل كما وهي لا تعترف أصلاً على وجود هذه الدولة”.
إنني لا أجهل بأن سورية بصورة خاصة والدول العربية بصورة عامة بحالة حرب مع إسرائيل وأنها لا تعترف على وجود هذه الدولة على أن هذا الوضع لم يحل في السابق ولا هو يحول الآن دون الاجتماع إلى الممثلين السوريين والعرب مع إسرائيل في لجان الهدنة المشتركة وفي الأمم المتحدة على أن يراعى الممثل الأحوال غير الطبيعية القائمة بيننا وبينها وأن يستعمل لباقته وفهمه والسعي بتجنب الاتصال بقدر المستطاع. وهذا ما كنت أوضحته في التقريري السابق من أن وضعي كعميد يتطلب مني الاتصال أحياناً بممثل تلك الدولة وطلبت من وزارة الدفاع رأيها في الموضوع فأجبت في حينه وبالكتاب نفسه ما يلي:
“لذا فإن عليه الاتصال بممثلي هذه الدولة أيا كانت المناسبات ومهما كانت الأسباب”
لذا وبمناسبة قرب استلامي أيضاً عمدة الملحقين العسكريين بسبب نقل الملحق العسكري المصري رغم المساعي التي بذلت مع الحكومة المصرية أود أن ألفت نظركم باحترام إلى أن ما جاء في كتاب وزارة الدفاع الوطني يصعب تطبيقه في لندن بسبب اعتراف حكومة بريطانيا بتلك الدولة وهذا هو أيضاً وضع أغلب الدول الممثلة في هذه الجمعية ما عدا الدول العربية.
فعليه اعتقد بأنه لا يوجد من هذا المأزق الحرج الذي وضعت فيه من جراء كتاب وزارة الدفاع غير حلين:
1- التنازل عن العمدتين الجوية والعسكرية لممثل إسرائيل الذي يأتي بعدي في القدم وطبعاً مقاطعة رابطة الملحقين العسكريين والجويين نهائياً – وهذا يكون أيضاً موقف الدول العربية على ما أعتقد- ومعنى ذلك عدم الاتصال بجميع ممثلي دول العالم مما يضعف مركز سوريا ويقوى مركز إسرائيل إذ لا يخفى عليكم ما لمركز عمدة الملحقين من أهمية ولاسيما في دولة كبريطانيا.
2- ترك القضية لي والاتصال ممثل إسرائيل عند الضرورة الماسة فقط لا غير. مع العلم بأن هذا الاتصال غير شخصي ولا يتم باسم الملحق العسكري السوري بل باسم عميد الملحقين بصفته المعنوية وبواسطة المكاتبات والمراسلات العادية التي لا تشكل أي شكل من أشكال الاعتراف.
أما في حالة تجاهلي إياه حسبما جاء في تعليمات وزارة الدفاع الوطني فإنني أعرض نفسي لانتقاد ممثلي الدول العسكريين والطلب مني بالتنازل عن هذا المنصب.
إنني أرجو من السفير أن يرى في هذا الموضوع المصلحة السورية البحتة التي تحتم علينا أن نحتفظ بهذين المركزين لأن احتفاظنا بهما قوة مع الملاحظة بأن تخلينا عن هذين المركزين لا يكسبنا شيئاً ذا بال لأننا سنضطر في حالة استلام الملحق العسكري الإسرائيلي عمدة الملحقين إلى مقاطعته وعدم الإجابة على جميع ما يتوجه به إلينا بصفته الرسمية. فلماذا لا نحتفظ بالمركز الأقوى هذا المركز الذي لا علاقة له بشخصي ابداً.
أرجو إذا دراسة تقريري هذا وإعلامي رأيكم في الموضوع وإذا رأيتم مناسباً رفعه للدوائر المختصة في دمشق لإبداء رأيها مع العلم بأنني انتظر الجواب السريع بسبب ترك الملحق المصري لندن قريباً ويجب علي البت في الأمر وما اذا كان بإمكاني استلامي هذا المركز منه قبل مغادرته أم لا.
العقيد عبد الرحمن مردم بك
التوقيع