أحداث
حفل إعلان تشكيل حكومة المديرين في دولة دمشق عام 1920
شكل حقي العظم حكومة دولة دمشق – حكومة المديريين في الأول من كانون الأول عام 1920 وحتى الثامن والعشرين من حزيران 1922م.
في الخامس من كانون الثاني جرى احتفال في مبنى الحكومة بحضور الجنرال غوابيه قائد القوات الفرنسية التي سيطرت واحتلت دمشق. ألقى حقي العظم في الحفل بيان حكومته.
ولما انتهى حقي العظم من خطابه ألقى الجنرال غوابيه كلمة ترجمها محمد كردعلي مدير المعارف، نص الكلمة:
ياحضرة الحاكم ويا أيها السادة الكرام،
تحلت باكورة أعمالكم الإدارة بنزاهتكم وكرم أخلاقكم. رأيتم ضرورة تخفيض الضرائب المالية المفروضة على أبناء وطنكم وشعرتم بما تقضي به الضرورة على كل فرد من الاقتصاد وعولتم على التصرف بأموال الأمة بكمال الحكمة والدراية فأرتأيتم أن تكونوا البادئين بأنفسكم بهذا العمل وتصبحوا قدوة في هذا السبيل فيحقق لكم إذ ذاك أن تتطلبوا القيام بهذا الواجب من الغير فشكركم الرأي العام على ذلك.
ومن ثم فإن خطتكم التي رستموها باختصار سوف تلقي أيضا ارتياحاً من الجميع لأنكم أبنتم أحسن بيان ما تنتظره الأمة من حكومتها إذ قد غدت هذه الأمة متعطشة إلى الأمن والسكينة والتساهل الديني والعدالة التامة وبالتالي إلى الإرتقاء في كل فرع من فروع التقدم الإجتماعي لأنها سئمت المشاحنات العقيمة والإنقسامات السياسية والمطامع الذاتية التي عكرت مجاري الحياة الاقتصادية والأدبية والعقلية في بلادكم الجميلة.
هذه هي الإصلاحات المفيدة التي توخيتم أن تتحفوا بلادكم بها معتمدين في ذلك بثقة وإخلاص على مساعدة الدولة المنتدبة فستكون هذه الدولة المنتدبة عند أملكم لأن خطتها هي نفس خطتكم.
هذا ولا أرى حاجة إلى تذكيركم بمبادئ الأمة الأفرنسية العالية العبقرية المنزهة عن الأغراض ما دمتم خبرتم بنفسكم أحوال الأمة الأفرنسية فثبت لكم أن الغاية التي ترمي إليها والعمل الذي تنوي القيام به هنا خال من كل فكرة فتوح أو إستعمار فهي لا تقصد سوى المحافظة على ما اكتسبته منذ القدم من النفوذ الأدبي في بلاد سوريا والعمل على انمائه.
أجل أن فرنسا في حال الانتداب تبقى كما يصورها لنا التاريخ أعنى محافظة على تقاليدها متمسكة بالعدالة والإحسان محترمة حقوق الشعوب وقوميتها على الدوام.
وقد تيقنم أن خطة فرنسا لا ترمي إلى الضغط على العقول والضمائر بل إلى اجتذابها واكتسابها بالمعروف والضمائر واكتسابها بالمعروف والإحسان وتبغي أن تشيد سلطتها على الحب والإحترام المتبادلين لا غير.
تعلمون ذلك يا سعادة الحاكم كما تعلمونه أيضاً أيها السادة الحضور أصحاب الوطنية الصادقة الذين يبتغون الحقائق دون الأوهام ان مصلحة بلادكم تقضي عليكم بالعمل مع ممثلي الدولة المنتدبة يداً واحدة وأن ممثلي الدولة المنتدبة من جهتهم يؤكدون لكم أنه يمكنكم أن تعتمدوا تمام الإعتماد على مؤازرتهم لكم وثقتكم بكم في سبيل العناية الشريفة التي تسعون ورائها لأجل رقي بلادكم وعمرانها.
صحيفة لسان الحال – بيروت، العدد 8194 – 544 الصادر يوم الثلاثاء السابع من كانون الأول عام 1920
انظر:
بيان حكومة حقي العظم الأولى في دولة دمشق عام 1920