مقالات
حمصي فرحان الحمادة: التقويم الرقي عام 1906 ..كونة القول الأولية
حمصي فرحان الحمادة – التاريخ السوري المعاصر
بعد إنشاء المخفر العثماني عام 1863م، وفد إلى مدينة الرقة أفراد وأسر، تجمعوا حول المخفر طلباً للأمن والعيش، وأطلق العفادلة على هذه النواة السكانية اسم “القول” وهناك اجتهادات حول هذا الاسم، وإن كان الأقرب أنه نسبة إلى المخفر العثماني “فره قول” وبمرور الوقت كبرت هذه الأسر فبدأت تكون نواة العشيرة، وكعادة القبائل العربية بدأ التحالف بين هذه العشائر.
وذكرت “صونيا فرا” في كتابها “الرقة وأبعادها الاجتماعية) في الصفحة 71 أنه تشكل حلفان:
الأول: حلف “العشاريين” ويضم : العجيلي، البليبل، الحسون، المحمد الحسن، الحناطة، الكويدر، الشعيب.
الثاني: حلف الأكراد، ويضم الرمضان آغا، حمد الجرف، البكري، شبلي السلامة.
وأكملت صونيا فرا في كتابها قائلة:
وقد كان التحالف بين المعسكرين دوماً ذا طابع هش، فقد نشبت معارك عنيفة “كونات” ولاسيما عام 1906م.
وقال مارك سايكس المفاوض البريطاني في اتفاقات عام 1916 والذي مر حينذاك – 1906- من جوار جدار الرقة “تقصد سور الرقة” :(لقد فؤجئنا بسماع ضجة مفزعة في المدينة، كانت النسوة الواقفات فوق أسطحة المنازل يطلقن صرخات حادة، وكانت تنطلق عيارات نارية في سائر الاتجاهات، وكانت أصوات الرجال تتعالى وهم يتبادلون الشتائم. وقد علم فيما بعد أن الأهالي استغلوا فرصة عدم وجود سوى شرطي واحد في المدينة لتصفية حسابات نزاع قديم بين الفئتين، ففي خلال ساعة من الزمن، أدت المشاجرات إلى حرمان المدينة من سكينتها، وكان من جرائها سقوط ثلاثة قتلى وخمسة عشر جريحاً، وبعد قليل خرج حوالي 400 رجل مسلح يحملون الرماح والسيوف والمسدسات والبنادق في الجنازات لتشييع القتلىى إلى قبورهم(1).
(1) حمادة (حمصي فرحان)، التقويم الرقمي بين عام 1709 – 1988، توتول للطباعة والنشر والتوزيع، دمشق 2022م.