وثائق سوريا
كلمة حقي العظم حاكم دولة دمشق في افتتاح المستوصف الصحي في دوما عام 1921م
كلمة حقي العظم حاكم دولة دمشق في افتتاح المستوصف الصحي في قصبة دوما في الرابع عشر من أيلول عام 1921م.
نص الكلمة:
أيها السادة:
إنني سعيد جداً بافتتاح هذا المستوصف الصحي الذي هو حلقة من سلسلة الأعمال التي قامت بها حكومتنا في المدة الوجيزة التي مضت عليها. فلقد سبق ان أنشأت مستشفى في درعا وآخر أكثر منه في حمص وثالثاً يبنى اليوم في حماة ومستوصفاً كبيراً في القنيطرة وغيرها في الأقضية الأخرى وهي الآن تحتفل بافتتاح هذا المستوصف الفخم وذلك لعلمها بما للمعاهد الصحية من الفوائد الجلي في المجتمع الإنساني ولحرصها على صحة أبناء هذا الوطن الأعزاء من أن تفتك بهم الأمراض التي تذهب بحياة النسل. ولا يخفى ان هذا هو المعول عليه في تقدم هذا الوطن.
وإن هذه العناية التي تشاهدون آثارها الحميدة الآن بل وتلمسونها كانت رغم ضيق نطاق الميزانية في هذا العام أما في العام الآتي والأعوام التي تليه فسترون هذه النهضة المباركة تنمو ويزداد عدد المعاهد الصحية ازدياداً كبيراً لتعم فائدتها جميع أجزاء الوطن ان شاء الله.
كلكم تعلمون أن الأمة التي تريد البقاء يجب أن تتشبث بكل ما فيه صلاحها وتقدمها ولا أهم في نظر الحكومات من المحافظة على الصحة العامة مما ينتابها من الأمراض المخربة التي تذهب بفلذات أكباد الآباء والأمهات ذخر الوطن ومادته في المستقبل والحاضر.
المعاهد الصحية هي الوسيلة الوحيدة لإنقاذ الإنسان من مخالب الأمراض مهما كانت وطنيه ونحلته. وفيها يتجلى أشرف معاني الشفقة والحنان والتضامن وكل العواطف السامية النبيلة لذلك فإني أشكر مديرو بقية رجال الصحة وقائمقام دوما الذين يحققون أقدس آمال الحكومة الوطنية ورجال الحكومة المنتدبة المحترمة التي تفتأ تؤازر الحكومة بنصائحها الثمينة وارشادها إلى ما فيه الخير العام.
وإني أبشركم بمستقبل باهر إذ ترون بعد الآن النجاح الذي تصبو إليه نفوسكم في مكافحة الأمراض وحفظ النسل والله أرجو أن يوفقنا جميعاً لما فيه خير الأمة والوطن آمين.