عام
الجنرال غورو ووضع حجر الأساس لمرفأ الإسكندرونة عام 1922
في النصف الثاني من شهر حزيران عام 1922 غادر الجنرال غورو بيروت في رحلة بحرية إلى اللاذقية والإسكندرونة على متن المدرعة “كاسار”.
وصل غورو إلى اللاذقية ثم انتقل إلى الإسكندرونة التي وصلها صباح يوم الجمعة الثالث والعشرين من حزيران عام 1922 لوضع حجر الأساس لبناء المرفأ الجديد فيها.
استقبال غورو
كان في استقبال الجنرال غورو كلاً من الجنرال “ده لاموط” مندوب المفوضية لدى حكومة حلب،والمسيو كايله مستشار حكومة سنجق الإسكندرية المستقل والجنرال راسي قائد الفرقة الرابعة من جيش الشرق ورشيد طيارة متصرف الإسكندرية.
ولما نزل غورو إلى الرصيف استقبله رئيس وأعضاء البلدية ورجال وعلماء الدين.
بعد ذلك استعرض غورو أمام السراي الجنود الذين اصطفوا حول راية الفرقة السابعة عشر للجنود السنغاليين يتقدمهم الكولونيل ليموف.
عند الساعة التاسع والنصف استقبل الوفود التي وصلت للترحيب به والتي ضمت الضباط، القناصل، الموظفون، اللجنة الإدارية او مجلس البلدية ورجال وعلماء الدين.
في الساعة العاشرة قام بجولة بالسيارة أطلع فيها على الشاطئ وعلى أعمال الشارع الجديد، ثم زار المستشفى والميتم وأماكن تواجد الأرمن، ثم انتقل للإطلاع على أعمال تجفيف المستنقعات.
الاحتفال
بعد الظهر بدأ الاحتفال بوضع حجر الأساس لبناء المرفأ الجديد. في الساعة الثالثة والنصف توجه غورو مع أعيان حكومة الإسكندرونة وحلب والمسيو فيكاد مدير النافعة إلى الرصيف الذي أقيمت فيه منصة الاحتفال.
وفي الرصيف كان في استقبال غورو كلاً من المسيو سويره مدير شركة المشاريع الفرنسية والمسيو فانسان مدير دائرة حلب.
كلمة الجنرال غورو:
ألقى الجنرال غور كلمة بهذه المناسبة تحدث فيها عن أهمية الأعمال التي يقوم بها الفرنسيين في سورية، ثم تناول أهمية المشروع الذي سوف تستفيد منه الإسكندرونة وغيرها.
كما تحدث عن بدايات فكرة تأسيس المرفأ وتطورها حتى شهر آذار 1621 حين تألفت هيئة من الشركة العمومية للمستعمرات والبنك العقاري الجزائري التونسي والبنك السوري وشركة المشاريع الفرنساوية وشركة أرصفة الأستانة للقيام ببناء مرفأ الإسكندرونة.
وأوضح أن المرفأ سوف يسمح أربعمائة وخمسون باخرة وستمائة وستون مركباً شراعياً بالاستفادة منه سنوياً، وأنه سوف يبنى على مساحة 55000 متر مربع مساحة.
وتحدث عن مشروع ربط الإسكندرونة بحلب عبر سكة وصفها بالعظيمة والتي سوف تنقل البضائع من وإلى المرفأ.
كلمة مدير شركة المشاريع الفرنسية
وبعد ذلك ألقى المسيو سويره مدير شركة المشاريع الفرنسية كلمة أشار إلى أن الجنرال غورو هو أول عامل في المشروع العظيم الذي ستقوم به الصناعة الفرنسوية في الإسكندرونة، والذي سوف تستعيد سورية الشمالية بفضله مركزها التجاري القديم بين أوربا وأسيا وسيكون نجاحها ثابتاً تستفيد منه سوريا بكاملها.
وأشار إلى أهمية المشروع وكيف أن الرصيف سيقوم بشكل مواز للشاطئ على عمق 15 متراً تتمكن من الرسو عنده البواخر العظيمة التي تنزل في المادة إلى عمق عشر أمتار أو أزيد وسيكون الرصيف متقناً حاوياً الخطوط الحديدية والمستودعات والارتاج الكهربائية.
ثم انتقل مدير الشركة إلى الحديث عن مشروع تجفيف المستنقعات في الإسكندرونة والذي وصفه بالضروري لمستقبل مدينة الاسكندرونة.
وختم الحديث عن دور الجنرال غورو في هذا المشروع، والذي وصفه بأنه فضل سوف : (يكسب غورو فخراً وان لم يعادل المجد وسيكون هذا الفضل راجعاً اليك يا فخامة الجنرال فضل يكسبك فخراً وان لم يعادل المجد الذي اكتسبته في سهول شامبانيا فليس أقل قيمة في عينيك.فبعد ان حملت العالم على الاعجاب بفرنسا قمت تسعى بتحبيبها اليه).
حجر الاساس الذي يحمل توقيع غورو
بعد إلقاء الكلمات انتقل الحضور إلى مكان حجر الاساس لرميه في الماء. رفع الحجر والذي كان يحمل توقيع وختم الجنرال غورو بواسطة رافعة لحمل الأحجار. ثم قام الجنرال غورو بإسقاط الحجر في الخليج ليكون اساس بناء المرفأ (1).
(1) صحيفة لسان الحال- بيروت، العدد 8660 الصادر يوم الثلاثاء السابع والعشرين من حزيران عام 1922م.
انظر:
زيارة الجنرال غورو إلى اللاذقية عام 1921
كلمة الجنرال غورو في حفل وضع حجر الأساس لمرفأ الإسكندرونة عام 1922
كلمة مدير شركة المشاريع الفرنسية في حفل وضع حجر الأساس لمرفأ الإسكندرونة عام 1922