أعلام وشخصيات
محمد علي الدقر
علي الدقر
من مؤسسي جمعية الغراء في دمشق.
(1294- 1362هـ = 1877- 1943م)
ولد هو الشيخ محمد علي الدقر في حي زقاق البرغل في حي الشاغور الجواني بدمشق عام 1877م.
والده بن عبد الغني بن محمد علي بن عبد الغني بن صالح الدقر وهو تاجر ومُتَعَهِّد ومُزَارِع ورجل أعمال وعقارات كثيرة, ومن كبار أغنياء دمشق ووجهائها.
وهو رابع خمسة من إخوته، وينتسب إلى أسرة ذات أصول من مدينة “بعلبك” في البقاع بلبنان، رحل أحد أجداده منها إلى دمشق إثر فتنة جرت فيها.
تتلمذ في دمشق على يد علمائها، ومنهم: الشيخ عبد الكريم الدقر، و الشيخ أبو الصفا المالكي.
انتقل بعد ذلك إلى “مدرسة الشيخ عيد السفرجلاني ليظل فيها سنوات حصّل خلالها مبادئ العلوم الإسلامية والعربية، وأشهر من أخذ عنهم فيها الشيخ المقرئ أبو الصفا المالكي حيث تعلم على يده القرآن الكريم حتى أتقنه.
انصرف إلى حلقات العلماء في مساجد دمشق، ولم يصنع كإخوته الأربعة الذين كانوا منهمكين مع والدهم في الأعمال التجارية.
كما اتصل علي الدقر بالمحدث الشيخ محمد بن جعفر الكتّاني والشيخ بدر الدين الحسني.
بدأ الشيخ علي الدقر إلقاء الدروس في حلقة علمية خاصة انطلق بها من “مسجد السادات” بباب الجابية، وركز في دروسه على أربعة أمور في غاية الأهمية استمرّ عليها إلى آخر حياته، هي:
1- الحض على التكافل الاجتماعي والبر ومساعدة الفقراء والمعوزين.
2- معالجة مشكلات المجتمع والسوق والباعة وأرباب المهن والصنائع.
3- مكافحة “الاستعمار” والتنصير والسفور والتبرُّج.
4- الحض على طلب العلم الشرعي ورعاية طلابه وكفايتهم حتى تخرجهم، وتأسيس معهدين لذلك.
حدهم بل انضم إليهم كثير من الشباب، لإخلاصه وأسلوبه المؤثر، والموضوعات التي كان يطرحها والمهمّة عندهم.
وضاقت سدة المسجد “مسجد السادات” فانتقل إلى “مسجد السنانية” الكبير.
شارك في تأسيس مدرسة سعادة الأبناء الابتدائية” للذكور عام 1926م في “الخيضرية – الشاغور”، و”مدرسة روضة الحياء الابتدائية للبنات” سنة 1927م، و”معهد العلوم الشرعية” سنة 1934م، ثم “ثانوية السعادة” سنة 1946م:
قبل إنشاء هذه المدارس رسميا بدأ الشيخ يأخذ من أبناء “حوران” و”البلقاء” جنوبي الشام ومن تركية وأماكن أخرى من أولاد الناس من يعلمهم ويعدهم كمدرسين في مناطقهم، وكانوا يدرسون لدى الشيخ في مسجده نهارا، ثم يأوون في الليل إلى غرف بعض مساجد دمشق الموقوفة على طلبة العلم. فصار الطلاب يلزمون الشيخ عليا سنوات قبل عودتهم للتدريس في مناطقهم وقراهم.
شارك في تأسيس “الجمعية الغراء” بدمشق بمساعدة بعض التجار المحيطين به، التي صار لها مقر في مسجد تنكز،وبدأت المدارس والمعهد في العمل، ووضعت لهما أفضل المناهج والمواد العلمية، واختير لها خيرة المعلمين والمدرسين والموجهين، وصارت الجمعية مركز لتخريج العلماء ، وكان طلاب “معهد العلوم الشرعية” من دمشق ومناطق سورية شتى، ومن خارج سورية؛ فكان الطلاب الدمشقيون يدرسون فقط، ثم يذهبون إلى بيوت أهليهم، أما الطلاب الآخرون فكانوا يدرسون، وتقدم لهم الجمعية الطعام والكساء والمبيت، وكانوا يقومون بالمطالعة والدراسة من العصر حتى المغرب.
عاني الشيخ علي الدقر من مرض التهاب المفاصل، وتتوفي في الثاني من آذار عام 1943م.
حملت جنازة الشيخ على الأكتاف من داره في المهاجرين إلى المسجد الأموي، ودفن في “مقبرة الباب الصغير” بدمشق، وأقيم له هناك حفل تأبيني(1).
(1) رابطة العلماء السوريين، علي الدقر.
الشيخ علي الدقر رجل أحيا الله به أمّة. د. نزار أباظة، ط1، دار الفكر دمشق، 1431هـ – 2010م.
رجال من التاريخ. للشيخ علي الطنطاوي ت 1999م، ط1، ط 1، دار البشير- المحلة الكبرى، مصر، ودار المنارة – جدة، 1418هـ – 1998م.
موسوعة الأسر الدمشقية: تاريخها، أنسابها، أعلامها. د. محمد شريف عدنان الصواف، ط2، بيت الحكمة – دمشق، 1431- 2010م.
– موقع رابطة علماء الشام مقالة “علامة الشام الشيخ علي الدقر”.