من الصحافةوثائق سوريا
المقالة الافتتاحية لجريدة سوريا الفتاة في 14 كانون الثاني 1914م
المقالة الافتتاحية لجريدة سوريا الفتاة في 14 كانون الثاني 1914م
من العدد الأول على الإطلاق لجريدة سوريا الفتاة الصادرة من الأرجنتين بتاريخ 14 كانون الثاني 1914م.
المقالة الافتتاحية، بعنوان: الفاتحة:
باسم الوطن والوطنية، وباسم الشهامة العربية. نحيي عموم الجالية السورية واللبنانية من رصفاء وعمّال وتجار ومزراعين قضى عليهم ظلم الحكومة التركية. أن يهجروا الأوطان ويتيهوا في جميع أنحاء الأرض ولا تيه بني اسرائيل في البرية.
أما بعد أيها الاخوان فلا نخالكم لتجهلون من انه لا بد لكل امرء من عمل يقصد من ورائه غاية، وإن خير الأعمال ما كانت الغاية منها عمومية فإنها والحق يقال لهي أفضل بدرجات من تلك الأعمال التي يقوم بها البعض ولسان حال كل منهم يقول: اللهم أسألك نفسي.
ولما كنا ممن يقدسون الاعمال التي تكون منها المنفعة عمومية دفعنا لإصدار هذه الجريدة “باسم سورية الفتاة” تيمنًا بالنهضة السورية الدالة دلالة صريحة على أن روح الديموقراطية الشريفة أخذت تجري في العروق مع الدم العربي الشريف، وذلك بعد أن ارتفعت تلك الأيادي الضاغطة عليها ولو بعض الشيء.
ومع علمنا الأكيد بما في هذه الطريق من وعورة المسالك لم ننثني عما وطدنا النفس عليه من التطوع في سلك المجاهدين في سبيل خدمة أبناء الوطن العزيز عمومًا خدمة صادقة منزهة عن كل غرض من شانه تشويه محاسن كل قصد شريف وغاية سامية.
أما وقوع اختيارنا على ولاية التوكومان مركزًا لعملنا لم يكن إلا لأسباب وهي:
أولًا: لأن موقعها في الوسط الشمالي من أملاك الجمورية الفضية.
ثانيًا: لتراكم الجرائد العربية في نفس العاصمة التي يقتضي لوصولها إلى جميع الجهات مدة طويلة.
ثالثُا: وهو الأهم، هو تنبه أفكار الجالية في التوكومان وضواحيها وشعورهم بحاجة كلية إلى جريدة عربية تكون لسان حالهم، وهذا الأمر قد استنتجناه مما أظهروه لنا من الارتياح لهذا المشروع وبثهم فينا روح النشاط وما هم عليه من الغيرة الغريزية للأخذ بناصر جميع المشاريع العمومية وتفانيهم في سبيل إحياء المآثر الأدبية التي من شانها تقارب القلوب وربطها بربط المحبة والائتلاف وجمع الكلمة.
وعليه اندفعنا بهمة لا تعرف الكلل للقيام بهذه الخدمة مستمدين من نشاط الجالية هنا ومن همة المناصرين في الجهات البعيدة قوة تدفعنا بأن نضحي النفس والنفيس للقيام بجميع الواجبات العمومية التي من شانها إظهار جاليتنا المحبوبة أمام الأجانب وسائر الجوالي بمظهر الأمة الحية الراقية الشريفة التي تنفر من الانحطاط وتتعلق لا بل تتعبد بعواطف شريفة للارتقاء والكمال.
ولكي يكون حضرات الأدباء والقراء والرصفاء الكرام على بينة من الخطة التي سنسير عليها بقدم ثابتة نقول:
إتخاذ الحرية الكتابية في جميع المواضيع مع الانتقاد الأدبي لكل عمل أو مقال نجد بابًا للانتقاد عليه مبتدئين من السلطان إلى صغار الحكام مع ما يتخلل مجموعنا من الأخلاق والعادات القديمة الموروثة عن آباء الأجداد. وأما الانقياد للغايات الخصوصية والتحيزات الشخصية فإننا نبتعد عنها ابتعاد السماء عن الأرض لا بل نكون من المنددين بالقائمين بها وذلك بعد أن نبذل ما بالوسع من العناية لنسوية الخلاف وصرف الأشكال بالتي هي أحسن.
وسوف ننشر بعض الأخبار السياسية وأخبار الوطن وبعض الجهات مستعينين على ذلك واسطة مراسلين خصوصيين يوافونا أسبوعيًا بأصدق الأخبار وأهمها مع ذكر الحوادث المحلية وكل ذلك سيكون ممزوجًا بالفكاهات ومسبوكًا بقوالب شائقة شهية تتوق النفس لمطالعتها والتلذذ بها، وسنصرف مزيد الاعتناء لزيادة صفحات الجريدة وتعدد المواضيع الأخلاقية والاجتماعية والأدبية، وذلك كلما آنسنا من حضرات القراء الأدباء ميلًا إلينا وانعطافًا للأخذ بناصرنا حسبما أملونا ووطدوا دعائم ثقتنا على ما فطروا عليه من الصدقق في برز الأقول إلى حيز الأعمال.
وعلى ما أملنا وعاهدها النفس عليه نمد أيدينا لمصافحة كل فرد من أفراد جاليتنا العزيزة مصافحة إخاء وحب وصدق وإخلاص سائلين المولى أن يقدرنا على القيام بأعباء هذه المهمة ويلهمنا إلى ما به خير أمتنا العربية عمومًا والسورية واللبنانية خصوصًا ويسدد خطواتنا إلى سواء السبيل.
انظر:
صدور العدد الأول من صحيفة سورية الفتاة
من الأرشيف العثماني 1879- المقالة التي أوجبت إغلاق صحيفة “اعتدال” لعبد الرحمن الكواكبي
من الأرشيف العثماني 1913- حقوق إمتياز التنقيب عن النفط في حوران
من الأرشيف العثماني 1913- إعدادية إناث حلب
من الأرشيف العثماني 1896- إقامة مراسم تكريم للمتفوقين في ثانوية حماة
من الأرشيف العثماني 1895- لوحة بقلم سعد الدين بك معلم الرسم في ثانوية حماة
من الأرشيف العثماني 1910 – خرّيجو قسم الصيدلة في المدرسة الطبية بدمشق
من الأرشيف العثماني 1902- الكادر التعليمي لمكتب عنبر بدمشق
انظر ايضاً:
وثائق سورية في أواخر العهد العثماني