من الصحافة
صحيفة 1944 – المهرجان الشعبي بمناسبة شفاء الرئيس شكري القوتلي
في النصف الثاني من شهر حزيران عام 1944 بدأت الحالة الصحية للرئيس شكري القوتلي في التحسن بعد مرض طال لأكثر من شهرين.
في الثاني والعشرين من حزيران أقيم في دمشق مهرجان شعبي بمناسبة شفاء سيادته.
صحيفة ألف باء نشرت خبراً عن المهرجان في العدد الصادر يوم الجمعة الثالث والعشرين من حزيران عام 1944م.
عنوان الخبر:
الاحتفال بشفاء الرئيس القوتلي
المهرجان الشعبي بمناسبة شفاء الرئيس
نص الخبر:
منذ الصباح الباكر أخذت الوفود بالآلاف تفد من أنحاء سوريا للاشتراك في المهرجان العظيم، وما حلت الساعة الرابعة حتى كانت الشوارع والساحات والميادين والشرفات والأسطحة والنوافذ تفيض بعشرات الآلوف.
الذبائح بين قدمي الرئيس:
وكانت فرق الكشاف من رجال الحرس والشرطة والدرك مصطفة على جانبي الطريق من منزل الرئيس في الجسر الأبيض حتى السراي، وفي الساعة الرابعة والنصف غادر فخامته قصره فنحرت بين رجليه عشرات الذبائح التي قدمتها الأحياء الشعبية استبشاراً لشفاء فخامته وعزفت موسيقى الكشاف النشيد الوطني السوري وأنطلقت الألسنة بالهتاف والزغاريد والتحيات الطيبات وسار الموكب بين هذه الجموع الزاخرة المستبشرة التي نثرت على سيارة الزعيم الورود والعطور حتى بلغ السراي.
أخذ الجند من شرطة ودرك وكشاف التحية الرسمية وصدحت موسيقى الجيش السوري بالتحية الرسمية ثم دوى الهتاف والتصفيق بحياة فخامته واستقبله جولة رئيس الوزراء والوزراء وصعد السراي وهو يتوكأ على عصاه حيث ألقى بين الهتاف والتصفيق خطابه السياسي.
ثم استقبل في البهو ممثلي الدول الحليفة والصديقة وفي مقدمتهم أصحاب الفخامة الجنرال بينيه المندوب الفرنسي والجنرال سبيرس المندوب البريطاني ومستر وادز سوورث المندوب الأميركي ومعاونوهم وبقية ممثلي الدول العربية.
ثم استقبل الوفود من رؤساء ووزراء سابقين ونواب الأمة ورجال الصحافة ورجالات الدين والقضاء والعلم والإدارة والمال والمحاماة والطب، والصيدلة، والتجارة والوجاهة.
حفلة العرض:
كانت حفلة العرض التي أقيمت أمام حديقة التجهيز شائقة جداً وقبل الساعة السادسة توافد المدعوون إلى المدرج الذي أقيم هناك خصيصاً لهذه الحفلة وكان مزيناً بالأعلام.
وقد حضر الحفلة عدد من رجال السلطتين البريطانية والفرنسية وقناصل الدول ورجال الدين وزعماء الأحياء وكبار الموظفين وكانت جماهير الأهلين محتشدة على جوانب جادة بيروت وعلى الأسطحة المشرفة عليها والأعلام تزين واجهات الحوانيت وشرفات الأماكن كلها، وفي السادسة والثلث شرف موكب فخامة الرئيس يتقدمه الحرس الخاص فصدحت موسيقى الدرك بالنشيد الوطني السوري فوقف فخامته في سيارته احتراماً ثم تابع سيره إلى مفرق جادة البرلمان ومن ثم عاد أدراجه بنفس الترتيب وبقي في سيارته حتى بلغ المدرج وهناك ترجل فاستقبلته الجماهير بالتصفيق المتواصل وحيته تحيات متواصلة وكانت الساعة إذ ذاك قد بلغت السادس والدقيقة الأربعين فبدأ العرض.
فمرت أولاً قطعات الدرك المشاة ثم تلتها فرق الخيالة – شاهرين السيوف يتقدمهم الحرس الجمهوري ثم تبعها سيارتا الدرك المصفحتان يسوقهما ويمتطيهما أفراد من الدرك الذين انتخبوا لإتقان استعمال هذا النوع من السلاح الجديد المأمول أن يكون نواة صالحة لفرقة كاملة إن شاء الله.
ثم جاء دور الكشافة فمر على أنغام الموسيقى حملة الأعلام وتبعهم سائر الفرق على اختلاف شاراتهم وأعلامهم وملابسهم البديعة والحقيقة أن هؤلاء الفتيان الاشبال قد أتقنوا مهمتهم بشكل استدعى إعجاب المشاهدين الذين كانوا يقابلونهم بالتصفيق الحاد، ومما يحسن ذكره أن موسيقى الكشافة الحلبيين كانت جميلة جداً مما يدل على دراسة ومجهود محمودين.
ثم اختتم العرض بالنشيد الوطني السوري وقد غادر صاحب الفخامة المدرج مشيعاً كما استقبل بالاحترام والدعاء بحفظه وبقائه.
الزينة ليلاً
واصلت دمشق زينتها ليلاً وأنيرت الدوائر الرسمية والمساجد والمعابد بالأنوار الكهربائية حتى منتصف الليل.