يعد محي الدين الأتاسي أول شهيد من شهداء سلاح الطيران السوري عام 1948.
ولد محي الدين الأتاسي في حمص عام 1925م.
والده عبد الوهاب بن عبد الرحمن بن حسن بن سعيد الأتاسي.
والدته خيرية بنت محمد علي بن حسن بن سعيد الأتاسي.
تعلم في مدارس حمص ثم في تجهيز دمشق.
خرج أكثر من مرة في المظاهرات ضد سلطات الانتداب الفرنسي.
في عام 1942 قطع محي الدين الأتاسي تعليمه وانضم إلى سلاح الطيران الفرنسي، وتخصص في ميكانيك الطيران حتى عام 1946م.
أنشق محي الدين الأتاسي عن سلاح الطيران الفرنسي وانضم إلى القوى الوطنية في الرابع من شهر حزيران سنة 1946م.
شارك في معارك حرب فلسطين عام 1948م وما بعد ذلك، وكان يشارك في العمليات الجوية بصفته مساعداً في الطائرة إلى جانب الطيار.
في تموز عام 1948 خرج في طائرة مقاتلة مع الطيار “….. الكيلاني” لصعد هجوم طائرات صهيونية على القنيطرة وأخرى حاولت التسلل إلى دمشق، واستطاعا صد الهجوم ولكن أصيبا في ذلك الهجوم، ونقلا إلى المشفى في دمشق.
في الحادي عشر من تموز عام 1948 فارق محي الدين الأتاسي الحياة في المشفى(1).
رفعت وزارة الدفاع الوطني الشهيد محي الدين الأتاسي من درجة نائب إلى ملازم ثان، ومنحته وسام الاستحقاق السوري.، كما أطلق اسمه على إحدى الطائرات بالمتحف الحربي بدمشق(1).
تحدث أدهم الجندي في كتابه “تاريخ الثورات السورية في عهد الانتداب الفرنسي”، عن معركة استشهاده فقال:
(خرج مع ثلاثة أسراب، وفي كل سرب أربع طائرات، ويمم شطر فلسطين، وعند مستعمرة برادا تصدت لطائرته طائرة اسرائيلية فانطلق يداورها ويتربص بها لحظة ضعف وينتظر منها بادرة تمكنه من تدميرها، ولكن طائرته أصيبت فجأة إصابة مباشرة في مركز مدفعها، وكان نصيب الشهيد بعض الطلقات تتوزع أنحاء صدره، فغاب لحظات عن الوعي، واتجه إلى سماء المعركة، وعند الحدود التقى ثانية بالطائرة العدوة فأسقطها قرب القنيطرة، وكان ملاحوها جميعاً من الانجليز والأميركان، وحطت طائرة البطل على أرض المطار، فحمل إلى المستشفى الوطني بدمشق غارقاً بدمائه الطاهرة في محاولة لانقاذه، وكان صائماً، وبذل الأطباء جهدهم، وقال لأبيه: لا تحزن يا أبي، وصعدت روحه إلى خالقها مساء يوم الأحد في 11 تموز سنة 1948م. وآلى الثرى بمقبرة قاسيون بدمشق، ووقف آمر السلاح على قبره يؤبنه ويشيد ببطولته الخارقة، ويتلو ترفيعه إلى رتبة ملازم، ومنحه وسام الاستحقاق السوري من الدرجة الأولى، بينما كان والد الشهيد إلى جانبه، وقد تجمل بالصبر فلم تدمع له عين على فلذة كبده لأنه أدى فريضة الجهاد والدم لوطنه وكتب له الخلود)(2).
رثاه بعض أقاربه من آل الأتاسي أثناء دفن الشهيد بقصيدة عنوانها النسر الأتاسي قال فيها(3):
جدثٌ لمحي الدين كعبة قصدنا
قد قام يدفع عن دمشق وآلها
فغدى يحلق مثل نسر في السما
فجلاهم عنها وشتت شملهم
فأتاه من نفس القضاء شظية
فغدى شهيداً وهو في شرخ الصبا
لم تكتمل عين الزمان بمثله
يا كوكباً لم يوف دورة أفقه
لما خبا تاريخه زاك أتى
نسعى لتقبيل الثرى المعطار
ما خبأته لهم يد الأشرار
ويبيدهم برصاصه المدرار
حتى غدوا أثراً من الأثار
خمدت بها نفس الفتى المغوار
فأثابه مولاه دار قرار
وهو الذي ملأ الدنا بفخار
حتى غدا ضمن الثرى المنهار
ولقد حكيت كواكب الأسحار
(1) صحيفة 1948 – فاجعة الطيران السوري بالفقيد الأتاسي.
(2) الجندي (أدهم)، تاريخ الثورات السورية، صـ 317-318.
(3) القصيدة من أرشيف خلوق بن سري الأتاسي، موقع آل الأتاسي.
فارس الأتاسي، موقع التاريخ السوري المعاصر
انظر: