وثائق سوريا
كلمة الجنرال غورو في المأدبة التي أقيمت احتفالاً بزيارته الثانية إلى دمشق عام 1920
زار الجنرال غورو دمشق للمرة الثانية في الخامس والعشرين من تشرين الثاني عم 1920م.
في الساعة الثامنة والنصف من اليوم التالي لوصوله أقامت الحكومة مأدبة طعام على شرفه.
في أثناء الطعام نهض جميل الألشي رئيس الوزارة وألقى كلمة باللغة الفرنسية وقام حقي العظم رئيس مجلس الشورى بترجمتها.
بعدها ألقى الجنرال غورو كلمة رداً على كلمة رئيس الوزراة أكد فيها أن فرنسا لم تقبل الانتداب على سورية إلا لترقيتها، ورداً على طلب توحيد كل المحافظات والمناطق السورية في دولة عاصمتها دمشق، قال غورو أنه لم يتأكد من رغبة الأهالي في بقية المحافظات في الارتباط مع دمشق.
نص الكلمة:
(جواباً على خطابكم يا حضرة الرئيس المحترم أقول أن فرنسا لم تقبل الانتداب على سوريا إلا لترقيتها والمحافظة على مصالح هذه البلاد وبما أنه لم يتحقق لدى تماماً رغبة أهالي المقاطعات السورية في الارتباط مع دمشق والانضمام إليها لذلك اقول أن هذا يصعب الآن تماماً إلا إذا أحسنت دمشق حالتها لتجذب إليها بقية المقاطعات.
أما فيما يتعلق بالعفور عن المحكومين فأقول أن الحكم عليهم كان قانونياً وإن كان غيابياً فعلى المحكومين أن يسلموا أنفسهم إلى العدالة الافرنسية لتعاد محاكمتهم فترى دعاويهم في مجرى العدل بقطع النظر عن الأمور السياسية.
ولابد لي في الختام أن أقول لكم إن إقامتي في دمشق تركت في صدري ذكراً جميلاً، وكنت أود أن تكون أطول لولا ضرورة رجوعي إلى بيروت وهنا أؤكد لكم ممنونيتي للاستقبال الذي أقيم لي من الحكومة ومن الأهالي وأرى أن ذلك مكافأة وتقديراً لحضرة رئيس البعثة القومندان كاترو وأعضاء البعثة الكرام وكافة المستشارين لأن ذلك دليلاً على اعتماد حضراتكم عليهم وتقدير خدماتهم التي تؤكد أن فرنسا لم تأت لتستعمر البلاد بل كصديقة تسعى لنجاح هذه الأمة وسلامتها).
انظر:
كلمة رئيس الحكومة في المأدبة التي أقيمت احتفالاً بزيارة غورو الثانية لدمشق عام 1920