الأعياد والاحتفالات الأهلية والرسمية
الاحتفال بالذكرى السنوية الأولى لافتتاح الجمعية التأسيسية 1929م
الاحتفال بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لافتتاح أعمال الجمعية التأسيسية عام 1929م
أقيم في دمشق بمناسبة مرور عام على افتتاح أعمال الجمعية التأسيسية احتفالاً كبيراً في منزل توفيق القباني في التاسع من حزيران عام 1929م.
حضر الحفل رئيس وأعضاء الجمعية من نواب دمشق وعدد من الوزراء وفعاليات اقتصادية واجتماعية في المجتمع من دمشق.
كلمة أديب الصفدي
ألقى أديب الصفدي كلمة في الاحتفال قال فيها: (
أنا لا أعرض للسياسة منذ وجدت بوجود الفرنسويين في بلادنا ولا أتناول تاريخها وأدوارها فذلك أمر يطول، وإنما هناك لابد عنها.
حاربنا الترك لأجل استقلالنا وحريتنا، منحتنا أوربا العهود بالاستقلال، دخل الجيش الفرنسوي بلادنا متذرعاً بالسيف والمدفع، قامت الدول والحكومات على أساس تفكيك عرى الوطن، وتهديم قوة اتحاده.
قايسنا بين هذا وبين حقوقنا في الحياة، قارنا بين العهود التي أعطونا إياها، وبين السياسة التي جروا عليها حتى الساعة، فإذا أصول الاستعمار تنفذ تدريجياً.
دعونا لانتخاب مجلس تأسيسي يضع الدستور، فقلنا هذه الدعوة فاتحة خير، فوضع الدستور ينهي حالة الانتداب ويزيله من الوجود.
جرت الانتخابات، قامت الأمة مجتمعة بتأييد أحرارها والمخلصين من أبنائها، اجتمع المجلس التأسيسي ثم وضع الدستور، صدق عليه بصورة عامة.
جرينا هذا كله، ولكنهم وقفوا وقالوا أن لنا حقوقاً في البلاد، وإننا مقيدون بالتزامات دولية لا يسعنا نسيانها.
لأجل هذا اليوم الأغر ياساداتي لتقديس تلك الذكرى الخالدة في صفحات جهادنا الوطني المشرف، لتكريم إرادة الأمة التي تمثلت في إجتماع الجمعية التأسيسية لوضع الدستور والتي راعاها وتقيد بها نواب الجمعية التأسيسية طيلة اجتماع المجلس اجمعنا الساعة في هذه الدار نكرم هذه الذكرى ونشيد بما فعل النواب وما سجلوا من شرف للبلاد).
كلمة فوزي الغزي
ثم ألقى فوزي الغزي نائب رئيس الجمعية التأسيسية كلمة استعرض فيها الحركات الوطنية السورية في أدوارها المختلفة، قبل الحرب وأثنائها ثم ذكر التطورات التي طرأت عليها إبان الحكم الوطني في العهد الفيصلي ثم الاحتلال الفرنسي وتقسيم سورية إلى دويلات صغيرة.
وتحدث الغزي طويلاً عن الثورة ونتائجها وعن سياسة المسيو دوجوفنيل الإيجابية والعقبات التي وضعت في وجهه، واستطرد إلى ذكر قدوم المسيو بونسو ومتابعة للسياسة الإيجابية التي سنها سلفه وكان من نتائجها انتخاب الجمعية التأسيسية.
ثم تناول الغزي الجمعية التأسيسية وأعمالها ومساعها في تقوية سياسة التعاون وحسن التفاهم بين الفرنسيين والسوريين، وذكر الظورف التي أحاطت بتأجيلها مرة بعد مرة حتى أجلت إلى أجل غير مسمى بمناسبة تشدوها في المواد الست التي يطلب الفرنسون حذفها من صلب الدستور، وأخذ يشرح المواد الست شرحاص قاونياً والأسباب في تشدد الجمعية وأعمالا وانصافها كما يقتضيه العدل والحق).
فائز الخوري
ثم وقف فائز الخوري نائب دمشق وألقى كلمة حلل فيها الموقف السياسي بما يوافق ما جاء في خطاب فوزي الغزي.
كلمة ثابت القباني
وألقى ثابت القباني كلمة جاء فيها: (
في مثل هذا اليوم من العام الماضي كرمت الأمة نوابها قبل انعقاد المجلس التأسيسي ولكن القوة شاءت أن لا تنيلها ثمرة ما قدمته سورية في سبيل هذا الدستور المؤود من أرواح غالية وأموال وافرة فحالت بيننا وبين التمتع بحق طالما نشدناه وطالما عملنا في سبيله.
فلم نكد نفتح عيوننا على نور يوم 9 حزيران من عام 1928 حتى أطبقناها على يوم 11 آب من السنة الماضية.
فإذا بالآمال تحطم والحق ينزع من أصحابه فيخرج النواب من قاعة المجلس التأسيسي تقصيهم القوة عن إتمام واجبهم.
فتحييهم الأمة بقلوبها ودموعها لأنهم ابوا أن يتنازلوا عن الحق وسمت نفوسهم أن يسجلوا الاستسلام بأيديهم فصانوا حق الأمة من التسليم وأدوا إليها أمانتها سالمة كاملة وتركوا للقوة وحدها أن تصادر الحق من أصحابه ولكنها لن تستطيع أن تشتريه منهم لأن الأمة عرفت كيف تنتخب منها نواباً يبيعون أرواحهم رخيصة ولكنهم يضنون أن يساوموا على سيادتها وأمانيها.
فبأسم هذا اليوم أحيي القضية السورية والمجلس التأسيسي وأحيي الدستور الذي وضعه واحيي النواب المخلصين وأهتف بحياتهم وحياة رئيسهم الجليل هاشم بك الأتاسي وزعيمهم الكبير إبراهيم بك هنانو).
كلمة فخري البارودي
وقبل ختام الحفلة وقف فخري البارودي وألقى كلمة طلب فيها من الحضور، وكلهم من الشباب المتعلم والوجهاء وأصحاب الثروة في البلاد أن يساعدوا بكل قواهم المصنوعات وأن يستغنوا عن المصنوعات الأجنبية لإنماء ثروة البلاد وتعضيد نهضتها الاقتصادية.
وأكد البارودي أن في دمشق معامل تستطيع أن تخرج كل ما يحتاج إليه الإنسان من لباس وقال أن لباسه في تلك الحفلة من البذلة إلى البوط إلى القمصان الداخلية وخارجية إلى ربطة الرقبة كان وطنياً صرفاً.
انتهت الحفلة بالأناشيد الوطنية(1).
(1) صحيفة فلسطين- يافا، العدد الصادر يوم السبت الخامس عشر من حزيران عام 1929م.
صحيفة لسان الحال – بيروت، العدد 10564 الصادر يوم الأربعاء الثاني عشر من حزيران عام 1929م.
صحيفة لسان الحال – بيروت، العدد 10565 الصادر يوم الخميس الثالث عشر من حزيران عام 1929م.