الحاج بهجت سماقية (1886-1966
هو الحاج محمد بهجت بن مصطفى أفندي ابن عبد القادر أفندي ابن السيد علي جلبي ابن الحاج صالح جلبي ابن مصطفى جلبي سماقية.
أسرته:
ينتمي الحاج بهجت سماقية إلى إحدى عائلات حلب العريقة ذات النفوذ والمكانة. وكانت تعد إحدى العائلات الأكثر ثراء في المدينة في العهد العثماني المتأخر وما تلاه، وتنتمي إلى فئة التجار.
ولعل نسبهم يرجع للسادة الأشراف؛ إذ تورد الكتب السنوية لولاية حلب العثمانية (السالنامات) أسماءهم مقرونة بلقب (السيد).
والده:
هو السيد مصطفى أفندي سماقية زادة كبير آل سماقية وعمدتهم في العهد العثماني المتأخر، وأحد كبار تجار الغلال ومال القبان بحلب.
وتقديراً لمكانته البارزة الاجتماعية والاقتصادية تولى السيد مصطفى أفندي سماقية عدداً من المناصب الفخرية زمن العثمانيين، ومنها عضويته في كل من المجلس البلدي، وغرفة التجارة والزراعة والصناعة، ومجلس إدارة مشفى الغرباء الحميدي.
وأسس (شركة مصطفى سماقية وأولاده) ومقرها حلب، ولها فرعان في اسطنبول والاسكندرية.
وأنعم السلطان العثماني محمد الخامس (رشاد) عليه بميدالية الهلال الأحمر العثماني، تقديراً لدوره الإنساني والخيري وتضامنه مع الفئات المعوزة.
توفي السيد مصطفى أفندي سماقية بحلب في العام 1915.
ولد الحاج بهجت سماقية في حلب في العام 1886، بها تعلم وأنهى تحصيله العلمي في المكتب السلطاني (ثانوية المأمون)، والتحق بعمل والده التجاري.
وعند وفاة السيد مصطفى أفندي سماقية في العام 1915 تولى محمد بهجت الذي لم يكن أكبر أنجاله إدارة شركة (مصطفى سماقية وأولاده)، وذلك لما عرف عنه من المهارة في العمل التجاري إلى جانب إجادته للتركية وإلمامه بالفرنسية، فأرسل كلاً من شقيقه الأكبر محمد نجيب إلى الاسكندرية لإدارة فرع الشركة فيها، وشقيقه الأصغر محمد طاهر لإدارة فرعها باستانبول.
وفي أعقاب الحرب العالمية الأولى تمت تصفية فرع الشركة باستانبول، فتسلم طاهر إدارة فرع الاسكندرية فيما عاد نجيب إلى حلب.
كانت التجارة في تلك الفترة في أوجها، وازدادت أهمية فرع الإسكندرية التي كانت مركزاً مهماً لشحن البضائع وصلة وصل بين الشرق والغرب. وكانت “وكالة” آل سماقية الكائنة في شارع الميدان بالإسكندرية ضخمة وتتسع لكثير من البضائع الاستهلاكية لتخزينها قبل شحنها.
وفي العام 1920 سافر بهجت إلى الإسكندرية وعاد شقيقه طاهر إلى حلب. وما لبث أن ازداد حجم تجارته بالإسكندرية بدرجة كبيرة، فقرر الإقامة فيها نهائياً وأرسل إلى عائلته لتلحق به.
عمد بهجت لاحقاً إلى تطوير نشاطه الاقتصادي فأسس (المصنع الاسكندرى لنسج الحرير الصناعى والطبيعى) وكان من أضخم مصانع الغزل والنسيج بمصر منذ العشرينيات من القرن المنصرم، كما أسس (شركة سماقية الصناعية للغزل والنسيج).
✿✦ﻭبعد رحلة كفاح ومثابرة أصبح الحاج بهجت سماقية الحلبي الأصل والمولد والنشأة واحداً من كبار رجال التجارة والصناعة والاقتصاد في مصر.
وفي الأربعينيات من القرن المنصرم قام أنجاله بتوسيع نشاط الأسرة الصناعي والاستثماري عبر تأسيسهم (الشركة المتحدة للغزل والنسيج) بالإسكندرية التي كانت جنباً إلى جنب مع (شركة سماقية الصناعية للغزل والنسيج) من أضخم الشركات المتخصصة بتصنيع وتسويق وتجارة غزل ونسيج القطن والصوف والحرير والكتان في مصر.
✿✦ولكن مصانعه ومصانع أنجاله وشركاتهم شملها التأميم والمصادرة بموجب قوانين التأميم والقوانين الاشتراكية التي أصدرها عبد الناصر في العام 1961.
زواجه وأولاده:
كان الحاج محمد بهجت سماقية قد تزوج في العام 1910 من السيدة حنيفة خانم الملاح (1892-1956) كريمة رجل الدولة والزعيم السياسي السوري الشهير مرعي باشا الملاح، وأنجبا كلاً من:
زاهد، والحقوقي محمد غالب (مدير المبيعات لدى الشركة المتحدة للغزل والنسيج بالإسكندرية العائدة لأسرته)، والمهندس مصطفي كامل (مؤسس الشركة المتحدة للغزل والنسيج وعضو مجلس إدارة غرفة صناعة الإسكندرية في العهد الملكي ومرحلة ما قبل التأميم)، والاقتصادي محمد أسعد (كان المدير الإداري لدى الشركة المتحدة للغزل والنسيج)، وأحمد فؤاد، والاقتصادي عبد الرحمن، والمهندس حسين عوني المقيم حالياً في الولايات المتحدة الأمريكية، والسيدة أمينه، والسيدة زينب سماقية.
توفي الحاج بهجت سماقية بالإسكندرية في العام 1966(1).
(1) عمرو عبد الإله مرعي الملاح، الموسوعة التاريخية لأعلام حلب.