من الصحافة
صحيفة 1929 – مشروع إسكان الأرمن في سورية
تناولت تقارير إعلامية قضية إسكان الأرمن في سورية. صحيفة الجامعة العربية نشرت خبراً حول الأرمن في سورية وإسكانهم في سورية في العدد الصادر في الثامن والعشرين من آذار عام 1929م.
عنوان الخبر:
مشروع إسكان الأرمن في سورية
نص الخبر:
يظهر أن المسألة الأرمنية التي خبت نارها على اثر احتجاجات الشعب السوري على جعل بلاده مأوى لكل من ترفضهم الدول قد عادت إلى الظهور أخيراً. وقد ذكرت جريدة القبس الغراء أن مندوب الجمعية الدولية مع مندوبي الأرمن وبعض رجال المفوضية قد بتوا في مسألة إسكان هذا الجمع الحشيد من الأرمن.
وقد رأينا أن نلخص عن وصيفتنا “القبس” تاريخ هذه الحركة أو بالأحرى تاريخ هذا الفتح الذي تهتم له جمعية الأمم:
كانت الحكومات البلقانية، بالنظر لوجود عدد كبير من المهاجرين إليها الذين قدموا من تركيا، قد أخطرت الأرمن بوجوب مغادرة بلادها. وقد اهتمت جمعية الأمم، وهي نصيرة الأقليات، لهذا الأخطار، وتدخلت طالبة تأجيل تنفيذه وانتدبت بعثة لتنتقي للأرمن المقر اللازم لاسكانهم.
فكان مما قررته إسكان مايتي ألف أرمني في سورية. وقد نقلت الصحف السورية هذا الخبر وحملت حملة شديدة على جمعية الأمم فاضطرت المفوضية العليا أن تكذب هذه الإشاعة وأن تهدئ ثائر السوريين.
ولكن الأرمن خافوا أن تنفذ الحكومات البلقانية قرارها فيتشتتوا في بقاع الأرض وهذا أمر يخالف منهاجهم السياسي الذي يرمي إلى إبقاء الأرمن في الشرق ليؤلفوا كتلة قوية في بوسطن ووضعوا سلسلة مقررات لإسكان الأرمن في سورية وأوفدوا واهان يابازيان ليفاوض السلطة الفرنسية وجمعية الأمم.
واجتمع هذا بالنائب الأرمني موسيس وأخذا يدرسان مشروع انتقاء الأراضي اللازمة للأرمن. ولكن هذين الرجلين عمدل لتجهيز وجهة عدائية لأهل البلاد فأوقف وأهان المذكور بمادة تدبير المؤامرة التي قتل فيها الزعيم الأرمني سركيس قادريان زعيم حزب “الهشناق”.
والذي يدور على الألسن أن جمعية الأمم بالاتفاق مع جمعية الصليب الأحمر خصصت في موازنتها مبلغ نصف مليون فرنك ذهباً لشراء الأراضي اللازمة للأرمن، وخصصت ماية ألف فرنك أخرى لنقل الأرمن وهي تؤمل أن تقدم المفوضية العليا والحكومتان السورية واللبنانية مبلغ نصف مليون فرنك أيضاً. وقد أتى أخيراً الضبابط السويدي فيفرسن منتدباً من قبل جمعية الأمم لإحياء هذه القضية.
نقول ولا نعلم كيف يبت في إسكان شعب غريب عن سوريا، وتحدد الأراضي لإقامته وأهل البلاد الأصليون غير معترفين بذلك. فلا الحكومة اشتركت في أساس هذا المشروع، ولا نواب البلاد استشيروا فيه، فكأن سورية أصبحت ملكاً لجمعة الأمم. وإذا كانت جمعية الأمم شفوفة بخدمة الإنسانية إلى هذا الحد، فلم لا تتبرع الدول الداخلة فيها باقطاع الأرمن أراضي في بلادها. بل لماذا ترفض فرنسا نفسها إسكان الأرمن في بلادها وتسخو عليها من بلادنا.