وثائق سوريا
كلمة هاشم الأتاسي بمناسبة انتخابه رئيساً للمجلس التأسيسي عام 1928
كلمة هاشم الأتاسي عند انتخابه رئيساً للمجلس التأسيسي عام 1928
افتُتح المجلس التأسيسي في التاسع من حزيران عام 1928 بحضور المفوض السامي الفرنسي هنري بونسو والذي ألقى كلمة قبل أن يعلن تاج الدين الحسني رئيس الوزراء افتتاح أعمال الجمعية التأسيسية.
في الجلسة الأولى انتخب المجلس هاشم الأتاسي رئيساً له، وبعدها وقف الأتاسي وألقى الكلمة التالية:
“إن لساني لعاجز عن إبداء الشكر لحضراتكم على هذه الثقة التي أوليتموني إياها بانتخابي رئيساً لهذا المجلس التأسيسي الذي اجتمع لسن دستور البلاد، ووضع حجر الزاوية في بنيان استقلالها وحريتها.
وإني لأرجو من الله أن يوفقني لتحقيق ثقتكم، فأقوم بأعباء الرئاسة حسب رغائبكم وبكل محبة وإخلاص. وترونني الآن معتبطاً لحلول الساعة الملائمة لاجتماع هذه الجمعية التأسيسية وتحقيق أول مطلب من مطالب هذه الأمة العزيزة، بفضل جهودها المبرورة، وبواسطة سياسة التعاون النزيه التي بدأت تظهر آثارها منذ اليوم.
ولقد دلت هذه الكلمة الموجزة، التي ألقاها فخامة ممثل فرنسا في مقدمة هذا الاجتماع على رغبته الأكيدة في متابعة خطواته والمثابرة على سياسة التعاون النزيه، الذي يضمن حقوق الفريقين ومنافعهما المتبادلة فاستحق الشكر.
وجاء تصريح فخامة رئيس الوزراء مؤيداً للحرية المطلقة الموعودة لهذه الجمعية التأسيسية في وضع الدستور فاستحق الثناء.
إن هذه الخطوة الأولى في سبيل تحقيق أماني البلاد، نؤمل أن تعقبها خطوات أخرى تنسينا مضض الماضي، وتفتح أمامنا أبواب عهد جديد حافل بالمسرات، محقق لرغائب الأمة ومطالبها.
وإننا على يقين بأن جميع أعمال هذا المجلس التاريخي ستكون مشبعة بروح الحكمة والرزانة، فتكفل للأمة العزيزة حياة سعيدة ورقياً سريعاً.
سدد الله خطواتنا ووفقنا إلى الخير ومافيه الصواب”.