من الصحافة
صحيفة 1927 – صداقة الإنكليز والدروز
تبدل الموقف البريطاني من الأهالي في السويداء، وفي عام 1927 لم يقف موقف المتفرج بل ساهم في التضييق على الثوار.
صحيفة الجامعة العربية نشرت خبراً عن هذا الموقف في الحادي عشر من تموز عام 1927م.
عنوان الخبر:
صداقة الإنكليز والدروز
نص الخبر:
(عرف الشعب الدرزي الباسل من زمن بعيد بأنه صديق لبريطانيا العظمى، وأن الإنكليز يرعون تلك الصداقة ويحفظون عهدها، وأنهم يأخذون بيد الدروز في كل مأزق. وكان إذا مر الإنكليزي بأية قرية درزية في جبل حوران أو لبنان استقبله أهلها بالترحيب والكرم المعروف عنهم واحتفظوا به كما يحتفلون بأكبر زعمائهم.
ولما اشتعلت الثورة السورية كانت آمال الدروز بعطف الإنكليز لا حد لها، ولكن الإنكليز حافظوا في أول الأمر على الحياد التام فلم يعتب عليهم أحد لأن لهم من المصالح والصلات مع فرنسة ما يبرر موقفهم.
ولكن في الزمن الأخير حين شعروا بضعف الثورة – والإنكليز دائماً لا يعطفون إلا على الأقوياء ولايمقتون مثل الضعف- تركوا ذلك الحياد وقاموا يساعدون الأفرنسيين على أصدقائهم الدروز مساعدة كلية إذ أعلنوا الأحكام العرفية في منطقة الأزرق وأخرجوا الثوار منها، ومنعوهم الماء. ولما حاول بعضهم الوصول إليه في تلك الصحراء المحرقة، هاجمهم الإنكليز وقبضوا على نحو خمسين منهم وألقوهم في سجن عمان بينهم علي بك الأطرش شقيق سلطان باشا وهايل الأطرش.
وقد علمنا من مصادر موثوق بها جداً أن ثلاثة رجال منهم أو أربعة ماتوا عطشاً، وأن كثيراً من خيولهم نفقت من الظمأ، وأن بعض الثوار اضطروا لشرب بول خيولهم وبعضهم اقتحم الماء في الأزرق فتلقاهم الإنكليز وأسروهم وأخذوا خيولهم وأسلحتهم، وألقوهم في السجون، ثم رجعوا يضيقون على العائلات الموجودة في الأزرق.
ثم صاروا يحضونها على الاستسلام للفرنسويين الذين أرسلوا مدير استخباراتهم “أرنو” مع عدد من الموظفين ليتعاونوا مع الإنكليز لحمل الدروز على الاستسلام بجميع الوسائل، فأمر الإنكليز صاحب المطحنة الوحيدة في الازرق أن يعطلها وينقلها.
ولما ضاق الدروز ذرعاً رحلوا إلى “العمري” فأنذرهم الإنكليز بأنه من أراضي شرق الأردن، وأنهم لا يسمحون لهم بالإقامة، فقالوا إذن نرحل إلى “الهزيم” فهددوهم بأنهم يطردونهم منه لأنه داخل في حدودهم وضيقوا عليهم الأرض بما رحبت.
فهذه الصداقة الإنكليزية ستكون مضرب المثل عند الدروز إلى يوم يبعثون، هذه الصداقة العجيبة الغريبة أغاذنا الله منها، ووقانا خبرها وشرها).