كلمة الشيخ تاج الدين الحسني رئيس مجلس الوزراء في افتتاح الجمعية التأسيسية في التاسع من حزيران عام 1928م.
نص الكلمة:
(ساداتي وزملائي الكرام
لا أستطيع أن أصف لكم مبلغ سروري لوقوفي في هذا اليوم التاريخي محيياً أول مجلس تأسيسي مهد إليه بوضع الأسس التي سيشاد عليها البنيان السوري العتيد فمجلس كمجلسكم الموقر ضم إليه نخبة من أهل الفضل والعلم والوطنية الحقة جدير بأن يقوم بهذه الأمة التاريخية التي مازال الشعب السوري الكريم يلهف في تحقيقها منذ آمد بعيد.
ساداتي لست بحاجة لاستعراض الحوادث والأدوار المختلفة لأن كلنا عرفناها واتصلنا بها اتصالاً وثيقاً يغنينا عن الرجوع إليه، وأما وقد أخذت الغيوم المتلبدة بالإنقشاع ودخلنا في تطور جديد فقد وجب علينا أن نتناسى الحوادث الماضية ونمضي في طريقنا الجديد متكلين على جهودنا مسترشدين بوحي عقولنا وضمائرنا بحيث لا نترك لسلطان الهوس علينا من تأثير، ومتى عالجنا مشاكلنا بالتؤودة والحكمة وحسن النية فالنجاح حليفنا بعون الله.
ومما يقوي إيماني بحسن الخاتمة ما نراه من عطف الدولة الأفرنسية الحرة نحو وطننا العزيز وما اجتماع هذا المجلس التأسيسي المحترم إلا دليل واضح على سياسة التفاهم والتعاون النزيه بين الأمتين.
وبراً بالوعود المقطوعة أيها السادة ونفياً لكل إشاعة أرى من واجبي أن أعلن أن ليس هنالك دستور مفروض بل إن مجلسكم المحترم هو الذي سيضع دستور البلاد الكافل لسيادتها الوطنية بملء حريته الكاملة وإنني أؤكد لحضراتكم إني مستعد لتقديم كل مساعدة في سبيل تسهيل مهمتكم الخطيرة مقدراً منذ الساعة عظيم جهودكم وحسن نواياكم.
وفي الختام أعلن من على هذا المنبر افتتاح المجلس التأسيسي الكريم راجياً لكم النجاح الكامل والسلام).
