You dont have javascript enabled! Please enable it!
محافظة الرقة

الأمثال الشعبية في الرقة

الأمثال الشعبية في الرقة:

 «الأمثال الشعبية الرقيَّة، أكثر من أن تحصى، وقد قمت شخصياً بعملية مسح تراثي، تمكنت خلالها من تدوين أكثر من عشرة آلاف مثل:

يمتاز أهل “الرقة” بالإكثار من الاستشهاد بالأمثال الشعبية خلال أحاديثهم، وهناك أمثال رقيَّة كانت في الأساس حكايات، ثم أصبحت بعد ذلك أمثالاً، وتتصف هذه الحكايات، ككل الحكايات الشعبية، باللامعقولية، على الرغم من تأكيد كبار السن وقوع الحدث عند روايته.

من هذه الأمثال الشعبية:


بسوس القائم مقام

الدعور تخلف دعور 

أيا مهروم ثاري هالزيارة مي لله بالله.

الغايب حجته معاه.

بس يجي التوت بقول للخس موت

اتق شر من أحسنت اليه

علمناه ع الشحاذة سبقنا ع الابواب

الحق البوم يدلك ع الخراب

جرح مسيلم.


 درب سعيِّد درب أخوه :

وأساس هذا المثل، حكاية تقول: إن أربعين عبداً أسود من أمٍ واحدة وأب واحدٍ، ذهبوا ذات يومٍ إلى البادية، وكان الفصل شتاءً، وعندما ارتفعت الشمس في كبد السماء، واشتدت حرارتها، بدأت الأرض الممطورة في اليوم السابق، بالتبخر بفعل حرارة الشمس، وخلال سيرهم في البادية، شاهدوا موضعاً من الأرض يخرج منه بخارٌ كثيفٌ، اتجهوا إليه، وعندما وصلوا ذلك الموقع، اعتقدوا أن في هذا الموضع قِدْراً يغلي بالطعام، لذا فإن البخار يتصاعد منه بكثافةٍ، ولكنه كان في الحقيقة، بئراً عميقاً.

ثم اتفقوا بعد نقاش طويل، على أن ينزل أحدهم إلى القدر ليستكشف نوع الطعام، فنزل أولهم ولم يعد، فقال بعضهم للبعض الآخر: لابدَّ أنه وجد طعاماً لذيذاً شهياً وبقي هناك، فنزل الثاني والثالث والرابع وهكذا، حتى لم يبقَ من الأربعين إلا واحداً، هو أصغرهم وكان اسمه “سعيِّد”.

وقف “سعيِّد” محتاراً، ماذا يفعل؟ هل يلحق بإخوته، وقد دخل الشك إلى قلبه؟ أم يعود من حيث أتى؟ وماذا يقول لأهله إذا عاد؟ كما أن الخوف قد دخل إلى قلبه، فالبادية واسعة شاسعة، والطريق طويل موحش مقفر، والليل قد أرخى سدوله، وطافت في نفسه الخيالات والأوهام، وأخيراً تخلص منها بقوله: «درب “سعيِّد” درب أخوه»، ثم ألقى بنفسه في البئر ولم يعد.

ويضرب هذا المثل، ليبيِّنَ أن طريق الفشل واضح بيِّن، وأن الفاشل لابدَّ أن يسلك هذا الطريق.


 ما روح لو يوذن :

حيث يُقال: أنه كان في عصرٍ من العصور الماضية، والٍ شديد الوطأة، قوي البطش، وبينما كانت عساكر الوالي تطوِّق شوارع المدينة ليلاً، اقتحم بعض الجند منزل امرأةٍ كانت تعيش لوحدها، وذلك بقصد الاعتداء عليها واغتصابها، عندها بدأت المرأة الصراخ، طالبة العون والنجدة من جارها، ولم يتمكن هذا الجار من مساعدتها ودفع الأذى عنها، بسبب فقره وشيخوخته، ففكر بطريقة ينقذ بها المرأة من شر المعتدين.ثم أسرع إلى قصر الحاكم،.وطلب من الحراس السماح له بمقابلة الحاكم لأمر هام، لكنهم طردوه شر طردة، حفاظاً على راحة الحاكم، وعدم إزعاجه في نومه، سيما وأن الوقت قد تجاوز منتصف الليل، وطلبوا من الشيخ العودة صباحاً، والأمر لا يحتمل الانتظار! وبدأ يفكر بطريقة جديدة، يصل بها إلى مقابلة الحاكم في مثل هذا الوقت من الليل، وهداه تفكيره إلى حيلة طريفة.

ذهب مسرعاً إلى المسجد الجامع، فصعد المئذنة، ورفع صوته عالياً بالأذان، ولم يكن الوقت وقت صلاة، سمع سكان المدينة، كما سمع الحاكم، فهبوا مذعورين، متعجبين، متسائلين عما حدث.

أما ما كان من أمر الحاكم، فقد أمر بإحضار هذا المجنون، المتلاعب بشعائر الدين، حالاً وبدون تأخير، للمثول بين يديه، وبالفعل فقد أحضر الجند الشيخ دون إبطاء، ولما مثل بين يدي الحاكم، قال الحاكم وقد بدت على وجهه علائم الغضب الشديد: أمرك عجيب أيها الشيخ! لماذا تؤذن في هذا الوقت المتأخر من الليل؟ والوقت ليس وقت صلاة، فقال الشيخ: مولاي، إن هناك أمراً مهماً، أردت عرضه عليك في هذا الوقت المتأخر من الليل، ولكن الحرس منعوني من مقابلتك، فما وجدت طريقة أصل بها إليك إلا ما فعلته، فقال الوالي: ويحك، تكلم ما هو هذا الأمر الهام، قال الشيخ: لقد اقتحم بعض جندك منزل امرأة وحيدة، قصد الاعتداء على شرفها، فأرسل الحاكم بعد ذلك رئيس حرسه مع بعض الجند برفقة الشيخ، الذي دلَّهم على المنزل، فاعتقلوا المعتدين وأنقذوا المرأة، وعاد الشيخ إلى قصر الحاكم، ولما مثل بين يديه، شكره واستأذنه بالانصراف، ولكن الحاكم استمهله، وقال له: أيها الشيخ لقد عينتك منذ اليوم مؤذناً، وأفوضك تفويضاً كاملاً بالأذان، وفي أي وقت تشاء، وخارج أوقات الصلاة، إذا علمت أو سمعت أن أمراً هاماً قد حدث، ثم أصدر الحاكم بعد ذلك أمراً شدد فيه على الناس بوجوب الخروج سراعاً حال سماعهم الأذان خارج أوقات الصلاة والاجتماع في باحة المسجد.

وقد اعتاد الناس منذ ذلك اليوم، الهرولة إلى باحة المسجد عند سماع أذان الشيخ خارج أوقات الصلاة، خوفاًً من عقوبة تفرض بحق المتخلف عن الحضور، وصارت الحادثة مثلاً يضرب عادةً، عند رفض أمر وعدم الاستجابة له، أيَّاً كانت صفة مُصدره وبطشه، مع الاستعداد لتحمل كافة النتائج مهما كانت.


  أعزب الحاج عبو :

قدم  التاجر ( حاج عبو ) من مدينة ( بره جيك ) إلى ( الرقة ) واستقر بها ، وذلك حوالي عام 1875م  ، وعمل في التجارة ، كما أصبح من كبار ملاكي العقارات في الرقة ، والأراضي الزراعية الشاسعة ، وأصبح من كبار وجهاء الرقة . وأسرته من الأسر الكريمة المعروفة في الرقة وريفها . ومن أولاده ( سيد أحمد ) وكان من وجهاء الرقة المعروفين ، وأصبح رئيسا لبلدية الرقة فترة قصيرة من الزمن .

كان من عادة أهل الرقة حتى الفقراء منهم استخدام رجل كخادم ، وكانوا يطلقون عليه اسم ( أعزب ) ، لأنه في الغالب يكون رجلا غير متزوج ، وكان عمله بسيطا ، يقتصر على قطع الأخشاب وجلبها للمنزل ، وبعض الأعمال البسيطة الأخرى .

شعر ( سيد أحمد  ) بحسه التجاري أن هذه الأعمال البسيطة ستجعل من هذا ( الأعزب ) شخصا كسولا ، وفكر بطريقة تبقيه نشيطا . فكان في عصر كل يوم  يجلس في منزله الواسع جدا ( الحوش ) ومعه ( الأعزب ) ، وغربالا كبيرا ، يجلس  ويدحرج الغربال إلى مسافة بعيدة ، ومن ثم يطلب من ( الأعزب ) أن يركض بسرعة ويحضر الغربال ، ويكرر هذا العمل عدة مرات في اليوم . كما يكرره كل يوم .

انتشر الخبر بين أهل الرقة ، وأصبح هذا الفعل مثلا شعبيا ( أعزب الحاج عبو )  نسبة للأسرة علما أن من قام بالفعل ( سيد أحمد ) يطلق على العمل الكثير الذي لافائدة منه .

رحم الله ( سيد أحمد )  فقد دعا إلى الرياضة وعدم الكسل.

المراجع والهوامش:

(1). عبد الكريم الأسعد، موقع التاريخ السوري المعاصر

(2). حمصي فرحان الحمادة - التاريخ السوري المعاصر 11.02.2025

(3). حمصي فرحان الحمادة - التاريخ السوري المعاصر 11.02.2025

(4). حمصي فرحان الحمادة - التاريخ السوري المعاصر 11.02.2025



 أحداث التاريخ السوري بحسب السنوات


سورية 1900 سورية 1901 سورية 1902 سورية 1903 سورية 1904
سورية 1905 سورية 1906 سورية 1907 سورية 1908 سورية 1909
سورية 1910 سورية 1911 سورية 1912 سورية 1913 سورية 1914
سورية 1915 سورية 1916 سورية 1917 سورية 1918 سورية 1919
سورية 1920 سورية 1921 سورية 1922 سورية 1923 سورية 1924
سورية 1925 سورية 1926 سورية 1927 سورية 1928 سورية 1929
سورية 1930 سورية 1931 سورية 1932 سورية 1933 سورية 1934
سورية 1935 سورية 1936 سورية 1937 سورية 1938 سورية 1939
سورية 1940 سورية 1941 سورية 1942 سورية 1943 سورية 1944
سورية 1945 سورية 1946 سورية 1947 سورية 1948 سورية 1949
سورية 1950 سورية 1951 سورية 1952 سورية 1953 سورية 1954
سورية 1955 سورية 1956 سورية 1957 سورية 1958 سورية 1959
سورية 1960 سورية 1961 سورية 1962 سورية 1963 سورية 1964
سورية 1965 سورية 1966 سورية 1967 سورية 1968 سورية 1969
سورية 1970 سورية 1971 سورية 1972 سورية 1973 سورية 1974
سورية 1975 سورية 1976 سورية 1977 سورية 1978 سورية 1979
سورية 1980 سورية 1981 سورية 1982 سورية 1983 سورية 1984
سورية 1985 سورية 1986 سورية 1987 سورية 1988 سورية 1989
سورية 1990 سورية 1991 سورية 1992 سورية 1993 سورية 1994
سورية 1995 سورية 1996 سورية 1997 سورية 1998 سورية 1999
سورية2000

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
error: <b>تنبيه: </b>عذراً... لا يمكنك نسخ محتوى الموقع.!!