من الصحافة
من صحف 1986- إرغام طائرة تُقل عبد الله الأحمر على الهبوط في إسرائيل
في الرابع من شباط عام 1986 اختطفت إسرائيل طائرة ليبية تُقل وفداً رسمياً سورياً برئاسة عبد الله الأحمر على الهبوط في شمالي إسرائيل.
صحيف الأنوار نشرت خبراً عن حادثة الاختطاف في العدد الصادر في الخامس من شباط عام 1986م.
عنوان الخبر:
لخطف حبش وقادة فلسطينيين آخرين
إسرائيل أرغمَت طائرة تُقل الأحمر على الهبوط في أراضيها.. ثم أطلقتها
سوريا طلبت اجتماعاً طارئاً لمجلس الأمن
نص الخبر:
(بدت منطقة الشرق الأوسط، على حافة مواجهة لا يمكن التكهن بالمدى الذي ستبلغه.
عندما أقدمت إسرائيل على تحويل مجرى طائرة ليبية كانت تقل السيد عبد الله الأحمر الرجل الثاني في قيادة حزب البعث الاشتراكي بعد الرئيس حافظ الأسد وأرغمتها على الهبوط في شمالي إسرائيل.
وقد اعترضت طائرة إسرائيلية الطائرة الليبية فوق البحر الأبيض المتوسط على اعتقاد منها أنها تقل عدداً من المسؤولين الفلسطينيين وبينهم الدكتور جورج حبش الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والسيد أحمد جبريل الأمين العام للجبهة الشعبية – القيادة العامة..
لكن بعد شيوع أنباء الحادثة، ظهر الدكتور حبش في ليبيا. واتهم إسرائيل بالإرهاب. وقال أنها ليست المرة الأولى التي تحاول فيها خطفه منذ العام 1973. وأكد أنه لا يوجد أي مسؤول فلسطيني على الطائرة المختطفة.
وتردد أن على متن الطائرة ثلاثة لبنانيين هم السادة: رياض رعد “الحزب التقدمي الاشتراكي” وعمر حرب الأمين العام للتنظيم الناصري الاشتراكي في بيروت والسيد سهيل حماده أحمد قياديي الحزب العربي الديمقراطي. وكانوا في ليبيا لكن الخبر لم يتأكد.
وقد تراجعت إسرائيل عن خطوتها هذه، وقال مسؤولون عسكريون إسرائيليون ان إسرائيل أفرجت مساء أمس عن الطائرة الليبية التي أجبرتها على الهبوط في قاعدة جوية في شمالي إسرائيل لتفتيشها بحثاً عن فدائيين فلسطينيين، لكنها لم تجد أحداً.
أضاف بعد تفتيش دقيق سمح للطائرة ولاثني عشر راكباً الذي كانوا على متنها بمواصلة الرحلة من ليبيا إلى سوريا.
وقال مسؤول إسرائيلي كبير “كنا نأمل باقتناص صيد ثمين. غير أننا لم نفز به..
وسئل وزير الخارجية الإسرائيلي مساء أمس عما إذا كان “أبو نضال” على متن الطائرة فرد قائلاً: “لا يبدو ذلك”.
وأعلن السيد عبد الله الأحمر في تصريح أذاعه راديو دمشق ليلة أمس بعد وصوله إلى بلاده أن سوريا تستطيع من جهتها أن تغلق البحر على كل طائرة مدنية تتجه إلى إسرائيل.
وأنه لن تلجأ إلى استخدام مثل هذه الأساليب. وستدرس الطرق المناسبة ووصف الأحمر العملية بأنها قرصنة إرهابية جديدة تقوم بها إسرائيل التي لن تخجل من الادعاء بمحاربة الإرهاب وهي تمارسه علناً وفي أكثر من مكان في العالم.
أما نائب الرئيس السوري عبد الحليم خدام فقد قال: أن العملية الإرهابية لإسرائيل وتصميمها على ممارسة سياستها العدوانية والمتغطرسة ضد العرب. ولا يمكن أن يمر هذا العدوان من دون أن يلاقي المعتدي الرد الملائم.
وأهاب خدام بالرأي العام العلمي والمؤسسات الدولية تدراك خطورة هذه السياسة العدوانية والإرهابية واتخاذ العقوبات لردع المعتدي كما قال:
أما العماد حكمت الشهابي رئيس الأركان فقد أعلن أن بلاده سترد على هذه الجريمة وستلقن الذي اقترفها درساً لن ينسى. وستختار الأسلوب والمكان والزماان المناسب لذلك.
وقالت الوكالة العربية السورية للأنباء أن سوريا ستدعو إلى اجتماع طارئ لمجلس الأمن بسبب اعتراض طائرات إسرائيلية لطائرة ليبية.
وقد استدعى وزير الخارجية السوري فاروق الشرع سفراء الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن لمناقشة الموضوع.
وأضافت الوكالة قولها أن سوريا ستدعو إلى اجتماع طارئ للمجلس لمناقشة هذه الواقعة الخطيرة وأنها ترغب في أن يتخذ المجلس إجراءات فعالة لإنهاء أعمال القرصنة والإرهاب التي تمارسها إسرائيل.
وقالت الوكالة أن الطائرة الليبية كانت تقل الأمين العام المساعد لحزب البعث الحاكم في سوريا عبد الله الأحمر والوفد المرافق له عندما اعترضت بالقرب من قبرص.
وقال السيد الشرع في رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة هابيبر بيريس دي كويار أن عملية الاعتراض تعد انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والاتفاقات الدولية التي تضمن حرية وسلامة الملاحة الجوية.
وأضاف قوله أريد أن أوجه نظركم إلى خطورة هذه الواقعة الإرهابية على سلامة وأمن الطيران المدني في سوريا والمجال الجوي الدولي وإلى عواقبها الخطيرة.
ومضى يقول أنني أطالب باتخاذ إجراءات فورية للتحقيق في الأمر وأخطار رئيس وأعضاء مجلس الأمن بالواقعة).