أحداث
مؤتمر الحزب الشيوعي السوري الرابع عام 1974
عقد في دمشق في السادس والعشرين وحتى الثامن والعشرين من أيلول عام 1974 المؤتمر الرابع للحزب الشيوعي السوري، وذلك في الذكرى السنوية الخمسين لتأسيس الحزب الشيوعي السوري.
وجهت إلى أربعين حزباً التحية للمؤتمر بينهم الحزب الشيوعي الإسرائيلي.
افتتح المؤتمر بالنشيد الأممي وبدقيقة صمت إجلالاً لذكرى شهداء الحرب والوطن والحركة الشيوعية العالمية.
ثم انتخب الأعضاء رئيساً للمؤتمر.
وبعد انتخاب رئيس المؤتمر أقر جدول أعماله الذي تضمن:
- إقرار بيان اللجنة المركزية.
- إقرار برنامج الحزب.
- انتخاب هيئات الحزب القيادية.
وأقر المؤتمر بالاجماع تقرير اللجنة المركزية الذي قدمه الأمين العام للحزب خالد بكداش، والذي عرض مواقف الحزب الأساسية من أهم الأحداث التي جرت ما بين مؤتمرين، كالموقف من إنقلاب حافظ الأسد عام 1970م، ومن الجبهة الوطنية التقدمية، ومن مجمل قضية التعاون مع حزب البعث العربي الاشتراكي، ومن الدستور وانتخاب مجلس الشعب ومن حرب تشرين.
كما عالج خالد بكداش في تقريره عدداً من القضايا السياسية والاقتصادية وبعض القضايا النظرية الهامة المتعلقة بآفاق التطور الإجتماعي والسياسي.
وأقر المؤتمر برنامج الحزب، بعد مناقشات قدمت خلالها أكثر من خمسمائة ملاحظة أقر المؤتمر أكثر من نصفها، ودخلت في صلب برنامجه.
وحلل البرنامج وضع القوى الطبقية في البلاد، وعالج قضايا تطور الزراعة والصناعة والتجارة، وأكد على ضرورة تعزيز دور القطاع العام، وحدد البرنامج مواقف الحزب من قضايا الوحدة العربية وحركة التحرر العربية والقضية الفلسطينية وشرح الوضع الدولي.
وقدم البرنامج لمحة موجزة عن تاريخ الحزب الشيوعي السوري.
وأوصى المؤتمر الرابع للحرب الشيوعي السوري بأن تتحول الاحتفالات بالذكرى الخمسين في أواخر تشرين أول عام 1974 إلى حملة توضح تاريخ الحزب الطويل، وأن تساعد هذه الاحتفالات على تحسين الحياة الداخلية للحزب حسب مبادئ المركزية الديمقراطية، وتقوية روح الطاعة الحديدية وتعزيز العمل الجماعي وتطوير الصلة بالجماهير.
قرارات المؤتمر:
اتخذ المؤتمر عدداً من القرارات حول الذكرى الأولى لحرب تشرين الوطنية، وتأييد عقد مؤتمر عالمي للأحزاب الشيوعية والعمالية، ووجه المؤتمر تحية للحزب الشيوعي السوفيتي على مواقف الدعم المختلفة التي يقدمها لسورية.
كما اتخذ قرارات أعلن فيها تضامنه مع مناضلي ومعتقلي الضفة الغربية وغزة ومع الشيوعيين والديمقراطيين في تشيلي وأورغواي، وأعلن تضامنه مع الشعب القبرصي ضد مؤتمرات الإمبريالية والأميركية.
واعتبر المؤتمر أن حرب تشرين تمثل مرحلة جديدة وانعطافاً كبيراً على طريق النضال التحرري العادل.
وأكد المؤتمر الرابع أن السياسة القائمة على النضال من أجل عقد مؤتمر جنيف إلى جنب الاستعداد لرد كل عدوان إسرائيلي محتمل وإحباط كل تآمر امبريالي أميركي هي سياسة حكيمة من الضروري دعمها ومتابعتها بحزم.
ورأى المؤتمر أن نجاح العرب في معركتهم ضد الاستعمار والصهيونية يستند إلى أسس لابد منها، وهي:
1- إتباع سياسة حازمة ضد الإمبريالية الأميركية وغيرها المتضامنة مع إسرائيل.
2- توطيد الصداقة والتعاون بين سوريا وسائر البلدان العربية وبين الإتحاد السوفيتي والمعسكر الاشتراكي.
3- السعي الحثيث لعقد مؤتمر جنيف.
4- مكافحة الدعاية الصهيونية بمختلف الوسائل.
وفي المجالين العربي والداخلي:
1- إقامة تعاون متين بين الدول العربية المتقدمة وحشد جميع الطاقات العربية من المعركة ضد الإمبريالية والصهيونية.
2- رفع القدرة القتالية للقوات المسلحة.
3- تطوير اقتصاد البلاد وتوسيع القطاع العام.
4- توطيد وتعزيز دور الجهة الوطنية التقدمية.
وحيا المؤتمر الحزب الشيوعي السوفيتي وكذلك حيا المناضلين من شيوعيين وديمقراطيين ووطنيين وقعوا في سجون المحتلين وتعرضوا للعذاب الجسدي والنفسي ولم يحنوا رؤوسهم.
كما شجب المؤتمر الرابع السياسة التخريبية الموجهة ضد الحركة الشيوعية العالمية وطليعتها الحزب الشيوعي السوفيتي وضد حركة التحرر الوطني.
كذلك أقر المؤتمر طرد ما يسمى جماعة رياض الترك التي قال أنها حاولت دفع الحزب إلى انتهاج سياسة المغامرة والانعزالية والابتعاد عن الحزب الشيوعي السوفيتي.
وأيد المؤتمر فكرة عقد مؤتمر للأحزاب الشيوعية والعمالية خلال عام 1975 وكلف اللجنة المركزية بالقيام بالاتصالات اللازمة في هذا المجال.
وانتخب المؤتمر هيئات الحزب القيادية، وانتخبت اللجنة المركزية الجديدة خالد بكداش أميناً عاماً ويوسف فيصل أميناً عاماً مساعداً(1).
(1) صحيفة الاتحاد – حيفا، العدد 59-21 الصادر يوم الجمعة السادس من كانون الأول عام 1974م.