من الصحافة
صحيفة 1930- نابلس تكرم فائز الخوري وفخري البارودي
دعا شباب نابلس لتكريم فائز الخوري وفخري البارودي، وأقيم حفل التكريم في تموز عام 1930م.
صحيفة الحياة نشرت خبراً عن التكريم وعن الكلمات التي ألقيت في الحفل في العدد الصادر في التاسع من تموز عام 1930م.
عنوان الخبر:
نابلس تكرم سوريا
الاحتفال الكبير بـ فائز الخوري وفخري البارودي
أربع حفلات – الهتاف للجمعية التأسيسية
نص الخبر:
(دعا شباب نابلس الزعيمين فائز بك الخوري وفخري بك البارودي للاحتفال بهما وتكريم سوريا بشخصيهما.
وفي مساء الخميس ركب فريق من الشباب السيارات لاستقبال الضيفين الكريمين خارج المدينة، وما وصلا حديقة البلدية حتى هتفت الجماهير المكتظة هناك لهما ولسوريا، ثم جلسا وأقبل شيوخ المدينة وشبانها يحيونهما ويتعرفون بهما، وكان الشباب في المدينة قد أعدوا العدة لوليمة عشاء كبرى، فما حان موعدها حتى توافد المدعوون وكان يزيد عددهم على مئة وخمسين مدعواً.
وبعد إتمام الطعام نهض السيد جمال القاسم ورحب بالضيفين ترحيباً جميلاً وشكر لهما تلبية دعوة الشباب وذكر مواقف سورية المجيدة في الانتظار لفلسطين، وبحث في الوحدة السورية والعربية.
ثم عقبه سليمان بك عبد الرزاق رئيس البلدية بخطاب رحب فيه باسم المدينة بهما وأتى على ذكر الروابط التي تربطنا بسوريا الشقيقة وأن الحواجز التي تفصلنا عنها لا شأن لها في المستقبل.
ثم عقبه السيد أكرم زعيتر فحيا دمشق الجبارة المجاهدة، وقال أن الصراع الآن هو بين القوة الغاشمة الفانية التي أقامت الحواجز بيننا وبين سوريا، وبين الإيمان الوطني الذي لا يتزلزل، ولا شك أن حرارة الإيمان ستلتهم كل حاجز قشاً كان أو حديداً، ثم حيا الجمعية التأسيسية والكتلة الوطنية وذكر شهداء الأمة والبراق والمغزى من دفاع الخوري عنه، وقال أن دفاع الخوري هو الصفعة الباطشة لوجوه دعاة التفرقة فقوطع خطابه بالهتاف للجمعية التأسيسية وللكتلة الوطنية ثم عقبه السيد حلمي الفتياني بخطاب فكاهي وجيز داعب فيه البارودي قائلاً له: إن بلد أبي “أي نابلس” تكرم بلد أمي “دمشق”.
وقد قوطعت أقوال كل من الخطباء الأربعة بالتصفيق الحاد.
ثم عقبه الأستاذ فائز بك الخوري بخطاب ارتجالي بليغ للغاية أعجب السامعين الإعجاب كله.
ومما قال فيه: إن الدفاع عن البراق واجب على كل عربي ومسلم، وأن ترك أمر الدفاع عنه إلى عرب بيت المقدس شيئ خطير سيئ النتائج وأن الواجب على النابلسيين أن يقبضوا على دفة الحركة وأن يتولوا بأنفسهم الدفاع عن البراق. وقد قال إن الله وعد اليهود ثم ندم- كما جاء في توراتهم- فكيف لا تندم إنكلترا لوعدها البلفوري المشؤوم..
والحق أن خطابه كان رائعاً بليغاً قوبل بالهتاف والتصفيق. ثم نهض فخري بك البارودي وبعد أن شكر الحفاوة وحيا الشهداء وتمنى لو يكون في عدادهم كما تمنى الخوري ذلك في خطابه. وألقى كلمة حماسية حول العمل لإنهاض الأمة تخللتها الفكاهات ذات المغازي البديعة فقوبلت كلمته بالتصفيق والهتاف.
وفي اليوم التالي أقام الشباب للضيفين وليمة في إحدى حدائق المدينة كاانت جميلة وبعد العصر أقامت جمعيتا الشبان المسيحيين ونادي الإخاء الأرثوذكسي حفلة رائعة حضرها وجهاء المدينة وبعض شبابها، خطب فيها العربي الصميم الشماس السيد نجيب قبعين خطاباً جاء فيه: حياتنا بالاتحاد فالوحدة، موفقيتنا بالعزيمة والعمل المنتج نحن مستضعفون ولكنا أشداء بإيماننا واتحاد سلمنا ومسيحنا وعقبه السيد توفيق الخوري بخطاب ترحيبي.
وبعد تناول الشاي نهض فخري بك البارودي وارتجل خطاباً فكاهياً درات مغازيه حول الوحدة، ثم ارتجل الأستاذ فائز الخوري خطاباً رائعاً حول الأقليات وكيف يجب أن تندمج بالأكثرية والوحدة ووجوب العمل بها.
ثم اختتم الحفلة السيد عزت دروزه بخطاب قيم بين فيه مواقف مسيحيي فلسطين في تأييد القضية والجهاد فيها، وأن الحركة الوطنية قائمة على أكتاف المسلمين والمسيحيين متحدين.
وفي المساء توافد جمهور الوجهاء والشباب على جمعية الشبان المسلمين لتكريم الضيفين وسماع محاضرتيهما فكانت محاضرة البارودي المفيدة حول المصنوعات الوطنية وضرورة انعاشها ومحاضرة الأستاذ الخوري حول الاتحاد والوطنية والدين والتضحية والمقاومة والجهاد.
ثم هتف الشباب للضيفين وللجمعية التأسيسية وللكتلة الوطنية، وفي صباح السبت سافر الضيفان إلى جنين بعد أو وعدهما الشباب وداعاً مؤثراً).