مقالات
السينما في الرقة .. فلم الحلم البري
السينما في الرقة .. فلم الحلم البري
بطاقة الفلم: تمثيل :واحة الراهب، محمد حسين الحمود، حمود الصطاف، أمين سليمان.مونتير: سمير حداد. تصوير: بشار صواف. موسيقا :الملحن العراقي كوكب حمزة. مدة الفلم :37 دقيقة إنتاج التلفزيون العربي السوري. |
بعد فلمه الوثائقي “الحرمل البري” أنهى المخرج السينمائي مصطفى الراشد عن سيناريو وضعه بنفسه من انتاج التلفزيون العربي السوري ويتحدث الفلم من خلال عيني طفل هائم وعنيد عن المآثر الصغيرة في حياة الناس حيث يموت والد الطفل لحظة انتهائه من حفر بئر ماء للقرية القاحلة ويمزج الراشد الواقعية بالشاعرية ليعيد اسطورة خلاص ابراهيم .
ويلاحظ في الفلم ان المخرج اعتمد على ممثلين هواة يخوضون للمرة الاولى تجربة الوقوف امام الكاميرا وفي حوار أجراه معه حكم البابا ونشر في مجلة “هنا دمشق”يجيب الراشد عن تساؤلاتنا حول الفلم وحول تجربته السينمائية القصيرة نسبيا(1) .
مصطفى الراشد من مواليد الرقة عام 1956 درس في مدراس الرقة وحصل على الثانوية العامة عام 1975 أوفد للدراسة عام 1976 الى رومانيا وحصل عام1981 على دبلوم الفنون المسرحية السينمائية.
أعماله السينمائية:
1- لقاء الساعة الرابعة والنصف.
2- الانتظار.
3- في عام 1982 اخراج فلم الحرمل البري مدة الفلم 30 دقيقة الفلم من سيناريو وحوار الراشد مثل في الفلم احمد المشلب وفواز الجدوع وادى الاغاني اسعد الجابر.
4- 1985 الحلم البري تمثيل واحة الراهب وحمود الصطاف وأمين سليمان
الفلم من تصوير بشار صواف والموسيقا التصويرية كوكب حمزة.
5- 1991 اخراج فلم عشاق خط المطر
وهو عن رواية الضباع للاديب الرقي ابراهيم الخليل .
تمثيل :واحة الراهب، والمخرج احمد الحسان، حمود الصطاف، والطفل محمد مصطفى واحمد المكسور وأحمد المشلب وهو من مواليد عام 1950_ وتوفي بالرقة 2017 درس مادة الرسم في ثانوية الرشيد كما عمل في المسرح .
في عام 1999 عرض الفلم في سويسرا.
6-فلم وثائقي عبد السلام العجيلي يتحدث عن يوميات العجيلي ككاتب وطببب انتج عام 1985
في عام1990 قام بانجاز سلسلة من الافلام الوثائقية لصالح مؤسسة البرامج المشتركة في الكويت.
وكما دبلج مجموعة من المسلسلات الأجنبية لصالح التلفزيون السوري.
مابين عامي 1998_2003 عمل كمخرج تسجيلي في السعودية واخراج مجموعة من الافلام عن النفط والمعاقين وغيرها
في عام 2006 اخراج فيلما وثائقيا بعنوان عبد السلام العجيلي ايقونة الرقة.
توثيق وتعليق عبد الكريم الاسعد
(1) الحوار أجراه الصحفي حكم الباب ونشر في مجلة هنا دمشق، العدد 228 الصادر في الأول من كانون الثاني عام 1986:
نص الحوار:
س: لماذا لم تعتمد في فيلمك على ممثلين محترفين؟
ج: هناك اشكالية فنية واشكالية إنتاجية، ميزانية الفيلم لم تساعدني كي استعين بـ ممثلا محترفا ولكن اذا توفر لي أن استخدام الممثل هذا لا يعني بالضرورة انني سأعطيه دورا فشخصية الفلاح مثلا اذا أتيت الى واقع ممثلينا نجد أن واحدا او اثنين من المحترفين يمكنهم تقديم هذا الدور. س: ولكن هناك محاذير كبيرة في التعامل مع الممثل الجديد منها عدم ادراكه لتقنية السينما وكيفية التعامل مع الكاميرا الا ترى ذلك؟ ج: هذه المحاذير التي تعنيها :عدم التلاؤم بين الممثل الذي لا تربطه علاقة بالسينما تفترض جهدا اضافيا من المخرج وهذا الجهد هو الذي يقرب الممثل مماتريده وبالمناسبة الوجوه الجديدة التي اخذتها في المسارح المحلية ولكن وقوفهم امام الكاميرا للمرة الأولى جعلهم كالاطفال تحركهم كيفما تريد وفي تاريخ السينما هناك اطفال كثيرين جدا ادوا ادوارهم واعطوا حتى اكثر مما يتطلبه الفيلم. س: على صعيد اللغة السينمائية لماذا حاولت ان تقدم موضوعك بعيدا عن التقليدية في الفلم الروائي؟ ج: في فيلمي طموح فني كبير على صعيد اللغة السينمائية فبشكل او باخر كان اهتمامي بالجانب اللغوي ، هذا الجانب اذا لم يتفوق على المضمون كان موازيا كان همي الكبير ان أمتلك وأجرب وسيلة التعبير بأي موضوع كان وبشكل خاص حاولت الاقتراب من اللغة السينمائية الخالصة: السينما التي تختلف كثيرا عن السينما السائدة التي اتكأت كثيرا على تقاليد مسرحية وادبية وبالتالي فقدت جوهر الخصوصية التي هي اساسا خلاصة للرسم والرقص “الحركة” والموسيقا. هناك في اللغة خيط غير محسوس فالسينما تبحث عن الشيء بتعبير اخر محاولة لابراز غير المرئي في العلاقة الخلفية المستترة التي تربط بين الفرد والجماعة والجماعات بين بعضها فهذه لغة الفن :العاطفة ،الفرح،الحزن هذه الاشياء التي لا نستطيع القبض عليها باليد ولكننا نحولها الى صورة في السينما. س: ولكن الا ترى انك اهملت الموضوع وركزت على الشكل؟ ج: بالنسبة لي المسألتان متوازيتان ربما يظهر عندي الاهتمام باللغة اكثر من الموضوعة نفسها التي هي مادة على المستوى اللغوي التعبيري الخاص لوسيلة التعبير هذه فبالنسبة لي الموضوعة هي الاساس ولكن محاولة ترويضها بشكل معين من اشكال التعبير وعدم ترك المادة تعبر على هواها كما هي موجودة في الواقع فهذا يعني تدخل من قبل المؤلف او المخرج بمادته ومحاولته وضع هذه الموضوعة ضمن ضوابط والقوانين والقواعد المتوارثة في هذه المسألة فالنسبة لي انا بالذات اي قانون او قاعدة ثابتة متوارثة لا تعني شيئا بالنسبة لي. س: ولكنك مضطر للتعامل مع تقنيات السينما المتوارثة التي لا تسطيع ان تنسفها فكيف يمكنك الخروج الى ما سميته الفوضى الجميلة؟ ج: أقل ماهنالك ان لا تقدم المعتاد والمألوف ولا تساعد على تكريسه مما تشاهد من افلام ومسرحيات فالمسألة ان تخرج روحا جديدة حتى لو كانت خاطئة. س: لماذا تعيد فيلمك “الخلم البري” موضوعة فيلمك الوثائقي الاول؟ الا يعني هذا تجاهل للموضوعة بشكل من ج:الكاتب الفنان قد يبدع عمله بموضوعة ما ويكتب عنها عشرات الكتب بعناوين مختلفة وبالتالي اعمال متفرقة لا تربط بينها اي صلة فهذه الكتب هي كتاب واحد بالنتيجة هناك خيط دقيق جدا يربطها وهذا الخيط هو الذي يعبر عن الموضوعة الشاملة التي عالجتها هذه الكتب جميعا.وهذا ينطبق على الفيلم فهناك هاجس واحد يتلبس الكاتب او الفنان طيلة حياته وقد تنتهي حياته قبل ان يشبع هذا الهاجس هو الموضوعة الكبيرة هو الحياة .من حيث الفيلم كموضوعة انا شخصيا اعشق الماضي واهرب اليه .ومسالة الماضي مسالة صميمية جدا فالماضي قد لا يكون بعيدا جدا وسبب علاقتي به هو انني اعرفه واحاول استعادته ومسالة معرفتي به بحد ذاتها وهم لواقع معاش هذا الوهم هو مادة ثرية وخصبة بحد ذاته لان يكون موضوعة عاما لي مسالة الماضي هي مسالة هيام فطبيعة الفيلمين التي قمت بصنعهما ليست اكثر من محاولة للاقتراب من مسالة عامة فعملية الاقتراب يجب ان تمتلك رؤية كبيرة ولكن 37دقيقة لا تتسع ان تقوله في 37دقيقة فقط وانت تحت ضغط الموضوعة الكبرى. س:ما هو المبرر لاعتمادك في الفيلم على الميثولوجيا وخاصة ابراهيم الخليل وفداء الصبي بالخروف؟ ج:اذا جاز لي التعبير ان اتحدث عن القسم الاول من الفيلم والذي طرحت من خلاله الموضوعة المادية الاولى المتمثلة بالمناخ والواقع المفجع المغلف بالعطش والجفاف استطيع ان اقول بان هذا هو المعادل الموضوعي والمفصل الاساسي في الفيلم ومسالة الخلاص من هذا الواقع على الصعيد الغيبي هوطرح المعادل الاخر للخلاص من هذه القساوةوكما يظهر في الفيلم كان الدم استفادتي من المثولوجيا هنا استفادة اعجازية تتمحور حول فكرة الانبعاث بالحياة من القساوة السائدة بالايحاء بفكرة الدم وتقديم القرابين للدلالة ان اردت التغيير المادي عليك بتقديم المقابل المادي. فالشاب “ابو عمشة”في الفيلم مهووس بالدم على اساس واقعي شعبي بالاعتقاد المعروف بالنذر وهذا الموروث امتداد تاريخي نجد جذوره عند الفراعنة واليونان وابراهيم الخليل فكان الطفل في الفيلم من وجهة النظر هذه-قربانا او اضحية لنهر الفرات الا ان الطابع والجانب الانساني ومحاولة الانسنة كانت اساسا في الفيلم فالايحاء انساني والذي افتدى الطفل بالكبش هم اهل القرية ذاتها متمثلون بالفتاة”ميثا” |